2

2.2K 46 0
                                    


لم تتحمس بيلي كثيرا,

ولكن كلمة اليأس لاتعني شيئا بالنسبة لها , وبعد ان زارت المنزل كله , اختارت لنفسها زاوية على الشرفة مقفلة بالزجاج.

لكنها منارة وتصلها اشعة الشمس طوال النهار, كما وانها بعيدة عن غرفة كنت , كي تتمكن من الطباعة دون ان تزعجه, وبعد ان استأذنت كنت, نقلت الى مكتبها الجديد كنبة مريحة وطاولة صغيرة وكل ماتحتاج اليه في عملها.
وبينما هي ترتب مكانها, تفاجأت بكنت يتأملها بصمت.

"ان عثرت علىهذا القميص؟" سألها بجفاف عندما رآها ترتدي احد قمصانه القديمة.
"لقد وجدتها في احد الغرف . ايزعجك انني استعرتها؟"

"لا...لا ... انه قميص قديم , لكنني تفاجأت برؤيتك ترتدينه".
رفع كنت يده عن كم القميص فجأة وعقد حاجبيه .
"سأبدا بعملي, لقد اضعت الكثير من الوقت".
تبعته بيلي بعينها, وهي تداعب كم قميصها, وعندما انتبهت لما تفعله, انتفضت مذعورة, مالذي دفعها لاستعارة قميصه؟ لماذا شعرت فجأة بهذه

لماذا شعرت فجأة بهذه الحرارة القوية؟.
مع مرور الايام , اصبح مكتب بيلي مريحا اكثر, انه يعكس شخصيتها المرحة, وكانت كل يوم تجمع باقة من الازهار البرية تزين بها المكان, وكانت تجمع اثناء تنزهها بعض الاصداف والاحجار الجميلة تضعها على الطاولة الزجاجية.

الاعمال الطارئة اصبحت بالنسبة لبيلي نوعا من الروتين.
وقد تبدلت حياتها المنظمة وقفا لمزاج كنت الذي كان يعمل حتى ساعات الفجر , ودائما يرمي نفسه في سريره في نفس الوقت الذي تستيقظ هي فيه.... واحيانا كثيرة كان يضع في مكتبها الاوراق التي انهاها خلال الليل, ولكن احيانا اخرى, كان ينام بين اورقه المبعثرة فتضطر بيلي للدخول على اطراف اصابعها كي تأخذ حصيلة عمله اليومي.

ورغم تحفظها لم تكن قادرة على ابعاد نظرها عن

ورغم تحفظها لم تكن قادرة على ابعاد نظرها عن قامة الرجل النائم الذي يدس راسه في الوسادة, وكان ينام اكثر الاحيان في شورته القصير وعاري الصدر دون ان يشعر باي شيء حوله, ولهذا كانت بيلي تدخل بحذر كل لاتزعجه في نومه. واحيانا, كانت تقف طويلا تتأمل عضلاته القوية ...

وكتفيه العريضين وبشرته البرونزية , وصدره الذي يرتفع مع تنفسه بشكل يفتن الفتاة, كان ينام كطفل برئ بعد نهار طويل في اللعب.

للحقيقة, لم يكن كنت جميلا بكل معنى الكلمة , وكما ان شعره الاشقر الفوضوي بحاجة لحلاق ماهر, ومن يرى ذقنه الطويلة, يظن بأنه نسي عادة الحلاقة.... ومقليته! لم تكن خضراء ولا زرقاء , بل هي صفراء مثل عيون هر اشتعل فيها الغضب. 



وكان صيفاحيث تعيش القصص. اكتشف الآن