الليلة الأولى..~

36.7K 875 140
                                    

يلهث.
" آننم.. دانيال، أرجوكَ..يكفي، هذا..آهه "

يقتربُ منه بينما يهمس في أذنه برغبة.
" آشش.. يكفي الآن آلبيرت، أنت تُريد هَذا، أستطيع رؤية بَريق الرغبةِ في عينيكَ "

يُغمض آلبيرت عينيه بقوة مُتألماً.
' لكنني لا أريده بتلك الطَريقة الخَالية مِن المَشاعر، أريدك أن تتذكر كُل شيء حال إستيقاظك ! '
تَحدث دَاخله مُستسلماً لعنفِ الأخير على جَسده بلا رحمة.

#

صَباحاً..

خَرج مِن الخلاء مُتجهاً نحو الأريكة بعدما بدّل ثيابه إلى ثيابٍ منزلية، ليجد الأخير جالساً في غرفة المعيشة على الأريكة يرتشف القهوة بشعرٍ مُبعثر و روب أبيض يكشف أجزاء من صدره.

إقترب منه بهدوء، عقد حاجبيه مِن الكدمات التي على جسده و صدره، عدّل الروب له، نظر الأخير إليه بشحوب و قلبه يخفق بعنف.

تحدّث برتابة.
" أعلم أنه لا شأن لي، لكن يا آلبيرت ما يفعله هذا الرجل بك لا يُحتمل، إنك تفقد نضارتك بسببه "

إبتسم آلبيرت بهدوء.
" لا بأس دانيال، أستطيع الإحتمال أكثر "

شعر الأخير بوخزٍ في قلبه.
" هل تحبه إلى تلك الدرجة..؟ "

أجاب قبل أن يأخذ رشفة أخرى.
" أكثر مِما يعتقده أحد "

تنهد الأخير بهدوء.
" لست مطمئناً عليك، لكن..أتمنى أن يتحسن الوضع بينكما "

أومأ الأخير بصمت دون أن يبنس بحرف، و غارق بالكامل فيما يحدث.

بَدأ الأمر حينما كان في الخَامسة عشر، هرب من منزله لأنه لم يحتمل تعنيف زوجة والده و أخته حال موت أبيه، كان مشرداً.

حَتى أتاه دانيال، خرج من سيارته ليضمّ جسد الأخير البارد إلى صدره.

و أقسم أنه لم يذق دفئاً حتى الآن يضاهي دفء صدره، هو لم يضمه و لم يمسه أبداً منذ ذلك اليوم، إلا حينما تبدأ ليلته معه الخالية من أي مشاعرٍ تذكر.

هو كبر تحت جناح الأخير، صار عمره خمسة و عشرون عاماً، بدأ الأمر منذ التاسعة عشر.

دانيال يكبره بأربعة عشر عاماً، مما جعل دانيال كفيل بالإهتمام بآلبيرت.

هو يتحمّل لسببين؛ فالأول ..لأنه ممتنٌ كثيراً لدانيال، فلولاه لبقى مشرداً إلى وقتٍ لا يعلمه إلا ربه.

أما الثاني، فحبه للأخير قد جاوز الحدّ ففاض به، مما جعله مستعد حرفيّاً ليفعل أي شيء من أجل دانيال..

و لو كان هذا الشيء التضحية بنفسه.

هو فقط..

يقع في حب الأخير في كل ثانية تمرّ فيما بينهما.

' ما نهاية كل هذا ..؟ '

سأل نفسه يآئساً، يتوق إلى إجابة.

#

مُجرد بداية.

ليال مظلمة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن