الليلة الثانية..~

24.9K 726 241
                                    

^
^

صُورة آلبيرت

#

" هذا مُخيفٌ و مُرعب، و الأقسى أنه سادي على ما يبدو، لا يُمكن لجسدك تحمّل هذا لفترة طويلة آلبيرت، أنظر ماذا حدث لجسدك..؟ توقف عن إيذاء نفسك، فلتخبره حالاً حتى يستيقظ، و إن كان مريضاً فليأتيني ليتعالج، إنه يعاني إنفصاماً، إهرب منه آلبيرت، تستطيع المكوث عندي لفترة حتى يرتاح جسدك، و نرى ما سيفعل حينما لا يجدك ليلاً، قد يجعله هذا يستفيق..؟ "

" أنا آسف دكتور پن، لا أستطيع تركه أبداً، أنا أتنفس وجوده، فليعذبني كيفما يشاء إن كان هذا يريحه، أنا..فقط أشعر بالألم، أشعر بالألم لإحساسٍ عميقٍ داخلي بأنه يتألم، ماذا برأيك أفعل..؟ "

" هذا الحُب مريض، أنت تشعر بالشفقة و الإمتنان نحوه، هذه هي الحقيقة، و لكن عقلك برمج الأمر على كونه حباً، فلو لم يكن دانيال إنتشلك مما كنت فيه، لما بقيت معه و لو لثوانٍ، و لكنت ابتعدت عن طريقه حتى و إن كان عن سبيل الهرب "

" ربما، و ربما لا، ما أعرفه أني أحبه كما لم أحب أحداً من قبل، و ليس كما تقول يا دكتور "

" أنت عنيد، أرجو ألا تفقد نفسك معه قبل فوات الأوان، فما يفعله قد يؤدي إلى حتفك قريباً، هل قررت ما ستفعله..؟ "

" لستُ أدري، ربما..أكتب، أو شيئاً من هذا القبيل "

" الكتابة أمرٌ جيد بالنسبةٍ لك، لكن..حذاري أن يقرأ شيئاً مِما تُدوّنه، لست مطمئناً كيف ستكون حالته إن علم، بالأخص..لو لم يكن عن طريقك "

" لا تقلق بهذا الشأن، هو يقدّر خصوصيتي، و لا يتدخل فيها بشتى الأحوال "

" جيد، رغم هذا..أنتظر منك إخباري بأنك قررت مصارحته أخيراً بما يفعله بك، إن علم من طريقك فهذا سيكون أخفُّ وطئاً عليه..ربما..؟ "

" ربما..؟ من يدري دكتور پن..؟ شكراً لك، أستأذنك الآن فهو ينتظرني بالخارج "

أومأ پن رأسه بهدوء و خرج الأخير بخطواتٍ شاردة، يفكر في كل حرفٍ قاله طبيبه.

' الشيء الوحيد الذي أثق به هو أني لا أستطيع إخباره أبداً '

تحدث داخله و هو ينظر بشرود للواقف أمامه بشموخ و يرتدي ملابس رسمية.

سأله بصوته الهادئ.
" آلبيرت ..أنت بخير..؟ هل تشعر بالقليل من التحسن..؟ "

إبتسم آلبيرت إبتسامة واسعة.
" لا تقلق عليّ، كل الأمور بخير "

ليال مظلمة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن