الليلة الثالثة عشر..~

11.5K 446 127
                                    


#

" قادم "

تحدث بنبرة هادئة و هو يحمل كوبين قهوة و بجانبها فطائر محلاة ليضعهم أمام شاب و فتاة في منتصف عقدهما الثاني، إبتسم لهما ببساطة و إتجه ليكمل عمله.

مضت سنتان، سنتان و هو بعيد عن دانيال، هو لم يستطع منع نفسه من الذهاب إلى البناية ليراه من بعيدٍ حتى، لكنه لم يخرج أبداً.

هو يعمل في هذا المقهى القريب رغم عدم حاجتهم للمال، لكن يريد إلهاء نفسه في أي شيء بعيد عن التفكير في دانيال.

هو يعيش كالآلة بالضبط، يبكي طوال الليل حتى ينهكه التعب و ينام، و يعمل صباحاً حتى الليل ليعود لنفس روتينه، هو يفقد نفسه تدريجياً.

هو إشتاق له كثيراً، كثيراً جداً، هو لا يدري كيف مرت السنتان، هو لا يذكر أي شيء فيهما إطلاقاً، آخر شيء يتذكره هو طرد دانيال له.

عض شفته السفلى بعنف.
' لماذا..لماذا دانيال..؟ تعلم أني لا أستطيع الحياة دونك '

أفاق من شروده على صوتٍ حنون.
" آلبيرت..أنت بخير..؟ "

إبتسم بشحوب.
" نعم سيد چون "

السيد چون يعلم تماماً أن آلبيرت منذ أن أتى و هو ليس بخيرٍ، يحاول مواساته بطريقةٍ أو بأخرى، لكن..كيف يواسيه و هو لا يفهم أو يعلم شيئاً..؟ هو يشعر ببعض الشفقة عليه، و حزين على حاله، يعلم أن آلبيرت يرهق نفسه في العمل حتى ينسى شيء ما، لكنه..لا ينسى.

إبتسم چون بهدوء.
" لقد أنهيت عملك، إذهب الآن "

نظر إليه بفراغ قبل أن يبتسم بنفس الشحوب، أومأ رأسه و خرج متجهاً نحو منزله الذي لا يبعد كثيراً عن المقهى.

#

إستقبله الصغير آلبيرت* راكضاً عليه بسعادة، لقد تعمقت علاقتهما في تلك السنتين، أصبح آلبيرت* لا يستطيع النوم بدون خاله، حمله آلبيرت و ضمه إليه بينما يضحك بسعادة.

تحدث بتعب.
" عذراً صغيري، خالك متعبٌ جداً و يريد النوم "

عبس آلبيرت* في وجهه بطفولية.
" إبقى معي قليلاً، هناك ضيوف "

تثآءب آلبيرت ليضعه على الأريكة بهدوء مغمغماً بنعاس.
" آسف صغيري، لابد أنهم يخصون والدتك أو جدتك، أخبرهم أني خلدت للنوم "

قبّل جبينه بلطف و إتجه نحو غرفته، ألقى جسده بتعب على سريره قبل أن يغمض عينيه و يغط في النوم.

ليال مظلمة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن