الليلة الثامنة عشر..~ الأخيرة.

12.4K 404 117
                                    

.
.

" يكفي نوماً، إستيقظ "
تمتم ببرود و هو يلقي ماء بارد ممزوج بحامض ليكوي جروحه، مما جعل آلبيرت يستيقظ فزعاً و هو يئن و يصرخ بصوت مكتوم متألماً من فرط النيران التي يشعر به.
إقترب منه بهدوء و نظر لوجهه بينما في يده خنجر فضي.
" سأجعلك تختار طريقتك المثلى في التعذيب، هناك ثلاث خيارات "
إبتسم بخبث.
" ما الذي تريد فقده..؟ إحدى عينيك..؟ و هذا ما أرجحه، أم إحدى أذنيك، و هذا يلي العينين، أم أقطع لسانك..؟ "
توسعت عينا آلبيرت بفزع و ظل يصرخ بجنون.
في خلال ذلك الشهر الذي قضاه هنا، قاسي جميع أنواع العذاب، و تخيل أنه لم يعد يخشى شيء، حتى قُصم ظهره بما سمعه.
ظل يصرخ بهيستيرية و صوت مكتوم منتظراً أن يسمعه أحد..!

.
.

إرتدى معطفه بهدوء و حذاءه دون أن يعبأ بصراخ ڤيكتور عليه.
" و اللعنة دانيال، حتى جرحك لم يشفَ بعد! "
قال بصرامة.
" سأذهب، و لن تمنعني ڤيكتور، يكفي ما أخذته بعيداً عنه "
عض ڤيكتور شفته السفلى بألم.
" أقسم أنني أبذل كل ما بوسعي، ويكأنه إختفى تماماً "
تنهد دانيال و مسد على كتف ڤيكتور.
" أعلم ذلك، لكنني يجب أن أذهب "
شعر باليأسِ من إقناعه.
" حتى لو طلبت منك البقاء لأجل آلبيرت..؟ "
إبتسم دانيال بألم.
" لا أستطيع، آسف فيكتور "
تمسك فيكتور في ذراعه و قال بصوتٍ راجٍ.
" حتى لو طلبت منك الإنتظار ليومين..؟ يومين فقط..؟ و إن لم نجده سأتركك و لن أسألكَ بعدها، أقسم لك! يجب أن تكمل علاجك فقط! "
نظر إليه دانيال ببعض الشك، تنهدت بحزن و تمتم.
" حسناً، يومين فقط فيكتور! "
أومأ فيكتور رأسه، و راح ليتصل و يطلب منه تكثيف البحث.

.
.

شهق ثيو و وضع يده على فمه حتى يكتمها حينما دخل و وجد السكين قريبة من عين آلبيرت اليمنى، و الفتى يبكي بهيستيرية و فزع شديدين.
إزدرد لعابه، يجب أن يوقفه! يجب أن يفعل!
قال بهدوء.
" سيدي..السيد لويس يتسآءل عن حصته التي دفع ثمنها مقدماً! "
نظر إليه هيومين ببرود و قد إبتعد عن آلبيرت.
" ياله من ساذج، الم يعلم حتى تلك اللحظة أنه خُدع..؟ و أن لا يوجد شيء إسمه حصته! و نقوده إستولينا عليها بالكامل ..؟ "
إزدرد ثيو لعابه.
" لكن سيدي..تعلم أن السيد لويس لن يتساهل مع الأمر! "
هز هيومين رأسه بلا إهتمام.
" لن يستطيع فعل شيء، جهز سيارتي، هناك مكان يتوجب عليّ الذهاب إليه بعد أن أنتهي من هذا الفتى "
سأله ثيو ببعض الأمل.
" ألا يمكنك سيدي الذهاب أولاً حتى لا تتأخر..؟ فالفتى لن يستطيع الهرب على أي حال! "
كان يتوق لأن يذهب سيده الآن، ليحرر آلبيرت، قبل أن يفعل به هيومين شيء أقسى من هذا، هز هيومين رأسه بسالبية.
" لا..هيا إرحل ! "
ألقى نظرة حزينة على آلبيرت ثم عاد لغرفته ليدفن جسده بين جسد جين مثل كل مرة .

ليال مظلمة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن