#
طرق الباب عدة طرقات على منزلٍ متواضعٍ بعض الشيء، في قرية ريفية، فتحت له شابة في أواخر عقدها الثاني على ما يبدو، تمتلك جسداً ممشوقاً ذات شعرٍ أسودٍ فاحم و عينان كلون شعرها.
نظر إليها طويلاً لتنظر هي بصمت، تشعر أنها رأته في مكانٍ ما، أو أنه ليس غريباً عليها.
لفت نظره طفل ربما في الخامسة يركض ليمسك يده تلك الشابة و الذي على ما يبدو إبنها للشبه فيما بينهم.
صرخ بطفولية.
" من هذا ماما..؟ "لم تبعد نظرها عنه لتغمغم بشرود.
" اصمت آلبيرت "عقد حاجبيه قليلاً، آلبيرت..؟ إنه إسمه..! هما يكرهانه فلمَ إبنها يسمى بإسمه..!
نظف حلقه مغمغماً بهدوء.
" مرحباً ديما، أنا آلبيرت، هل أستطيع المكوث هنا لفترة..؟ "هو لوهلة شعر بأنه يتهيأ له أن ديما تبكي، أمسكته من رسغه لتدخله و تغلق الباب، تركت يد إبنها لتعانقه بقوة و هي تجهش في بكاء حاد.
" آلبيرت..تباً، لماذا..أنا..يا إلهي..إشقتنا إليك كثيراً و بحثنا عنك في كل مكان "
مسد على رأسها بهدوء، أغمض عينيه متمتماً.
" لم تكونا تريدانني ديما، ليس وكأني خرجت بإرادتي "إبتعدت عنه و جذبته من رسغه لتجلسه على الأريكة، ركعت أمامه و هي تقبّل كفه بندم.
" سامحنا..أرجوك، قل ما تريده و سننفذه فوراً "أبعد يده ماسحاً دموعها بيديه.
" ماذا تقولين ديم..؟ لست غاضباً على الإطلاق، و يكفي بكاءاً..توقعت أنكِ ستكسرين عنقي حينما ترينني كما وعدتيني آخر مرة "ضحكت برقة من بين دموعها.
" مازلت شقياً آلبيرت، تماماً كابن أختك الذي ورث الشقاوة منك "إبتسم للطفل البعيد، أشار إليه، إقترب الصغير بتردد، حمله ليضعه على إحدى ساقيه و يضمه بلطف و يستشنقه.
" تباً ديم..كيف حصلتي على كتلة اللطافة تلك..؟ "تعالت ضحكاتها.
" لست أدري..يقولون أن المرأة تحصل عليها حينما تتزوج..؟ "عقد حاجبيه.
" مازلتِ تحبين السخرية مني "قبّلت خده بلطف.
" نعم..جداً "ديما تكبره بخمس سنوات، هي ليست أخته، بل إبنة زوجة والده، هو إعتبرها أخته رغم معاملتها السيئة له في البداية.
أنت تقرأ
ليال مظلمة
Fanfiction[ مُكتملة. ] ' لا أتألم مِمَ يَحدثُ بيننا ليلاً، أنا أتألمُ لأنه لا يَتذكّرُ شـيئاً حَال إستيقاظه. أنا أحبه، و مُستعدٌ أن أخضعَ له مَدى الحَياة، لكن..أحتاج لأن يَتذكر مَا بيننا، فَهذا مُمزّق. إنه فقط..يُعاملني كَإبنٍ فِي الصَباحِ وَ خاضعٍ وَ عَا...