ليال مظلمة

الليلة الحادية عشر..~

#

|[ الرآوي ]|

توسعت عيناه بصدمة حينما هآله مرأى المنزل، كان محطماً تماماً، الأريكة مقلوبة، براويز الصور محطمة، التحف مكسورة، كل شيء..كل شيء ويكأنه أصابه إعصار!

غمغم بذهول.
" ما الذي حدث..دانيال..؟ "

لم يتوقع إجابة دانيال، و دانيال لم يخيب ظنه، لأنه تجاهله بالكامل و دخل إلى غرفته و أوصد الباب خلفه.

ركض نحو غرفته و بدأ يطرق الباب بعنف.
" دانيال..تباً..ماذا تفعل الآن..؟ "
هو صرخ، لا يفهم ما يجري، و لمَ يتصرف دانيال بتلك الطريقة.

تحدث يائساً.
" دانيال..دعنا نبدأ من جديد، و لننسَ كل شيء، أنا أغفر لك، في الواقع..لا يوجد ما يستحق لأقول لك ذلك، لكن..مادمت تريد هذا فأنا بصدق أغفر لك، أخرج الآن "

لا رد..لا إستجابة، تنهد يائساً و بدأ يئن بهدوء.
" أرجوك..يكفي ما مضى من حياتي وحيداً، لا أريد أن أفقدك، ليس لي غيرك "

أيضاً..لا رد.

تنهد بحزن.
" تصبح على خير "

و جرّ أذيال خيبته نحو غرفته، التي على ما يبدو لم يمسها دانيال بطريقة ما..!

#

وضع رأسه بين يديه، هو يعاني، يعاني بشدة، يتذكر كل شيء، كل ما فعله والده به يوماً، ما حدث أعاد له الماضي بحذافيره.

هو فقط..كان سبباً في ألم أكثر شخصٍ يعشقه في هذا الكون، ربما لا يستحق العيش، و ربما يجب أن يموت حقاً!

هو تذكر كلام آلبيرت عن ذلك الرجل المجهول و الذي اتضح له في النهاية أنه هو، تذكر دفاعه عنه، و كلماته، و كم أنه يحبه.

هو تذكر كيف أنه صفعه لأجل حبه لذلك الرجل، و إخباره بأنه لا يستحق.

همس بضعف.
" لا أستحق فعلاً "

تذكر حينما قال لآلبيرت أن لا خير في علاقة توذي أحد طرفيها، و هو أذى آلبيرت كثيراً.

كان يجب أن يكمل علاجه، هو يذكر فقط حينما كان يتناول علاجه، و صغيره بدا خائفاً منه أحياناً.

لذا توقف عن العلاج.

لم يعلم أن هذا قد يحدث يوماً، لم يشعر..هذه هي الحقيقة، ربما يجب أن يبعد صغيره عنه حتى لا يؤذيه..؟