الليلة الخامسة عشر ..~

11.4K 404 59
                                    

^
^

آلبيرت -حينما كبر و أصبح بالثامنة و العشرون-

.
.
.

فتح آلبيرت كلتا عينيه بهدوء و هو يحدق في عنق دانيال، هو تسآءل إن كان دانيال الشاحب نائم حقاً..؟ لم يطل سؤاله داخل خلده إلا و أجابه دانيال حينما قبض بقوة على خصره ليقربه منه.
" كيف حال قدميك..هل تشعر بتحس..؟ "
هو سمع صوت دانيال الهاديء، و الذي كان من الواضح أنه إستيقظ منذ فترة.
هو لا يشعر بباطن قدميه، يشعر بحرارة تتدفق داخلهما فقط، تثآءب قليلاً.
" لا أعلم، أعني..لم تعد تؤلم كما الأمس "
أبعد دانيال آلبيرت عنه و قبّل جانب فمه بخفة.
" سآخذ حماماً و أرتدي ثيابي للعمل "
تململ آلبيرت قليلاً على السرير و لم يعلّق، عاد ليغمض عينيه من جديد، اليوم جلسته عند ڤيكتور، يكره ڤيكتور الطبيب، لكنه يحب ڤيكتور الصديق..!
نهض من على السرير و تحرك بخطواتٍ هادئة و بطيئة نحو المطبخ ليحضر كوب قهوة لدانيال، أنهى تحضيرها و سكب في فنجان دانيال الأسود، عقد حاجبيه و هو يتذكر ما حدث بالأمس، يفكر في إخبار طبيبه.
كان يسير حافياً على قدميه، و لم يشعر بنفسه إلا و هو يسير بقدميه على زجاج محطم بالأرض، جعلته يشهق من فرط الألم، و حينما نظر لدانيال..إستطاع رؤية ظلامه من خلال عينيه، ربما عصبية دانيال آنذاك أوهمته أنه رأى دانيال المظلم، لكن شعر بالخوف لوهلة!
صرخ بألم حينما إمتلأ الكوب و سقطت القهوة على ظاهر كفه، سقط على الأرض بينما تساقطت دموعه و إحمر وجهه تماماً كظاهر يده.
" دانيال..داني.. "
هو صرخ بصوتٍ باكي و مبحوح، فهو يرى أن دانيال الدواء لكل ألم يُلمّ به يوماً.
دانيال لم يستطع منه نفسه من القلق، و الذي إرتدى قميصه الرمادي و صدريته التي من نفس اللون بدرجة أغمق كما هو بنطاله الحريري، و رابطة عنقه الحمراء القاتمة، بينما سحب معطف بذلته ليرتديها و يغلق أزرتها على عجل و يتحرك بخطوات واسعة نحو آلبيرت.
" آلبيرت..يالك من مهمل "
هو أنبه بينما يحمله بين ذراعيه وصولاً للأريكة ليريح جسده هناك، ما هي إلا لحظات حتى عاد بعلبة إسعافات أولية، و بمنشفة مبللة مسح يده، و وضع مرهم الحروق، ثم ضمدها بهدوء كي لا يؤلمه.
" كيف لم تنتبه..؟ "
مسح آلبيرت دموعه بظاهر يده الأخرى و شهق.
" آسف..شردت للحظات "
تنهد و أغلق حقيبته الإسعافات و سحب وجه آلبيرت بين كفيه، و يمسح دموعه بإبهاميه.
" آلبيرت..المطبخ للطهو، لا للشرود، حسناً..؟ "
هو شعر بالذنب حينما أنبه دانيال، أطرق رأسه و لم يتحدث، شعر دانيال بحزنه ليرفع وجهه له.
" إسمعني آلبيرت، أنت تعلم أنك مهم بالنسبة لي، لذا لا أحب رؤيتك تتأذى "
أومأ آلبيرت رأسه بهدوء و إبتسم بوسع.
" أنا أفهم، سأحاول تجنب هذا، ربما يجب أن تذهب لعملك الآن، ستتأخر "
إستقامَ دانيال واقفاً و قبّل جبينه بعمق، ثم تلاها قبلة خفيفة و سطحية على شفتيه تمنى آلبيرت لو تدوم.
" سأمر عليك في الثالثة لأجل جلستك، و بعدها سأذهب بك إلى جيسون، كن مستعداً "
قفز من على الأريكة بحماس متناسياً ألم كفه.
" حقاً..؟ سأذهب لأخبز بعض الكوكيز له إذاً، فهو يحبه كثيراً "
عانقه بقوة و هو يصرخ بسعادة.
" شكراً دانيال، أحبك "
طبع قبلة سريعة على وجنته و ركض بسرعة للمطبخ ليبدأ بتجهيز الكوكيز الخاصة به و بجيسون، و الذي بدوره دانيال إبتسم بخفة شديدة حينما رأى صغيره المتحمس كل هذا الحد.
هو لا ينكر أنه يخطيء حينما يمنعه من الخروج من المنزل، لكنه..يشعر بأن صغيره قد يتأذى إن خرج وحده، رغم كونه على مشارف الثامنة و العشرون!

ليال مظلمة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن