وقف يوسف
أبعد يداه عنها
ولكن
هناك من جره اليه
فجأة
أصبح يوسف
يعانق آلي
عندما سحب يوسف يداه
قامت آلي ومسكت ذراعه
جرته اليه وعانقته بشدة
"أنا كذلك أحبك دوماً ، أعدك بأنني لن أحزن أبداً سأفرح لطالما حييتُ ، أحبك يا أخي ، أحبك"
--------------------
بعد دقائق خرج
يوسف من غرفة آلي
الجميع ينظر اليه
الجميع يراه للمرة الأخيرة
للمرة الأخيرة في حياتهم
سيرحل يوسف لتأتي آلي
هذه سنة الحياة
•البعض يرحل و البعض يأتي•
------------------------------------
خرج يوسف من المشفى
ذهب الى الحديقة المجاورة
جلس بأحد المقاعد
يتأمل بالخلق
يتأمل بالطبيعة
يتأمل بالحياة
ذاكرته تعود للخلف
يتذكر
ماري
مريم
أمه
أبيه
يتذكر كريغ
كريغ
لم يتصل به
أو يودعه
أخذ هاتفه
بحث عن أسم كريغ
وجده ، أتصل به
أنتظر ثواني
سمع صوت رنين هاتف خلفه
التفت ليرى
إذ وجد كريغ خلفه
أبتسم له يوسف
أتى كريغ وجلس بجانبه
ساد الصمت بينهم
صديقك الوحيد
سيرحل عن هذه الحياة
ماذا ستكن ردة فعلك
غير الصمت و البكاء ؟
غير الحسرة و الحزن ؟
غير السكوت و الوداع ؟
كريغ : إذاً ، سترحل ؟
يوسف : هههه لا أقول بأنني سأرحل ك أرحل ، ولكن نعم
كريغ : أن كنت تريد مصطلحاً آخر ، ستموت ؟
نظر يوسف الى كريغ
وجد عيناه غارقة بالدموع
بادل كريغ النظرة
ثم أنزل عيناه
حاول أبعاد هذه الدموع
أبعد يوسف نظره عنه أيضاً
نظر للسماء
كأنه يقول
سأتحمل
لن أضعف
أنا أفعلها
بأرادتي
-------
يوسف : لا عليك ، البكاء لن يأخذ رجولتك بعيدة
كريغ : أعلم ذلك و لكنني لن أبكي من أجلك ، قد أحتاج دموعي لوقت آخر
يوسف : هههههههههههه أنت حقاً منافق
كريغ : ههههههه أعلم ذلك
يوسف : إذاً الا زالت ميلسا لم تلد بعد
كريغ : لا أنها الان بالشهر سادس ، لا يزال هناك وقتاً
يوسف : ياصديقي ستصبح أباً
كريغ : ههههههه أعلم هذا ، و أنت ، ستصبح عماً
يوسف : أعتقد عليك إزالت سـ ، ب ستصبح
كريغ : تعتقد هذذا ؟
يوسف : نعم
كريغ : لا تزال إحمق
يوسف : لا تقلق ستنتهي حماقتي عما قريب
نظر
كريغ الى
يوسف
نظرة أخيره
نظرة الوداع
--------
وقف يوسف
و قف بجابنه كريغ
أصبح الآخر أمام الآخر
يوسف : إذاً يجب علي الذهاب ، أودع البعض
كريغ : ن ننعممم يجب عليك هذا ، هيا إذهب
لم يكن أحدهم
يريد العناق
عناق الوداع
كيف سيبدأ
وكيف سينتهي
---
أبتعد يوسف عن كريغ
و هو يبتعد ذاهباً الى المشفى
ناداه كريغ قال :
"يوسف"
ألتفت عليه يوسف
"يوسف ، سأسمي ابني ب يوسف"
ابتسم كريغ ابتسامة بسيطة
تحمل معها الدموع التي تسيل على الخدين
أقترب يوسف من كريغ
عانقه بشدة
قال يوسف :
"سيرحل يوسف ليأتيك يوسف الآخر"
أبتعد عنه كريغ
نظر الى عيناه مباشرة
قال :
"أنت أحمق إن ظننت بأنك حقاً سترحل ، أنت معي دوماً يا صديقي"
أبتسم يوسف
و مسك كتفه بيداه
قائلاً :
"أعتني بآلي ، أعتني بها كأنها شقيقتك"
رد عليه كريغ قائلاً
"هي شقيقتي يا شقيقي الذي لم تلده أماً"
-----
رحل يوسف
من أمام كريغ
رحل عنه صديقه الوحيد
رحل الى الموت سيراً على أقدامه
رحل و هو ينظر اليه بعينين ممتلئات بالمياه
رحل أخاه الذي لم تلده أماً
رحل أخاه الذي ولدته الحياة له
و حان موعد أستلام الحياة لهذا الأخ
----
دخل يوسف الى المشفى
توجه الى الغرفة التي بها آلي
وجد الجميع جالساً
و لكن هاري كان بالداخل
نظر اليهم يوسف
أعتقد بأنهم الان أصبحوا بخير
------
بعدما رحل يوسف
من عند آلي
دخل هاري اليها
عيناه تنظر فقط عليها هي
رأته آلي بعينها التي
حولها التعب و الارهاق
رأته و ابتسمت له
كان أجمل ما رآه هاري
حتى وهي بوجه تعب
حتى وهي بوجه مرهق
حتى وهي بوجه يملئه الدهان من الألم
---
أقترب منها هاري
جلس بجانبها
نظرت اليه آلي
آلي : كيف أتيتم جميعكم الى هنا ؟
هاري : أتصل بي ويليامز ، أتيت لأخذك
و ذهبنا بكِ للمشفى ، أتصلت بيوسف
و يوسف كما تعرفين كان مع الاخرين
أتوا جميعهم الى هنا ، جميعهم الى هنا من أجلكِ
آلي : اذاً هكذا ، ه.. هل يوسف هو ذاك الشخص ؟
هاري : ن نـ نعم
آلي : و ولـ لكن ، لا أريد فقدانه ، لا أريد هو أخاي ، هو عائلتي المتبقية ، أرجوك أخبره ليتوقف لا أريد هذا أن يحدث
هاري : لقد أنتهى الأمر ، الدكتور يجهز العملية الان
آلي : هـ هـااريي
بكت آلي
بكت من سيتركها أخيها
بكت من ستكون وحيدة من دونه
بكت من ستكون تشعر بعدم الأمان من دونه
بكت و هاري ينظر اليه بقلب محطم
أقترب منها هاري
قبلها
قد تستطيع قبلته شفاء قلبها المجروح
قد يستطيع أصلاح قلبها المكسور
و إرجاعه كما كان
سعيد
فرح
متفائل
يملئه احاسيس سعيدة
-----
قبلها وهو يأمل
بأن يجعل هذا الألم يختفي
-----
أبتعد عنها
ورأسه أمام رأسها
انفه ملتص بأنفها
عيناهم بالأسفل
كل منهم يبكي
من داخله و يحترق
---
آلي : أنا نادمة على ما فعلته يا هاري ، هل يمكنك مسامحتي ؟ ويليامز صديق لا غير ، هل يمكننا البدأ من جديد ؟
هاري : نحن لم ننتهي ، لنبدأ من جديد
آلي : أنا أحبك يا هاري
مسكها هاري
و ضمها إليه
مسح على رأسها
قائلاً :
"انا أحبك يا آلي ، أحبك اليوم ، و غداً ، و للأبد"
"لن أخذل وعدي لكِ ، أبداً"
---------
جلس يوسف مع الاخرين
و لحظِه كانت جيما بجانبه
أقتربت أصابعهم
أقتربت يداهم
وهم لا يشعرون
مسك يوسف يداها
نظرت اليه جيما
أبتسم لها
كالذي يقول
أنا أحببتك
أنا أعجبت بك
أنا سأتركك
قبل قولي لهذا لكِ
سامحني يا جيما
ربما تحتاجين شخصاً أفضل مني
ربما هذا هو قدرنا
فقط يريدنا نعيش الاعجاب لا نحييه للأبد
أبتسمت له جيما
كالتي تقول
أنا أحببتك
أنا أعجبت بك
و لكن لا يمكنك
تركي هكذا
لا يمكنك تركي
و أنا لم أقل
ما أريده لك
كل ما قلته لك
أحمق مغرور كريه
كل ما قلته لك
أنني أكرهك
ولكنني أكذب
أكذب يا يوسف
أنا أحبك
أنا أحبك حقاً
-------------------------
مرت هاتان الساعتان
بسرعة
من دون أن يلاحظها أحداً
من دون أن يشعر بها أحداً
أتى الدكتور إليهم
لابساً لبسه للعملية
متجهزاً لهذا
وقف يوسف
نظر إلى آلي بالنافذة
كانت تنظر اليه هي و هاري
الجميع ينظر اليه
كريغ
طارق
جيما
لويس
نايل
ليام
زين
دانييل
الينور
بيري
ديما
جميعهم يودعونه
بنظراتهم
بابتسامتهم المزيفة
قام طارق
قام لويس
قام زين
قام نايل
قام ليام
ودعوه و عانقوه
كذلك
عانق
الينور
دانييل
بيري
ربما لم يعرفهم جيداً
ولكن لا يهم فهو سيموت
عانق ديما
عانق جيما
-------
أبتعد عنهم
ذهب مع الدكتور
الممرضات المساعدات
ذهبن لآلي لتجهيزها
كان يوسف يسير
مبتعداً عنهم
مودعهم
توقف
توقف يوسف
بعدما سمع هذا الصوت
نظر خلفه
وجد آلي يمسكها هاري
حواليها الممرضات
تناديه آلي
بنبرة النداء الموجعة
بنبرة النداء المؤلمة
بنبرة النداء الباكية
اقترب منها
شدها نحوه
عانقها بقوة
اقتربت منه
شدت نفسها اليه
عانقته بشدة
فشقيقي الوحيد
شقيقي المزعج
شقيقي الأحمق
الذي لا يجعل لي طلباً الا وعمله
الذي لا يحب رؤيتي أبكي أتألم
الذي يشكل ثنائي المزعج معي
الذي دوماً يفرحني
الذي دوماً يرسم الأبتسامة على وجهي
حتى و إن لم أرد هذا
سيموت لينقذني
سيتخلى عن حياته ليعيد حياتي
يتخلى عن كل شيء من أجلي
كما يفعل دوماً
-----
أبعد الدكتور يوسف
نظر الى الجميع
كصورة في الاطار سيحفظها دوماً
نظر الى الجميع
لوح لهم بالوداع مبتسماً وعيناه تبكي
أبتعد عنهم
-----
أبعدت الممرضات آلي
نظرت الى يوسف
لآخر مرة في حياتها
نظرت اليه
ملوحه له تبتسم و عيناها تذرف الدموع
أبتعد عنهم
---
حان ذهاب آلي
قبلها هاري على
جبينها بعمق
ابتعد عنها
ذهبت آلي خلف يوسف
و لكن ليس بنفس الغرفة
يوسف بغرفة
يخلع ملابسه
و يستلقي على سرير المتنقل
لينقلوه الى غرفة العمليات
الى الغرفة التي
ستعلن موته قريباً
آلي بغرفة
تخلع ملابسها
تستلقي على السرير المتحرك
لينقلوها الى غرفة العمليات
الغرفة التي ستعلن
موت أخيها و تعلن حياتها قريباً
-----------
خرج الاثنان من الغرفتين معاً
كل منهم ينظر الى الاعلى
لا يريدون رؤية الاخر بعد الان
وصلا الى غرقة العمليات
يوسف بزواية له بالغرفة
آلي بزاوية لها بالغرفة
الدكتور عند يوسف
والدكتور المساعد عند آلي
قال الدكتور ليوسف وهو يضع له المخدر
"أنت أشجع من رأيت أنت أخلص من رأيت ، أنت أخاً صالحاً"
"الان ودع الحياة"
رآه يوسف أبتسم
ثم نظر لآلي
كانت تنظر اليه
كل منهم المخدر بجسمه
بعد دقيقتين
رآ يوسف آلي تغمض عيناها
وقد نامت
رفع عيناه ورأ الى الأعلى
أبتسم قائلاً
"سآتي اليكم قريباً"
شريط ذكرياته
تمر من أمامه
ولكن آخر ما رآه
هي صورته هو
مع عائلته
مع أمه و أبوه
مع ماري و مريم
مع آلي
أغلق عيناه
مودعاً الحياة
مستسلماً للموت
متأكداً مما يفعله
قد انفذ وعده لوالده
قد مات
ليحمي شقيقته
من الموت
قد أنقذ
حياة أخته
قد ترك أ
صدقائه
أحبائه
قد ترك شقيقته
و رحل عن هذه الدنيا الى الأبد
-----------------------------------------
أنت تقرأ
البعض يأتي و البعض يرحل
Romanceتقرر آلي الذهاب إلى لندن لدراسة الطب بمرافقة أخاها تلتقي هناك بالصدفة على أفضل فرقة بالعالم أحدهم ينعجب بها ، و أحدهم عائلته تورطت مع عائلتها ماذا ستفعل آلي في هذه الظروف ؟ و ماهي المأسي التي تواجهها في رحلتها ؟