صباح آخر

558 26 24
                                    

كان سام ما زال يتقلب في فراشه عندما أصدرت

الساعة رنينها ليشير إلى تمام السابعة صباحا ...

فتمطىء ومد يده ليطفيء المنبه ثم أخذ بفرك

عيناها الحمراوتان فهو بالكاد غفى قليلا فقد كان

مستيقظ طيلة الليل حيث كان يشعر بالأرق الشديد

وتزاحم الأفكار في ذاكرته حيث مضى وقتا طويل

على هذا الحال ربما من بعد ذلك الحادث .

تمطىء من جديد وتململى قليلا في فراشه وودع

غطاءه القطني الدافيء ونهض ليستحم ويغسل

أسنانه ، ثم عاد بعد ذلك ورتب سريره وذهب إلى

المطبخ بعد أن سمع أصوات الجوع تصدر من معدته

فهو لم يعد يتناول الكثير من الطعام وأحيانا لا

يتناول الطعام طيلة اليوم فشهيته لم تعد ترغب

بشيء منذ الحادث .

نعم ، لقد توقف كل شيء على ذلك الحادث وتغيرت

حياته لا بل أنقلبت كليا .

صنع لنفسه كوبا من قهوة الاسبريسو ثم أخذ يبحث

على الرفوف عن بقايا شيء يأكله بعد تأكده من خلو

البراد من كل شيء ، فوجد علبة صغيرة تحتوي على

بعض الكعك كانت قد قدمتها له صاحبة المنزل

قبل يومين لكنه كان مشغول بالتفكير كعادته فنسي

أكلها .

وجلس بجانب النافذة يتناول فطوره الذي لم يعد له

إي نكهة ولا يملك إي رغبة بأكله هو فقط يتناوله

لإسكات آلام معدته.

بعد برهة من الزمن بدأت قطرات المطر بالهطول

محدثا نغما موسيقا رتيب باصتدامها بزجاج النافذة .

ما أثار رغبته بالخروج للإستماع بالسير تحت المطر

كما كان يفعل منذ صغره ليستيقظ في اليوم الثاني

وقد أصابته الحمى ليفزع خاله وامرأته ويحزنان

على ما أصابه ويبدأن بتانيبه لفعلته تلك لكن ماذا

الآن لا بأس بمرضه فلم يعد هناك من يخاف عليه

ويهتم لامره إضافة أنه لم يعد لديه الكثير من الوقت

ما هي إلا أيام قليلة وسيعود خلف القضبان من

جديد .

نهض عن كرسيه بعد أن أنهى إفطاره ومن ثم توجه

لغرفته وارتدى بنطاله الجينز ذا اللون الغامق ثم

أخذ برتداء معطفه الأسود الذي أهداه له خاله قبل

عامان إحتفالا برأس السنة الميلادية عندما كانو

يقوموا بالتسوق هو وخاله وزوجته كرستين حيث

كانت رأس السنة تلك اخر أفراحهم .

ثم لبس جزمته وحمل المظلة وهرول إلى الخارج

مسرعا حيث انه بدأ يحس بالاختناق الشديد من

تلك الذكريات الجميلة والقاتلة في آن واحد .

لقد كانت الساعة 7:45عندما غادر سام المنزل وأخذ

يتمشى بشوارع باريس للإستماع بتلك المناظر

الجميلة وهي تغتسل من كل تلك الغبار. محاولا أن

يتناسى وضعه المأساوي ولو للحظة .

هل أنا مجرم ⁉حيث تعيش القصص. اكتشف الآن