☕في الكافي ☕

125 13 11
                                    

حاول سام مراسلة أكثر من محامي وعرض

قضيته عليه لكن لا أحد أستجاب لطلبه وذلك

لأحتمالية الفشل الكبيرة في هذه القضية الشبه

خاسرة ... وكان يتأفف مرارا وتكرارا كلما رفض

أحدهم طلبه ثم يعود للبحث عن محامي آخر فهو

يرفض وبقوة أن يستسلم لا ليس الآن ولا هكذا أراد

أن تكون نهايته فهو مازال صغيرا على إنهاء

حياته ...

وهو يبحث ويفكر ويتأفف ... كانت روي التي ما تزال

تجلس قبالته تراقب تحركاته وملامح

وجهه الغاضبة والحزينة في آن واحد ... وكانت

منشغلة بالتفكير في سبب كل هذه الصدف التي

جمعتها بهذا الكائن الغريب كما كانت تسميه لماذا

تشعر بانها تعرفه من قبل ولماذا أصلا قابلته للمرة

الثالثة ... ولماذا تشعر بلمحة شرقية تتخلل ملامح

وجهه ونظراته وما هذا الشعور الغريب الذي أحست

به أتجاهه وكأنه من أهلها أو أقاربها وكأنه شخص

مقرب منها لكن هو ليس كذلك ما هو إلا عابر سبيل

جمعتها به الصدفة وهي غارقة في التفكير كانت

عيانها تباشر عيانا سام ... كانت شاردة الذهن به

وغارقة النظر إلى جمال عيناه الساحرتان بلونهما

وعمقهما وأتساعهما أنها حقا لم ترى من قبل مثل

عيناه أنها حقاا ... كان يشعر بأنها تنظر إليه وتراقبه

منذ مدة حيث كان هو أيضا يسترق النظر بين الفنية

والأخرى وينظر اليها لتدير هي وجهها باتجاه النافذة

وكان هو أيضا يفكر بالصدف التي جمعته بها ولماذا

يشعر برابط خفي يربطه بها ... وملامحها لما تبدو

مألوفة له لكنها ليست فرنسية حسب أعتقادي ولا

اعتقد انها من العالم الغربي حتى لا

أعلم حقا لكن أظن أن ملامحها شرقية نوعا ما

لاسيما شعرها الطويل ذو اللون الفحمي ... اوووه

هذا اللون طالما تمنيت أن أصبغ شعري به كي أشعر

بانتماء أكثر إلى مسقط رأسي وأشعر بأني حقا

عربي ... لكن خالي كان يعارض ذلك كعادته دائما

ما يعارض اقتراحتي دون أن يسمعها حتى حيث

يصدر الحكم بحقها مسبقا كعادته ويكره أن أناقشه

بها حتى ... وفي وسط فوضى تفكيري أنتبهت

لنفسي ولتفكيري بتلك البلهاء التي تجلس قبالتي ...

نعم أنها بلهاء لقد أهانتني سابقا واليوم تعدت على

مكاني المفضل ومن ثم ومن ثم ماذا أيها الأحمق

وبماذا تفكر هناك أشياء كثيرة أهم من تلك البلهاء

لتفكر بها

... ورفعت رأسي ووجدتها غارقة

في تأملي فأردت أستفزازها فقاطعة تفكيرهاا ...

هييي أنت ... هل أنتي معجبة بي اووووه هذا شيء

اعتيادي بالنسبة لوسامتي لكني لست كذلك فأنتي لا

تروقي لي ... صرت على أسنانها وصتنعت ابتسامة

أستهزاء على محياها ورطمت الطاولة بقبضتها

معلنة الحرب أنه وسيم نعم لكنه مستفز ومقرف

وصرخت بوجه ولما سأعجب بابله مغرور مثلك ...

ثم من قال لك أنك وسيم هي تعلم بالطبع بأنه

وسيم وهي أيضا مأخوذة بوسامته لكنها لم ولن

تعترف له بذلك ... ضحك بدوره ابتسامة ساخرة

وشاح بنظره بعيدا إلى رجل ثلجي ذو وشاح أحمر

على الحافة الأخرى للشارع ذلك الوشاح كم يشبه

وشاح زوجة خاله كرستين كان سيعاود الذكريات

المريرة لمخيلته من جديد لو لم تقاطعه روي وتبث

كلماتها الخرقاء مثل القناة الاخبارية ... أنت لما أنت

صامت هكذا ... هل يمكن ان اكون قد جرحت

شعورك ...

هههههههه وتضحك

ضحكة الانتصار

تنظر روي لسام لتراه يحملق في وجهها لكنه والبفعل

فهو قد أبحر إلى أعمق من ذلك بكثير ... فهو يفكر

بها وبطريقة حديثها وضحكتها فكلها دلائل على أنها

شرقية ... هيييي هييي أنت وتوقظه من شروده ...

وينظر لها نظرة أخيرة نظرة وداع ويمسك بجهازه

وينهض عن مقعده ويبتعد قليلا ثم يعود وينظر إليها

ويوجهه سبابته نحوها قائلا أتمنى أن يكون هذا

لقائنا الأخير ولكنه في نفسه لا يتمنى هذا مطلقا

فهو يرغب أن يراها من جديد ولكنه يكره أن يعترف

بهذا ولا حتى لنفسه ... اوووه شيء آخر لا تجلسي

هنا مرة اخرى ... هل تفهمين قال ذلك وأنصرف

متجها إلى مدخل الكافي وهي ما زالت تقف

وتحملق في ألا شيء ...

هل أنا مجرم ⁉حيث تعيش القصص. اكتشف الآن