لقاء آخر

173 18 14
                                    

صوت رنين يقرع بلا إنقطاع ... وبعد لحظات إذ

بصوت أرتطام قوي ... سحقااا لقد ضرب منبهه

بالأرض أنه ما زال يبحث عن حلم جميل كي يضحك

أنه بحاجة للضحك فقد مل الدموع التي أغرقته في

الآونة الأخيرة ...

وبعد لحظات وبعد أن ادرك أنه من المحال أن يلقط

ذاك الحلم الضائع في وحل كل شيء سيء إذ به

يفرك عينه المنتفختان من قلة النوم حيث أنه يذكر

أن الساعة كانت تشير ال 4:23 في آخر مرة نظر

إليها وربما سهر بعدها نصف ساعة اي إلى 5 أي أنه

لم ينم سوى ساعتين ...

يااااالهي ماهذاا الكابوس الذي أعيشه ⁉...

ومتى سينتهي ⁉...

نهض من فراشه وهو ما يزال يتثاءب وذهب إلى

الحمام واستحم وغسل أسنانه ثم ذهب إلى المطبخ

وصنع قهوته وتناول ما تبقى من علبة الكعك تلك ...

كانت الساعة 7:30 عندما أتجه إلى غرفته وارتدى

ملابسه وخرج يتمشى ويستنشق بعض الهواء

النظيف على عكس هواء غرفته المعبق برائحة

الذكريات الأليمة ...

كان يحاول أن يختلس بعض اللحظات الجميلة

من الطبيعة ليحل تلك الصور في ذاكرته مكان صور

أخرى لم يعد يطيق رؤيتها ... حينذ مرت بجانبه تلك

السيارة السوداء الفارهة ... حيث صرخ لا ارادياا

سيارتي ... ثم انتبه لنفسه بعد لحظة من تسمره

بمكانه وهو محملق بالغيمة السوداء التي خلفتها

تلك السيارة الفارهة وراءهاا ...

يااالهي إنها تشبه سيارتي إلى حد كبيررر ... سيارتي

وأخذ يكرر الكلمة وكأنه أعجبه إيقاعها ... ثم أخذ

يضحك بأعلى صوته هههههههههههههه ... سيارتي

يالهي أنا لقد كنت أملك سيارة حقااا هههههههههه ....

في تلك اللحظة كانت روي تستند إلى شجرة

الصنوبر المجاورة لمكان وقوف سام وهي تحملق به

بستهزاء وسخرية ... يااالهي انه ذاك الغبي الذي

سكب القهوة على معطفي الجديد يوم أمس ...

لقد سمع سام أحداا ما يتمتم فلتفت ليجدهاا ....

اووووه من لدينا هناا ذات المعطف المتسخ ...

اوووووه ... أنت من تظن نفسك ... ثم أن معطفي

لم يكن متسخاا ... بل أنت من جعلته كذلك ... ثم ...

ثم ماذااا هل تريدي أفتعال مشكلة اخرى ...

يااالهي ... وكأني أن من أفتعل مشكلة أمس ... ثم

من قال لك أني سانزل لمستوى المجانين ...

ماذااا هل نعتني بالمجنون لتوك ...

لما أنت لست كذلك ههههههه... ألم تكن تكلم نفسك

وتضحك لوحدك منذ قليل ...

ما كان من سام إلا أن بهت وأخذ يحملق بها بستنكار

يااالهي هل كانت تراقبني هذه البلهاء ...

ياااا أنت أين ذهبت لما كل هذا الشرود .... فعلا أنه

مجنون ... يااا انتي توقفي عن قول الحماقات لست

بمزاج يسمح لمناقشة طفلة مثلك ... قولت ذلك

والتفت نحو الجهة الاخرى لأكمل السير متظاهر بغير

المبالاة لردة فعلها على قولي ... أنت من تدعوا

بالصغيرة ... هل تعلم كم عمري حتى ... أو تظن أنك

كبير حقاا كانت تتمتم بالكثير من الكلمات وتصرخ

ثم أخذ صوتها يتلاشى تدريجياا ما أن أصبحت

أبتعد عنها أكثر فأكثر ...

هل أنا مجرم ⁉حيث تعيش القصص. اكتشف الآن