الفصِل الثالِث

5.2K 335 40
                                    

"كامي," سمعتُ صوتَ والدِتي. "كاميلا, إستيقظي."

الواقع صدمني كَقِطارٍ متحرك. فجاةً, فتحتُ عيناي و جلست, مُستنشقةً الهواء بِسرعة. وضعتْ أمي يديها على كتفيَ لِتهدأتي, لِكن يبدو أن هذا لا ينجح.

في الحقيقة لقد كان هناك. أعلم أنهُ هو, هذا ليس وجهاً أستطيع نسيانه أبداً, رأيته, عِندما إعتقدت أنني لن أراهُ مُجدداً في حياتي.

"هل أنتِ بِخير, عزيزتي؟" سألتني أمي. "قالَ المدير أنكِ غِبتي عن الوعي عِندما كنتِ في مكتبه, قالَ بِأنكِ بدوتِ...خائِفة مِن تلميذٍ آخر."

تِلميذٍ آخر.

"لقد كانَ هو," حاولتُ الشرح. بدأ قلبي بِالخفقان و عدتُ أتعرق. إبتلعتُ ريقي "جايسون."

نظرتْ لي أمي لِثانية بدون أي تعبيرٍ على وجهِها. كانتْ تنظر إلي و كأنها لن تُصدقني في ملايين السنين. بعدها بدأت بِالضحك.

جايسون. كان لديه شعر بني غامق مُجعد, عينان خضراوتان, و كانَ لطيفاً لِلغاية. لقد كنا أصدقاءً عندما كنا في الروضة, ليس فقط أصدقاء, كانَ صديقي المُفضل. كنا نتقابل يومياً, نلعب الغُميضة في الحديقة, نفعل ما نشاء. لقد أحببتهُ, كان دائما هناك من أجلي, و كان يعرفني اكثر من أي شخص في ذلك الوقت.

بعدها في يومٍ من الايام, فجاةً...هو فقط...إختفى.

إستيقظَ والداه في الصباح و لم يجدانِه في السرير. و لا في أي مكان. كانت النافذة مفتوحة, إذاً بالطبع, أن شخصاً ما قد قام بِإختِطافه.

لم يجدانِه أبداً, كانَ يجب أن يكونَ ميتاً,لقد بذلَتْ الشرطة جهداً كبيراً, لكن لِحسن الحظ,...أعني لٍلأسف, التحقيق قد فشل . القضية كانت مستحيلة الحل, و لم تُغلق ابداً.

مُنذ ذلك الوقت, بداتُ بالحصول على كوابيس عنه.

و لِهذا قد فزعتُ مُبكراً. لقد رأيتهُ في مكتب المدير. تلميذ آخر. يستحيل أن يكون جايسون على قيد الحياة, هو فقط مستحيل....لكنني رأيتهُ!

"أنا أخبركِ!" بداتُ بِرفع صوتي على والدتي. "لقد كانَ هو!"

"كيف تستطيعينَ قول هذا؟ ربما هو شخصاً آخر يبدو مِثله-"

"لا! لقد كان هو! لا أستطيع..." لا استطيع و لن أسمح لِنفسي بِالتصديق بِأنه على قيد الحياة. لقد ذهب...منذ وقت طويل لِلغاية. "لا أستطيع تحمل هذا بعد الان," قلتُ لها قبل أن أقف و أذهب الى الحمام, قفلتُ الباب على نفسي. وضعتُ كِلتا يداي على المغسلة, ناظِرة لِنفسي في المرآة.

لدي هالات داكنة تحت عيناي, شعري الاشقر كان في فوضى, أشعر بالالم في معدتي, و كأنني سوف أتقيء في اية لحظة. لقد بدوتُ مرهقة, لكن ما هو أهم, بدوتُ مذنِبة. و الجحيم أشعر بِالذنب أكثر مما أبدو.

ربما كنت اتخيلهُ فقط, لكن المدير قال.... بِأنهُ يراهُ أيضاً. إذا هي ليست مخيلتي. ربما كما قالت امي- هذا ليس هو, إذا و مجدداً أمي دائِماً على حق, لا اعلم كيف تفعل هذا, لكن كيف لا يكون هو؟ يبدو تماماً مِثله.

ما عدا شيئ واحد مع ذلك-إبتسامته. هل تعرف علي؟ اوه اللعنه, بالطبع هو تعرف علي. المدير جعلني اقول إسمي بِصوت عالي. أبن العاهرة هذا.

هل هي....روحه التي...., جائت لِتطاردني او شيئاً آخر؟ او لم يكن ميتاً كل هذا الوقت, و إنني أفكر بِطريقة خاطِئة؟

أعتقد أن هناك طريقة واحدة لِلاكتشاف, وهي مواجهتهُ غداً.

Bronze || Arabicحيث تعيش القصص. اكتشف الآن