الفصِل التاِسع عشر

2.1K 170 25
                                    

في ذلك اليوم الذي اوصلت فيهِ والدتي ديلان و كيم لمنزليهما, تبادلنا مع ديلان ارقام الهواتف لكي نتسكع في عطة نهاية الأسبوع.

هذه العطلة مرت بِسرعة, كالعادة. ذهبتُ الى السينما مع كيم. كنا سنذهب الى مكانٍ آخر لو كان ديلان معنا, لكنهُ أخبرني انه مشغول عِندما إتصلتُ به. عِندما رجعتُ من السينما في تلك الليلة, وجدتُ كتاباً على سريري.

"لقد اخبرتكِ أنني لن اقرأ" صرختُ لِوالدتي,على الرغم من معرفتي انها لن تسمعني.

اخذتُ نظرة قريبة على الكتاب و كان بني نقي, بدون غلاف, بدون صور, بدون الوان, بدون ملصقات, بدون بَريق, لا شيئ يجلب إنتباهي. إضافةً الى كونه باللغة الإسبانية, لِذا من المستحيل ان اقرأ هذا الكتاب. لقد بدا قديماً و الصفحات كانت مغبرة, لِذا رميتهُ على منضدتي فوق كومة الكتب التي بالكاد المسها.

في اليوم التالي, رنّ الجرس و فتحته والدتي. كنتُ في غرفتي اعبث بهاتفي. بعدها نادتني, و عرفتُ وقتها من كان على الباب فهو قادم لأجلي.

كانت كيم, و كنت مُمتنة لِمجيئها وحيدة. من الجيد كان هنالك عصير برتقال من اجلِها. فكرتُ في ان اريُها المذكرة التي تحتوي على كوابيسي, لكنني قررتُ عكسَ ذلك. من المحتمل ان تسأل عن جايسون, و اصبُح غير مرتاحة بالتحدث عنه. لِذا جلسنا نشاهد موسم تقريباً من كل العروض التي نحبها, يوميات مصاص دماء, الكاذبات الصغيرات الجميلات, قصة رعب امريكية, الخ.

و بعدها في اليوم التالي, جلستُ على سريري, متسائلة-كالعادة- ماذا يفعل ديلان في هذه اللحظة,اشعر و كأني اود رؤية كل خطوة يقوم بها,معرفة كل شيئ عنه, اين هو, ماذا يفعل . . . لا اعلم. اودُ الاتصال به.

في الحقيقة, سأتصل به الآن.

"مرحباً, لقد وصلت الى بريدي الصوتي. اترك رسالة رجاءً."

اقفلتُ الخط و رميتُ هاتفي على السرير, مُتثائِبة. ربما هو نائم. و لا يستطيع إيجاد هاتفه. هنالك الكثير من الاحتماليات, خصوصاً مع شخصٍ كفيف.

بعد ساعة, اشعر بشيئ يهتز اسفلي بينما كنتُ على حاسوبي. وقفتُ و وجدتُ هاتفي على الاريكة في المكان الذي كنتُ جالِسة فيه. امسكتهُ إبتسمت لِإسمه الظاهر على الشاشة.

"مرحباً؟"

"مرحباً, كامي," قال, صوتهُ رقيق لكن مع ذلك خشن.

"مرحباً. اردتُ فقط . . . لا استطيع التذكر," قلت. كنتُ لا اريد شيئ حقاً, اردتُ فقط سماعَ صوته.

ماذا يحدث معي؟

"لديك اسوء ذاكرة, كاميلا," قالَ و ضَحِكت.

"لا استطيع مجادلتك, انتَ محق تماماً."

"اريدُ رؤيتكِ" قال فجأةً.

"ماذا؟"

"سمعتيني," قال. "اخبرني كيف تبدين. إنه لمِن المستحيل تخيلكِ في عقلي."

Bronze || Arabicحيث تعيش القصص. اكتشف الآن