الفصِل الرابِع عشر

2.7K 207 7
                                    

بعدَ مُغادرة كيم و ديلان. جلستُ وحيدةً في غرفة المعيشة اشاهد اي شيئ يظهر على التلفاز. انظر الى شاشة التلفاز, لكنني لا انظر حقاً الى ما فيها. لقد كنتُ غارقة بِعمق في الأفكار لِدرجة ان كل شيئ حولي مُضمحل.

ارى جايسون في كل مرة اغلق فيها عينيي , هذه هي المشكلة.

دَخَلت والدتي غرفة المعيشة بعد عدة دقائق, ينسدل شعرها الأصفر المموج على كتفيها. امسَكَت جهاز التحكم و اغلَقَت التلفاز. كنتُ سأحتج لو كنتُ اشاهد العرض. بعدها أعطتني شيئاً, كتاب.

"ماذا؟ تُريدينني ان اقرأ؟" قلتُ بِقسوة.

اومَئتْ كإجابة.

"و لا حتى في احلامكِ الجامِحة."

"لِماذا؟"

"لقد قلتُ لكِ من قبل, الكتب مُملة. اتركيني لِوحدي."

"لم اركِ يائِسة لِهذه الدرجة من قبل," قالتْ اخيراً. لم اجبها. "اعلم انكِ غاضبة من قصة جايسون. لكن جدياً, يجب علي قول هذا في وجهك. تخطي الموضوع." قالتْ و تحركتُ بعدم راحة على الأريكة. اكمَلَتْ, "لقد حدثَ منذ وقت طويل لِلغاية, و يجب عليكِ إيجاد طريقة لِتخطي الموضوع قريباً او لاحقاً, على الرغم من الأمِر يجرح."

لا تمتلكين اي فِكرة.

"ما هو الجزء الذي لا تفهمينه من اتركيني لِوحدي ؟"

" فقط لا اريدكِ ان تعاني, عزيزتي. لم اكن سألومكِ لو كان جزءً من العائِلة. لكنه فقط صديق, و حدثَ الأمر مُنذ قرابة عشر سنوات, لِماذا تهتمين لِهذه الدرجة؟"

"هل تسألينني ان لا اعطي هراء-اهتم- لِصديقي الذي قد اُختِطِف."

"لا, انتِ لا تفهمينني. تعطينَ الهراء. الكثير من الهراء حقيقةً. تخطي الماضي و عيشي في الحاضر, عزيزتي," قالتْ, مُنزعِجة تقريباً.

"امي," بدأتُ. "إذا كنتِ تريدنني ان اتخطى ماضيي, لِماذا لا تزالين لم تتخطي ماضيكِ؟"

"ماذا تعنين؟"

"ابي," قلت. "اتكلم عن والدي."

ضلت واقِفة هناك هادِئة لِدقيقة, فقط واقِفة هناك تُحدِق بيَ بعينيها الغاضِبة و الحزينة في نفس الوقت, بعدها غادرت من دون اية كلمة.

تطلق والِداي مُنذ قرابة ثلاثة سنوات. لم ارى والدي منذ ذلكَ الوقت. اعلم اين يعيش, اعلم انهُ لم يتزوج امراة اخرى الى الآن. و كذلك امي لم تفكر حتى في الزواج من شخصٍ آخر, و انا مُمتنة لِذلك. لِأنهما يُحبان بعضهما. و متأكدة 100% إن التقيا في يومٍ من الايام, سيقعان في الحب مرة اخرى. لكن المشكلة انني لم اكتشف طريقة تجعلهما يران بعضهما من دون ان يعلما انني خططتُ لِذلك.

لكن الموضوع يستطيع الانتظار. بعد كل شيئ, ابي صارم قليلاً. و ربما عدواني قليلاً. و ربما يقول بعض الأهانات هنا و هناك. لكن هو والدي, و احبه. على الرغم من كوني اردت القليل من الانفصال عنه, رُبما بعد سنة حتى اكتشف طريقة لِجعلهما يلتقيان بِبعضهما. و في هذه الأثناء انا متأكدة 100% لن يقع احدهما لِشخص آخر.

Bronze || Arabicحيث تعيش القصص. اكتشف الآن