الفصِل الثالث و العشرون

1.9K 153 14
                                    

"ماذا؟ هل انتَ هنا لِقتلي؟" تجرؤتُ على السؤال.

لا يجيبْ, يأخذ فقط بعض الخطوات إتجاهي, السكين في يده, ثاقب و حاد.

"حسناً تفضل! لستُ خائفة منكَ على اي حال! انتَ لستَ حقيقي!"

هذا فقط حلم. إستيقظي, كامي!

تجاهلني و اكملَ مشيه, صدى صوت قدماه في الغرفة, مع صوت نبضات قلبي.

"لا تستطيع فعل اي شيئ لي! انا اتخيلك! انتَ في عقلي! بإستطاعتي اخفائك متى اردت!"

"إذاً إفعلي," تكلمَ اخيراً, مُقترباً اكثر و اكثر لي.

إختفِ إختفِ إختفِ, كررتُ في رأسي.

"إفعليها!" صرخَ بوجهي و جَفلت. لم ارد. "انتِ لم تفعليها؟" إتسعت إبتسامته اكثر.

الكلمات عالقة في حنجرتي, لكن شفتاي تبدو كأنها مُلتصقة معاً, لا استطيع إخراج الكلمات.

"لم اختفي لأنكِ لا ُتريدين ذلك, ليس لأنكِ لا تستطيعين," قال.

يتحرك اقرب بإتجاهي, جسده الدافئ يضغط ضد جسدي, استطيع الشعور بدقات قلبه. احضرَ يداه الى صدري, و استطيع الشعور بشيئ حاد على جسدي. السكين.

بدون تفكير, كلتا يداي امسكت خاصته, و وضعتهما فوق رأسه. مع السكين في يده, و يده بيدي, اُسيطر على السكين. دفعت يده بقوة في رأسه, قطعت السكين دماغه الى النصف. يسيل الدم على وجهه بينما تختفي الحياة من وجهه. بوجهٍ شاحب مليئ بالدم و جسد طليق, تعثرَ الى الخلف بقوة, و اصبح ضبابياً.

هو ميت.

اسمع همسة تخرج من فمه. ليس فقط اي همسة, لكن همسة لطفل صغير تفطر قلبي الى نصفين. هذه ليست همسة ديلان.

اصبح ضبابياً لدرجة انني رمشتُ عدة مرات لأرى ما اصبح عليه. طفل صغير, جميل, بريئ, مستلقي ميتاً على الأرض, السكين في دماغه و الدماء على وجهه. إختفت الحياة من عينيه البنية البريئة. لا اشعر بشيئ سوى بالذنب من الداخل. هذا ليس ديلان بعد الآن.

لقد قتلتُ جايسون.

جلستُ على سريري بصداعٍ, يداي تهتزَ بِخفة.

هذا واحد من اسوء الكوابيس التي حصلتُ عليها, على الرغم من عدم حدوث اي شيئ لي.

هذا كانَ فقط حلم. انا لم اقتل جايسون. لستُ متأكدة حتى من موته. هو. قد. اُختُطِف.

اتمشى في ممرات المدرسة, قابلتُ كيم و قلتُ لها كل شيئ اخبرني والد ديلان به, مع الحلم. لكنني قلتُ لها جزء ديلان فقط من الحلم. جايسون غير موجود بعد الآن و لا اريد التحدث عنه ابداً.

اجلس وحيدة بغير راحة في نهاية صف التاريخ, اشاهد ديلان و صديقه جوش بينما يجلسان بجانب بعضهما امامي مُباشرةً. بالطبع جوش يعلم انني اجلس خلفهم مُباشرةً, لِذا همستُ له ان لا يخبر ديلان بوجودي هنا. لكن عِندما سألني المُدرس إن قمت بواجبي البيتي, إضررتُ الى التكلم و القول بأن قطي اكله, مَيزَ ديلان صوتي.

Bronze || Arabicحيث تعيش القصص. اكتشف الآن