الفصِل الرابِع

4.2K 299 17
                                    

اليوم الثاني من المدرسة ليس كأي يوم. اليوم, أنا متوتِرة اكثر, على الرغم من أنني لم اكن متوتِرة أبداً حيال الذهاب الى المدرسة. اليوم أنا مُدرِكة اكثر لِلأشياء التي تحدث من حولي. اليوم أنا ابحث عن الفتى الذي أعتقدتُ أنه كانَ ميتاً. بعد هذا كله, ربما هو ليس ميتاً.

بينما كنتُ أتمشى في مدخل المدرسة ووصلتُ الى خزانتي, لم أكن مُدرِكة جداً في حياتي كلها. حفظتُ المشهد كله من حولي, الاشخاص في الممر.

انا مُدرِكة أيضا لِلأصوات, في كل مرة يتأرجح الباب مفتوحاً او مُغلقاً, أنظر خلفي لِ أتاكد إذا كانَ هو او لا. صراحةً, لا اعلم ماذا سافعل إذا رأيته.

تذكرتُ بعدها, لا يزال هاتفي مع المدير. يجب عليه الذهاب لِأخذه لاحقاً . ربما سوف أبحث عن جايسون, او شبيه جايسون او اياً كان.

اغلقتُ خزانتي لِأجد كيم تقف خلفها. قفزتُ قليلاً من المفاجئة.

"مرحباً-مرحباً!" قالت كيم.

"لقد أخفتيني!" قلتُ لها.

"رفعت حاجبيها. "هذا مُضحك, لم أركِ أبداً خائِفة جداً. خاصةً مني. ما الخطب؟"

هي تعرفني جيداً. "سأخبركِ لاحقاً. حالياً اريد إسترجاع هاتفي. و من الافضل أن يكون هنالك "واي فاي" في هذا المكان اللعين."

"هذه هي كاميلا التي اعرفها," ضحكتْ و غمزتْ لي قبل ان تمشي بعيداً لِخزانتها.

مشيتُ بعيداً ايضاً, الى مكتب المدير. قبل ان ادخل, وضعتُ أذناي على الباب, محاولةً الاستماع اذا كان هناك شخص في الداخل. الفتى الذي ابحث عنه, ربما.

لكن المكان هادئ للغاية في الداخل. طرقتُ الباب, و سمعت صوت المدير يقول لي ان ادخل.

مشيتُ للداخل و كنت ممتنة لكونه الوحيد هنا. ابعد نظره عن الحاسوب و إبتسم لي, قائِلاً, "تشعرين بالتحسن الان؟"

اومئتْ, إحمرتْ وجنتاي. لقد غبتُ عن الوعي بالبارِحة امامه. بالتاكيد هو يعتقد الان بِانني مجنونة. "انا فقط اريد إسترجاع هاتفي...رجاءً." منذ متى اصبحتُ مؤدبة للغاية؟

"بِالطبع," قالْ. بينما فتحَ درجه باحثاً عن هاتفي, أخذت لمحة على الكرسي الذي كان يجلس فيه الفتى البارحة. أتخيلهُ جالِساً, مُركزاً على المكتب, يبدو منزعجاً, و فجاةً, مرةً اخرى, اشعر بِعدم الارتياح. لم افكر ابداً أنني قد اراه مُجدداً. اما انهُ ليس ميتاً وكنتُ مخطئة, او هذه روحه التي رجعت بعد كل هذه السنين لِتطاردني, او ربما ليس هو بتاتاً., على الرغم من إنني اشاهد الكثير من افلام الرعب, لا استطيع التصديق بأنني حتى اعتقد بِان هذا هو شبحه.

"هل انتِ متاكدة من إنكِ على ما يرام؟"سالني المدير مجدداً, مُعطياً إياي هاتفي, أومئتُ له.

أخذتُ طريقي لِلباب, لامسةً مقبض الباب, لكن توقفتْ. في البداية ترددتْ, لكني فكرت في اخذ الفرصة. أستدرتُ مرة اخرى للمدير, و سالته, "ا-اه,....لقد كنتُ اتسائل من هذا الفتى الذي كان جالِساً في مكتبك البارحة..."

"اوه تقصدين ديلان"Dylan"

"د-ديلان؟"

"نعم, الفتى الذي كان هناك عندما غبتي عن الوعي." و إحمرتْ وجنتاي مُجدداً.

"نعم, هو المنشود. ديلان. فقط ديلان,"قلتُ, محاولةً تصديق ما قلته. "و.....ما إسمه الاخير؟"

"إسمعي," قال المدير," إذا كنتِ تريدين معلوماتً عنه, لِماذا لا تذهبين و تسألينه؟"

"اوه. حسناً. شكراً,"قلتُ قبل الخروج مباشرةً مِن الباب.

ديلان. ليس جايسون. ليس هو. اعتقد بِأن هذا راحة كبيرة بالنسبة لي.

يجب علي ان اراه مُجدداً. اريد إقناعَ نفسي انه ليس جايسون, و الشرح لديلان ردة فعلي البارحة. لقد كان مشوش للغاية. يجب علي ان اشرح كل شيئ له او سوف يعتقد أنني مجنونة. ليس حرفياً كل شيئ, لكن ما يحتاج ان يعرفه. بِإنني اعتقدتُ أنه شخص آخر. اعتقدتُ بِأنه جايسون, الفتى الذي كان صديقي المقرب في يومٍ من الايام لكن تم إختطافه. إضافةً, كيف يمكنني من المحتمل ان اتذكر وجه جايسون بعد كل هذه السنين؟ امي كانت محقة, هذا ليس جايسون. إنه شخصٌ آخر.

جايسون لقد رحل, وانا متاكدة من هذا.    

Bronze || Arabicحيث تعيش القصص. اكتشف الآن