الفصل السابع: بعضٌ من قطع الذاكره!

169 12 39
                                    


"ألن تعود بكلامك ايها الاحمق؟" صرخت به بقوه
"لا سأنتقم وبعدها أرحل !!" اجاب ببرود
"تنتقم من ماذا يا تافه؟" اعادت صراخها وهي تشد على قبضتها تكاد تجن من الجالس امامها ، يضع رجل فوق الأخرى وينظر لها بتحدي !
"سأنتقم من الذي جعل خالتي ترقد بالمشفى منذ ثمان سنوات .. والذي كان سبب بموت ابنة خالتي التي كانت تعاملني كأخيها!! طبعاً لن تفهمي ما أعني فأنت لم تعرفيها يوماً!! الطيبه التي كانت بها تستطيع إغراق عالم بأكمله، لقد كانت بالنسبه لي كل شيء!" أجاب وبعض دموع تهشم رؤيته وتحرق عيناه ..
"انت لا تعلم الحقيقه.. " أجابت وهي تقترب تحاول ان تواسيه وتطفئ بعضاً من نار غضبه ..
"ولا أريد أن أعلم .. فقط سأنتقم !" صرخ بها ووقف عن الأريكه وخرج تاركاً خلفه الفتاة تنادي وهو غير مهتم "ستندم عندما تعلم الحقيقه ايها الغبي !!" تكلمت مع نفسها وبدأت تبكي بحرقه، هي تحبه وهو يتعذب، يدمر حياته بيديه امامها وهي تقف مكتوفة اليدين !!

"حبيبتي إستيقظي .." إمرأة جميله اقتربت منها لتفتح هانا عينيها فجأه "يا إلهي انه حلم!" أمسكت رأسها بسبب الصداع القائم به وبعدها بدأت تتلفت حولها "اوه اين انا؟؟ متى وصلت هنا؟؟" أرادت الوقوف ولكن دخول تاو المفاجئ عليها جعلها تعود الى مكانها ..
"أخيراً إستيقظت عزيزتي .. جعلتني قلقاً كاللعنه!" ركض نحوها ومسح على شعرها بحنيه "انا بخير.." ابتسمت له ليعانقها بقوه "كدت اموت عندما رأيتك مريضه وممدده هناك! أرجوك إبقي بخير!" بادلته العناق "لا تقلق عزيزي .. انا بخير حقاً!"
"لنقوم بجميع الفحوصات، لن أجعل شيء يغفل عني!"
ابتسمت له وأومأت بالموافقه، وها هي فحوصاتها تبدأ، جعلها تقوم بكافة الفحوصات لكامل جسدها، غير آبه ما إذا كان يؤلمها ام لا، طلب منهم ان يحضروا جميع الفحصوات الى مكتبه فور خروجها وأمرهم بالإسراع قدر الإمكان!

"تاو لست بحاجه الى كل تلك الفحوصات حقاً!" قهقهت هانا عليه وهو يلف داخل مكتبه يميناً ويساراً، نظر لها بأعين حزينه تميل الى الغضب قليلاً "انت لا تعلمين مدى قلقي، فقد كنتِ فاقده الوعي لما يقارب اربع وعشرون ساعه متواصله!! كما أن سانا أخبرتني عن حادثك وانت صغيره، وأن ذكرياتك لم تعود لك الى الآن، وهذا زاد قلقي!"
" حسناً حسناً فهمت لا تغضب، على كلٍ هذا افضل يجب علي القيام بالفحوصات فأنا لم أفعلها منذ أكثر من سنه" ابتسمت له بخفه محاولةً تهدئة أعصابه التي تشتعل ناراً ..
" طبيب تاو .. لقد وصلت الفحوصات جميعها!" قاطعهم صوت السكرتيره
" أعطني اياها بسرعه .." قالها بلهفه لتسلمه ملف كبير بعض الشيء يحتوي على كامل الفحوصات التي قامت بها هانا..
جلس بجانبها يفتح الملف رويداً رويداً "اذاً ساقاك لا يوجد بها شيء .. ذراعاك كذلك، فحوصات الدم لا شيء يدعو للقلق، واو زمرة دمك O- ، اوه نادره كوجودك .. هل هذا الكُسر من حادثك؟" سأل وهو ينظر الى صور الرأس والجمجمه
"نعم أعتقد هذا!" اجابته بحنيه
" امم أرى هذا .." حدق بتلك الصوره بشده وبشك
" تاو هل هناك شيء ما ؟"
"لا .. ولكن هل حاولتِ تذكر بعض من ذكرياتك خلال الأيام التي مرت؟" سأل بترقب
"نعم صحيح .. فأنا دائماً أحلم بنفس الكابوس بنفس التاريخ كل سنه .. كابوس مزعج أحاول معرفة ما يخفيه بين سطوره!"
"هل يمكنك إخباري به؟" سأل بفضول شديد
"هذا محرج .. لا أعرف كيف أخبرك!!"
"لا يهم هيا أخبريني!" زاد تاو من إلحاحه وإصراره عليها لتخبره بالأمر ..
" حسناً قد تقول بأن لدي مخيله واسعه بسبب هذا الكابوس ولكن .. انه .. يزعجني جداً!! أرى فتاة في رعيان طفولتها .. أستطيع الجزم بأنها بعمر يقارب الثانيه عشره او الثالثه عشره .. هممم .. حسناً انا أراها تُغ.. تُغَتصَب بوحشيه من قبل شاب ما لا أستطيع رؤية ملامحه او تفاصيل وجهه ابداً .. تحاول الهروب منه لكن دون جدوى .. بعدها أستيقظ وصرخاتها تطرق داخل اذناي .. ويبدأ صداع مؤلم كالجحيم!"
شرحت كابوسها بخوفٍ وتردد، بينما بقي تاو يحدق بها مصدوم كاللعنه، إن ما تقوله صعب التخيل ..صعب!!

سري حيث تعيش القصص. اكتشف الآن