الفصل العشرون: إختفت!

110 9 13
                                    

تتعرى الروح من الجسد، عندما يصبح تالفاً
وتتخلى المشاعر عن القلب، عندما يصبح قاسياً!
تنهمر بحور من الدموع حين يغيبون، وحين تختفي ظلالهم من نهر العيون، يصبح الحنين خانقاً ، يجثم بيديه على عنق الشوق قاتلاً! ستتوقف عقارب الساعه غضباً اذا آذوهم، وسترتجف اوصال الوقت حتى يتمنى العوده الى الوراء، عندها لن يستطيع الشوق قتلي، ولا حتى الحنين!!

--> عند سانا وتشانيول:

دقت الساعه السادسه مساءاً، كان تشانيول ينتظر سانا بقلة صبر بالطابق السفلي للمنزل، يرتدي ثوباً اسود، يعلوه معطف ثقيل دافئ، بما أن الشتاء لا زال ينهش بالأجواء، بنطالٌ اسود ضيق وحذاء بني جلدي!

فمنذ أن أخبرها بأنهم سيخرجون بموعد، هي لم تترك غرفتها، ولم تدعه يراها طوال النهار "ساااانااا ارجوكِ انت جميله لا حاجة الى كل هذا التجهيز!" نادى بصوت عالٍ، لكن لا رد او جواب قد سُمع!

انتظر خمسة عشر دقيقةً أخرى ثم شق طريقه نحو غرفتها "سانا هيا!!" صاح وهو يقترب من الباب ، ليفتح فجأه وتخرج ملكة مملكة قلبه، ترتدي فستاناً سماوي، فاردةً شعرها على طوله، كعب اسود عالي وبعض مساحيق التجميل الخفيفه، ليس حتى تزداد جمالاً بل حتى تزيد المساحيق جمالاً!

حدق تشانيول بها، وكأن ريحٌ باردةً صفعت قلبه ولكن بحب! كان كالعبد المأسور، تربطت كل حواسه وحركاته، حتى كلماته، ابتسمت هي بخفه، وبادلته نظرات العشق الهائج، اقترب منها حاضناً خصرها ولم يفصل نظراتهما "ما هذا الجمال، تعلمين بأني لا استطيع تحمل هذا، صحيح؟" ابتسمت له وهزت رأسها بلطافه علامةً على معرفتها "وانت تعرف انك وسيم جداً كذلك، وأن الجمال هذا لك فقط ووسامتك ملكي انا فقط!" قهقه على صراحتها وقبلها بقوه "احبك.. كثيراً!!" قالها لتخجل وتخبئ نفسها بصدره، ضمها، ومن ثم امسك بيدها وقال "هيا بنا، وإلا سأبقى هنا اضمك ولن أملُ من هذا ابداً!" ابتسمت ومشت خلفه!

فتح لها باب السياره، لتصعد، وهكذا بدأ موعدهما الأول، قاد نحو صالات السينما، ليدخلان مشابكين الأيدي، يعيشان عالمهما الخاص، وكأنهما الوحيدان الموجودان هناك!
شاهدا فيلماً رومانسي، وقد كانت هالات الحب تحيطهم وكأنهما ابطال الفيلم في تلك القاعه!

انتهى الفيلم بتمام التاسعه والنصف، ليخرجا ويذهبان بإتجاه المطعم.. كانا منسجمين كثيراً بأغانيهما المفضله التي ملأت صدى السياره، يغنون ويرقصون كعادتهما، ها هي سانا لا تنتبه لهاتفها الذي يحتوي عشر مكالمات فائته من تاو ولا زال يتصل بها!!

وصلا المطعم، لتمسك سانا بهاتفها وترى المكالمات "اوه انه تاو.." ارادت ان تتصل به ولكن تشانيول سحب الهاتف من يديها "الهواتف ممنوعه خلال خروجنا بموعد، اريد ان استغل كل لحظه، ولا اريد منك ان تنشغلي بهاتفك!" قال وهو يضع الهاتف داخل السياره بجانب هاتفه، ثم اغلق السياره "ولكنه تاو، قد يكون شيئاً مهم فهناك الكثير من المكالمات الفائته!" اردفت سانا محاولةً إقناعه بإعطائها هاتفها "لا بد انها هانا، اتصلت بك ولم تجيبي من الإتصال الاول، ليس وكأننا لا نعرفها، ستقلق وتبقى تتصل حتى تجيبي، ومن ثم ستطمئن عليكِ، يمكننا إخبارها اننا كنت بموعد وستتفهم!" أجابها وهو يشبك اصابعه بأصابعها "لكنها كانت ستتصل من هاتفها!" شدت سانا على يد تشانيول، فقد بدأ حدسها السيء بالسيطرة على افكارها "انا متأكد أن شحن هاتفها قد انتهى، وارادت ان تطمئن لا أكثر، هيا لا تقلقي حبيبتي، دعينا ندخل فقد نال الجوع مني!" سحبها بلطف خلفه بعد ان هزت رأسها موافقةً رغم انها لم تكن مقتنعه بما قاله!

سري حيث تعيش القصص. اكتشف الآن