الفصل الثاني: الإلتقاء الاول .. ربما !!

239 20 11
                                    


" تشانيول صغيري .. تشانيول استيقظ" هزت السيده بارك ابنها الذي ينام كالجثه بوجهٍ شاحب وأعين منتفخه، ليتقلب فوق سريره ويصدر من بين شفتيه كلمة "برد" يصر على اسنانه بقوه ويحاول تدفئة نفسه بإنكماشه على بعضه البعض !!
"صغيري انت مريض!!" قالت السيده بارك وهي تتحسس رأس طفلها الذي يشتعل من شدة الحراره، لتركض وتتصل بالطبيب وتحضر الكمادات لتساعد في اخفاض حرارته ..
"انه بخير، يبدو بأنه التقط بعض البرد بسبب الجو خارجاً" طمأن الطبيب قلب تلك الوالده الذي يحترق قلقاً على ولدها الوحيد ..
" شكراً لك طبيب تاو!! " شكرته وهي تنحني له بقوه وعدة مرات متتاليه ليقول "هذا واجبي سيدتي، كما انك بمثابة والدتي لا حاجه للإنحناء لي.." قالها وهو يمسك كتفيها ليستقيم ظهرها ..
" كم تطلب من المال ايها الطبيب؟؟"
" فقط إدعني للغداء قريباً فأنا لا أملك عائله هنا .." قالها ببعض الخجل فهو ليس بحاجه الى المال بل الى دفئ العائله الذي لا يجده بهذه الايام، وربما هو إلتمس هذا الدفئ بقلب السيده الواقفه امامه التي يتعرف اليها لاول مره اليوم، وبطريقةٍ ما هو وجد الشجاعه ليسألها هذا!!

ابتسمت السيده بارك له لتقول "اذاً ابقى اليوم ويمكنك المجيء كل يوم بني!!" ربتت على كتفه وأمسكت يديه بين خاصتها "اين عائلتك عزيزي ؟؟" سألت بحنيه ليجيب "حقيقةً انا لست كوري الأصل بل صيني ولكني قررت الاستقرار هنا بسبب ان اهلي كثيرو السفر وهذا لا يلائم وظيفتي!"
" ارى هذا.. اذاً وجدت لك أماً اخرى هنا.. لتأتي يومياً لتناول الغداء والعشاء.. ما رأيك؟؟" اومأ تاو بلطف ليوافق على طلب السيده بارك ..
" اذاً ماذا تفضل ان تشرب؟"
" القهوه لو سمحت !"
" حسناً دقائق وتكون جاهزه .."

وقفت تلك الام تحضر القهوه بالمطبخ بينما جلس تاو يستدفئ بنار الموقد بالصاله، هدوء إحتل المنزل ليبدده صوت تحطم شيء ما في الطابق العلوي ..
" تشانيوول .." صرخت بها الام لتركض نحو الاعلى ويلحقها تاو الذي احتلت ملامحه علامات القلق، وصلوا ليجدوا تشانيول ملقاً على الارض دون حراك
" لا بد انه وقف عن سريره وفقد وعيه من شدة الحمى .." قال تاو وهو يحمل تشانيول الى السرير، بدأ تشانيول بالهلوسه ونطق بعض الجمل غير المفهومه "لا توافقي .. بارد .. سانا.. غبي!!" هربت تلك الجمل من بين شفتيه ليسأل تاو "من سانا؟"
" انها صديقته المقربه .. سأتصل بها حالاً!!"
هرعت السيده بارك نحو الهاتف لتتصل بمنزل سانا وهانا
" مرحباً هانا!"
" اهلاً امي ... ماذا حدث لما صوتك مهزوز هكذا؟"
" ان تشانيول مريض جداً وهو ينادي بإسم سانا.. هل يمكنكم المجيء ؟؟"
" طبعاً .. سنكون هناك قريباً .."
" اشكرك صغيرتي .. الى اللقاء "
" لا شكر على واجب .. الى اللقاء"
بعد مرور نصف ساعة دخلت الفتاتان تركضان نحو غرفة تشانيول "ما به ؟؟؟" سألت هانا بقلق ، ليلتفت لها تاو، فتح عيناه بصدمه لشدة جمالها

##  تاو بوڤ..

صوت ناعم تسلل الى اذاني ، كيف لقلبي ان يُخطف بصوت فقط ، التفت لأرى اجمل فتاة وقعت عيناي عليها يوماً ، تلك العينان وذاك الوجه المحمر قليلاً بسبب قلقها، شفتين منتفختان قليلاً وشعر طويل اسود .. انها تذكرني بأحدهم.. لا لا تاو ، هذه أخرى حتى ان اسمها غيره ..
سألت عن حال تشانيول بقلق لأجيبها "انه التقط البرد لا أكثر.." اجبتها وعيناي تخترقاها لتنظر نحوي بإستغراب، لم استطع فصل نظراتي عنها لقد غرقت في بحر عينيها وانتهى الأمر ..

سري حيث تعيش القصص. اكتشف الآن