كلماتي التي لا تصل

الجزء الخامس عشر

و في طريقنا الى المطعم الذي تعمل فيه والدتي.. تعرفت على صديقة اميليا *اليزا* كانت لطيفة و محترمة مثل اميليا..

كانتا تتحدثان كثيرا عما سوف تفعلانه و ما تريدا ان يقوما به.

وصلنا الى المطعم و نزلت من السيارة. و نظرت الى اميليا.. "هيا شيرو. انت تعرف كيف شكل والدتك ليس علي ان اوصلك عندها.. و اسمع.. لو علمت انك جعلت والدتك تبكي سوف اقتلك"

و اغلقت نافذة السيارة و طلبت من السائق ان ينطلق و تركتني عند باب المطعم..

تنفست بعمق ثم دخلت الى المطعم. و وقفت عند الباب حتى رأيت مقعدا فارغ.. فمشيت و جلست فيه..

بدأت انظر في النادلات. حتى وجدت والدتي تقوم بتنظيف احدى الطاولات. تأملت فيها بدأت اشعر بالشوق لتك الايام التي كنت اقضيها مع والداي؛ كانت احلا ايام بحيات..

انتظرت في مكاني حتى اتت احدى النادلات و سألتني عما ارغب فيه..

"مرحباً سيدي.. ماذا تريد"

كانت تتحدث معي بالغة الانجليزية لاعتقادها اني لا اجيد اليابانية فاجبتها باليابانية "اريد كوب من القهوة"

ابتسمت "حسنا. لقد دونت ذالك. هل تريد شيء اخر سيدي"

"لا. لكني اريد ان اسأل عن نادلة اسمها يومي فريدل"

"نعم سيدي.. انها تعمل هنا.. و هي متزوجة من امريكي على ما اعتقد"

"اه اه.. انا اعلم هذا. لكن هل باستطاعتي التحدث اليها"

"نعم سيدي. سوف اطلب منها ان تأتي اليك"

و تركتني النادلة و ذهبت الى والدتي و طلبت منها ان تذهب الى طاولتي..

لم تكن تعرف اني انا الذي يريدها على ما اعتقد.. كنت انظر في الاتجاه الاخر حتى اقتربت مني و قالت "نعم سيدي"

فرفعت رأسي نحوها و ابتسمت في وجهها "مرحباً"

دهشت و استغرب فقالت بصوت خافت "اخبرتك الﻻ تأتي الي.. الا تفهم.. اااه كم انت احمق"

كانت منفعله قليلاً لكني احببتها على ما هي عليه..

"لقد اشتقت لرأيتك. هل يوجد عيب في ذالك يا امي"

عندما قلت لها امي بدأت عيناها تدمعان و ابتعدت عني و بدأت تمسح دموعها..

و انا اجلس في مقعدي انتظر القهوة.. و عندما احضرته الي النادلة.. ابتسمت في وجهي و سألتني "ما الذي فعلته حتى تسعد صديقتي يومي"

"لقد قلت.. اشتقت اليك يا امي"

دهشت النادلة و اوقعت القهوة و صرخت "هل.. هل.. هل هي امك"

تركتني و ركضت نحو زميلاتها و بدأت تهمس لهن و هن يصرخن و يقفزن.. و يركضن نحو والدتي و يتكلمن معها و بعدها اختفت امي و اتت احدى النادلات و اعتذر عما بدر عن تلك النادلة و بدأت بمسح القهوة..