الفصل الثالثه عشر "ابن قلبي2".
---------
رمقتـه بنظرات غير مُصدقه..فدهشتها بما قاله ألجمتها عن الحديث واكثر ما أثار دهشتها أن تلك التمثيليه امام الفتاه قد إنتهت فلم تفوه بهذا العرض ،وهنا إبتعدت عنه قليلاً ثم تشدقت قائله من بين دموعها....
-إحنا بعدنا عنها علي فكره..والتمثيليه انتهت.
أنهت حديثها ثم همت بالدلوف داخل السياره ليُغلق هو الباب مانعاً إياها ومن ثم ردد بثبات..
-بقولك تتجوزينـي؟!..ايه التمثيل في كـدا!!!
ورد فاغره فاهها:هـا!!..إنت بتتكلم بجد ولا ايه!
يوسف غامزاً لها:جد جداً طبعاً.
تهللت اسارير وجهها حيث إبتسمت تلقائياً ومن ثم سقطت عٙبره علي وجهها مُردده بفرحه:يعني إنت بتحبني؟!..وعاوزني أم لأولادك!!
يوسف بضحكه حانيه:هلاقي احلي منك..تنفع تكون ام لاولادي!!!...ورد ما بتتكررش.
لٙم تستوعب ما قاله بعـد..فقد ظنت لثوان بأن حبها له سيبقي داخلها..ستحمل هذا الحُب وترحل بعيداً وخيبات الأمل هي الرفيق لها،اعترت السعاده خلجات وجهها بالكامل وقد عجزت فعلياً عن إظهار فرحتها ..فقط الدموع كانت طريقتها الوحيده للتعبير...
يوسف بحنو:بتعيطي ليه دلوقتي؟!
ورد ببُكاء:بس انا خايفـه عليك.
إقترب يوسف بوجهه صوبها ومن ثم طبع قُبله حانيه علي جبينها وهو يُتابع بنبرآت ثابته:ما تخافيش طول ما إنتِ معايا.
ورد وهي تضع كلتا كفيها علي وجهه بحركه طفوليه ومن ثم ردد بنبرآت فرحه:مش كُل الحاجات الحلوه دي وري بعضها كدا..انا كدا هموت من الفرحه.
يوسف بضحك:اي خدعه يا ام العيال عِدي الجمايل بقي.
ورد وهي تدلف داخل السياره:انا هقعد في العربيه..علشان حاسه إن انا دوخت.
دلف هو الأخر داخل السياره ومن ثم تابع بنبرآت ضاحكه:ما ردتيش عليا.
اومأت ورد برأسها إيجاباً وقد احمرت وجنتيها من شده الخجل بينما تابع هو بخُبث:مفهمتش..عاوز اسمع ردك؟!!!
ورد بإبتسامه هادئه: موافقه طبعاً.
وضع يوسف يده علي مقود السياره ثم إنطلق بها عائداً إلي المنزل وأثناء سيره تابع بنبرآت هادئه:لسه مصدومه بردو؟!!
ورد وهي تنظُر له بحزن:عارف يا يوسف لما تكون مُفتقد كُل الوان الفرحه..وحياتك عباره عن لون واحد وهو الاسود،لا وكمان اسود باهت..حتي يوم ما حبيت حاجه اوي وشفت فيها حُريتك المكبوته وفجأه لسه هتقرب منها تلاقي الارض انشقت نصين وكُل نص صعب عليه يوصل للتاني..ساعتها الخوف والوجع والضعف بيهدوك كُلك،ف رغبتك إنك تعافر علشانه بقيت شبه الميت اللي لسه بيتنفس...اهو إنت بالنسبالي كدا بالظبط..يمكن لسه مش مصدقه كلامك لحد دلوقتي،،بس حتي لو صدقته وطيرت من الفرحه..لسه الخوف زي الشيطان شايف إن الفرحه كتير عليا..انا خايفه عليك اوي من اهلي..انا مُستعده اخد اعترافك بالحب دا وامشي بعيد اوي عنك وهكون فرحانه بيه المهم إنك بخير وبتتنفس..بس انا ممكن اموت لو مٙسك اي ضرر لا قدر الله.
يوسف بثبات:يعني بتفضلي إنك تستغني عن حُبك علشان تشوفيه بخير وعايش مع غيرك.
ورد بحُزن:اهون..اهون بكتير من أنه يكون مش موجود خالص..إحساس انه عايش وبيتنفس حياه في حد ذاته ..اهو يوم ما يوحشني اراقبه هو واولاده من بعيد.. وهكون فرحانه.
يوسف بإستغراب:هتكوني فرحانه؟!!..يا جبروتك بجد..بس انا مش خايف من حد..ولو جرالي حاجه ،يبقي عُمري انتهي هنا..يعني مش اخوكي هو اللي هينهي حياتي.
ورد بنبرآت اشبه للبُكاء:ما تقولش كدا بالله عليك.
يوسف بهدوء:اسمعينـي بقا للأخـر.
ورد بإنصات: سمعاك.
يوسف مُتابعاً:إنتِ في خلال كام يوم هتكوني في بيتي..ومفيش حد من اهلك هيقدر يتنفس معايا..بس طبعاً محتاج مُساعدتك في حاجه!!!
ورد بترقُب:ايه هي؟!
يوسف مُلتفتاً لها بعد أن اوقف السياره:هتقولي إني اعتديت عليكِ.
-------
-دي كانت ورد صح؟!
أردف خالد بتلك الكلمات وهو يدلف داخل غرفة المكتب الخاصه بحمدي الفقي..بينما تابع حمدي بنبرآت ثابته:ما يخصكش يا باشا.. وقبل ما تدخل المكتب بعد كدا تخبط..إنت فاهم ولا لا؟!
خالد بتهكُم:ما تداريش عليها يا جدي..علشان البنات مش هييجي من وراهم غير العار والفضايح.. فـ إحنا لازم نندمها علي اليوم اللي فكرت تهرب فيه.
حمدي بصرامة:ورد تربيتي..وانا واثق فيها..وبعدين فوق بقا دي اختك يا حيوان.
خالد بتهكُم وهو يهم بالتصفيق مُردداً:وانا المفروض اصقفلها لما تهرب مع واحد!!!!
حمدي وهو يكور قبضه يده:ما هربتش مع حد..البنت زهقت من افعالك..وانها مش حاسه بالأمان من اخوها.
خالد ببرود: انا بقا عرفت هرجعها ازاي..بكرا ورد هتيجي بنفسها لحد هنا.
حمدي بدهشة:هتعمل ايه؟!!!!!!
--------
جلس الجميع في حجره الصالون يستمعون إلى التلفاز بعد عـودتهم من حلقه التنزه تلك..وهنا رددت حياء بقلق:يوسف اتأخر اوي..انا قلقانه عليه.
مالك وهو يضمها إليه في حنو:هو صغير يا حبيبتي..زمانه علي وصول.
احمد بخُبث:شكل المُقابله عجبته.
تسنيم بهدوء:طيب وورد...معاه صح!!!
هاله مُتدخله:ما تقلقوش يا ولاد...انا كلمتهم وزمانهم علي وصول.
لم تُكمل السيده هاله جملتها ،لتجده يدلف للداخل بصحبه ورد التي بدي القلق علي ملامحها...
حياء بزعل: حمدلله علي سلامتك يا زفت..كدا تقلقني عليك.
يوسف بضحك:لا ما انا كبرت علي التوهان...المهم رجعتوا امتـي؟!
مالك مُكملاً:من ساعتين كدا.
يوسف وهو ينظر للسيده هاله في سعاده:طيب انا أخدت قرار ،يخصني انا وورد وعاوزكم تشاركوني فيه؟!
احمد بترقُب:خير يا عم الشباب؟!
يوسف بسعاده غامزاً لـ ورد:انا وورد قررنا نتجوز.
الجميع في نفس واحد:نعم؟!!!!!!!
مالك ببلاهه:عاوز تتجوز ،ورد سعد الفقي!!!!!!!
يوسف بثقه:وانا بكامل قوايا العقليه.
احمد بضحكه بلهاء:هو انت بقي فيك عقل أصلاً..لمؤاخذه يعني يا ورد.
حياء بسعاده وهي تهب واقفه:الله بجد..اخيراً هشوفك عريس...مبروك يا قلبي.
في تلك اللحظة قام مالك بجذبها للجلوس من جديد ومن ثم تابع وهو يكز علي اسنانه قائلاً..
-يامـا إنتِ حامل..ناويه تجننينـي..احسبي لكُل حركه إنتِ بتعمليها..والله ارزعك بالبونيه في وشك.
حياء بغيظ:إنت هتضربني علشان البيبي اللي لسه ما جاش.
مالك بغيظ:ما هو كدا مش هييجي..طول ما إنتِ بتتنططي زي الاطفال.
احمد مُتدخلاً:نتخانق بعدين وخلينا في المصيبه دي..لا مؤاخذه بردو يا ورد يعني.
مالك مُلتفتاً ناحيه يوسف:انا من رأيي بردو ..نركز علي المصيبه اللطيفه دي.
ومن ثم إلتفت لزوجته مُجدداً:وإنتِ قايمه تبوسي وتحضني وكأنه هيتجوز بنت خالتك.
ورد بضيق:انا عارفه إن انا مسببالكم مشاكل كتير.
مالك بهدوء:مش بالظبط..إنتِ عمرك ما كُنتِ مشكله بالنسبالنا..بس تقدري تقوليلي هنحط إيدينا في ايد اهلك ازاي وهم مش بيفكروا غير انهم يأذونا وبس.
يوسف بثبات:انا عرفت هعمل ايه..بس انا مش هسيب ورد ليهم تاني..هحميها منهم..وهتكون معايا دايماً.
هاله مُتدخله: الصراحه عين العقل يابني..هو دا تفكير الراجل اللي بجد.
تسنيم بتركيز:وايه بقا اللي بتخططله!!!!
-----------
إقتربت الخادمه منها ثم قامت بإعطائها باقه من الزهور قامت بإستلامها قبل قليل مُردده..
-الورد دا علشانك يا نيڤين هانم.
نيڤين بإعجاب:حلو اوي...بس يا تري من مين!!..ماشي اتفضلي إنتِ.
امسكـت نيڤين بباقه الورود ثم جلست إلي الأريكه وهمت في فتـح الورقه الموضوعه بينهم وما أن شرعت في قراءتها حتي دُهشت مُردده...
-"احلي باقه ورد ،لسيده المُجتمع الراقي..المره دي كانت من غير خساير..بس المره الجايه هتكوني ارمله..اسف علي اللفظ بس هي دي الحقيقه..ودعي جوزك في الأيام القليلة اللي بقياله".
قامت السيده نيڤين بإلقاء الباقه علي الارض واخذ صدرها يعلو ويهبط من شده الخوف حيث رددت بنبرآت باكيه وهي تلتقط هاتفها:بعيد الشر عنه..ربنا ينتقم منكم.
قامت بوضع الهاتف علي أذنها وما أن سمعت صوت زوجها مُجيباً علي إتصالها حتي تنفست الصعداء ثم رددت بنبرآت مُرتعشه...
-عزيز، إنت كويس!!!
عبد العزيز بإستغراب:كويس..مالك يا نيڤين؟!
نيڤين ببُكاء:خايفه ...ما تسيبنيش يا عزيز.
عبد العزيز بقلق:لا دا في حاجه كبيره كمان...اهدي كدا وبلاش عياط..انا جاي حالاً.
----------
قام مالك بوضع صغيرته إلي جانب شقيقتها في الفراش ومن ثم وضع الغطاء عليهما بينما جلست حياء إلي طرف الفراش المُجاور لفراش اطفالها ثم رددت بسعاده:بجد يا مالك..انا مبسوطه من تفكير يوسف اوي..البنت بتحبه وفعلاً محتاجاله..ليه نكسر فرحتهم.
مالك وهو يتجه ناحيتها ومن ثم يجلس امامها مُباشره:انا مش مضايق من قراره..انا خايف عليه وعليها..ومن كُل حاجه هتحصل بعد ما اهلها يسمعوا بالخبر دا.. وخصوصا ً إن اللي اخوكي بيفكر فيه دا...مصيبه مفيش حد في الدُنيا يقدر يستحملها.
حياء بقلق:ما تخوفنيش...ربنا يعدي الأمور علي خير.
مالك بهدوء:إن شاء الله
ومن ثم إستكمل حديثه وهو يغمز لها قائلاً:هـا بقي.
حياء عاقده حاجبيها:هو ايه اللي ها؟!!.
قام مالك في تلك اللحظة بالإقتراب منها أكثر ثم ضمها إليها وقام بطبع قُبله علي شفتيها،وهنا هتفت تاليا بنبرآت صاخبه...
-بتعملوا ايه؟!!!!
شهقت حياء في فزع ومن ثم تابعت وهي تنظر لزوجها بألم:يا ماما..اتخضيت ..هولد دلوقتي.
مالك بغيظ:هتولدي في الشهر التاني!!!..وبعدين دي مش كانت نايمه..انا من رأيي لو اللي جاي زي الجراده العيانه دي..يبقي بلاش منه خالص.
حياء وهي تضحك من بين ألمها:اسكت يا مالك مش قادره اضحك.
تاليا بفرحه وهي تهتف بنبرآت طفوليه:ماما هتجيبي نونو دلوقتي؟!!!
مالك بضحك:والبركه فيكِ يا روحي.
تاليا بدلع:بابي ممكن انام جنبك إنت وماما.
مالك بحُب وهو يلتقطها إلي أحضانه:تعالي يا اخره صبري.
------------
"في صباح اليوم التالي"
-اصحي بقي يا أحمد ..علشان كُليتك يابني.
أردفت السيده هدي بتلك الكلمات وهي تقوم بفتح نوافذ الغرفه بينما تابع احمد بنبرآت مُتضايقه:يا امي سيبيني انام..مش هروح انا الكليه.
هدي وهي تتحدث إلي جارتها في النافذه المُقابله لها:هتروحي السوق النهاردة!!!
الجاره بموافقه:ماشي.. همشي العيال علي مدارسهم ونروح.
اعاده السيده هدي النظـر إلي ابنها من جديد ثم هتفت بنفاذ صبر:يا بني قوم بقي...ما توجعش قلبي معاك.
----------
-محدش هيتحرك من هنا من غير فطار ..إنتوا فاهمين؟!
أردفت السيده هاله بتلك الكلمات في صرامه شديده في حين تابع مالك بإبتسامه هادئه:حاضر يا لولو..بس من غير القمر ما يكشر.
احمد بتساؤل:ما قولتليش ،هتعمل ايه في موضوعك يا يوسف؟!
يوسف وهو يتناول طعامه:اسبوع بس اكون لقيت شقه وجهزتها..وكمان يكون الوضع استقر...وساعتها هاخدها وهنقابل جدها.
مالك بتفهُم:تمام..البنات أمانه معاك.
يوسف بثبات:ما تقلقش.
في تلك اللحظة قطع حديثهم ،مجيء رساله علي الهاتف الخاص بيوسف وما أن التقط الهاتف وقام بفتح الرساله..حتي اسقط الطعام من يده ونهض بفزع عن المائده وهو ينظُر إلي صوره والدته ويلتصق بها رساله من احدهم فحواها ما يلي...
-"أكيد طبعاً مفيش حد اغلي منها عندك..فـلو خايف لتخسرها..اختي تكون عندي بعد ساعتين من دلوقتـي ،في المكان دا (.....).
كـور يوسف قبضه يده في إنفعال وهو يهتف بنبرآت صارخه:اه يا ابن ال***
مالك مُلتقطاً الهاتف ومن ثم نظر إلي الرساله في صدمه:هي وصلت للتهديد.
احمد بعدم وهو ينتشل الهاتف من يد مالك ومن ثم قرأ ما تحويه الرساله في صدمه وهو يكز علي اسنانه..بينما نظرت لهم ورد بإستفهام ثم رددت بتلعثم:يوسف في ايه؟!
رمقها يوسف بنظرات حاده ،اقشعر بدنها علي اثرها ومن ثم أدرك هو في تلك اللحظة انها غير مُذنبه ولا تقل عنهم من حيث الخوف والتهديد لذلك إقترب منها بهدوء ومن ثم طبع قُبله مفاجأة علي جبينها مُردداً بتنهيده قويه:خير..ما تقلقيش.
إستغرب الجميع من فعلته تلك وظلوا يتبادلون النظرات فيما بينهم ف المعروف عنه أنه ذو حميه شديده..لا يهدأ بسهوله إذا ظهرت عروقه من شده الغضب ولكنه بادرهم بتصرف ،غير مُتوقع منه.
ورد بإطمئنان:طيب ممكن اعرف ايه اللي حصل؟!!
نظـر يوسف بإتجاه السيده هاله ومن ثم إلتفت لهم مُجدداً ثم...
يوسف بثبات:انا هسافر معاهم.
ورد بإستغراب:ليه؟!!!
يوسف مُكملاً:وإنتِ كمان..لان اخوكي مستنيكـي بعد ساعتين من دلوقتي وإلا هيأذي امي.
ورد بنبرآت مُرتعشه:مش عاوزه ارجع.
يوسف وهو يلتقط كفها بهدوء:ما تخافيش انا معاكِ..ومش هيفكر يأذيكي ولا حتي يأذي امي..هو اضعف من كدا.
مالك بنبرآت جاده:بقولك ايه.. شيل فونك دا.. وقفلوا علي الموضوع..ليها حل بإذن الله..بس مش وقته كلام..انا مش مستغني عن مراتي.
---------
أطلق خالد ضحكه عاليه وهو يجلس إلي مكتبه،،شاعراً بالنصر عندما تلقي رساله من يوسف بموافقته علي عوده ورد ولقائهم في المكان الذي حدده خالد..في تلك اللحظة تابع خالد بنبرآت كفحيح الافعي...
-نقرا الفاتحه علي المرحوم بقي.
يتبع
أنت تقرأ
ابن قلبي 2
Romanceفي عالم الحُب فيه شيئاً قلمـا يتواجد ،وإن وُجـد ،إصطحبتـه أعين الكارهين حتي إنطفأ ومـات،ولكن هذا النوع من الحُب كان أحد الطرفين فيه #مُذبذب المشاعـر،غير أهلٍ للإحتفاظ بقلباً علي وعده رسم طريق أحلامـه،إلا مشاعرنـا لـم تمت أبداً يا ولدي،إحتفظت ابنتي ب...