11

5.9K 180 0
                                    


 الفصل الحاديه عشره "ابن قلبي2".
اعتدلـت جالسه والعرق يتصبب علي جبينها وتقطعت أنفاسها وهي تهتف بخوف...
-حلم وحش جداً ،يارب ما يتحقق أبداً..احفظه يارب ونجيني منهم..إنت العالم بحالي وأكيد عندك الحل.
قامت بمسح ذراعيها ،بكلتا كفيها في مُحاوله لإقتباس الامان من صبرها ومن ثم نهضت عن الفراش بعد أن التقطت وشاحها وقامت بوضعه علي كتفيها ،مُنطلقه بخُطوات هادئه لخارج الغرفـه....
أنهـت السيده هاله صلاه القِيـام ومن ثٙم إنطلقت صوب الشُرفه لتُفاجأ بها تقف شـارده الذهن كُلياً ولٙم تستطع إدراك وقوف السيده هاله بجانبها وهنا رددت هاله بهدوء: اتمني تكوني ارتاحتي في النوم؟!
ورد وما زالت شارده:.....
ضيقت السيده هاله عينيها في إستغراب ،فكأن ورد غابت إلي عالم آخـر ولكن جسدها حاضر هنا.
هاله مُربته علي كتفها: ورد ؟!!!!
ورد بإنتباه:هــا؟!
هاله بهـدوء:كُنت بقولك..اتمني تكوني استريحتي في النوم عندنا..بس شكلك سرحانه في حاجه مهمه.
ورد بإبتسامه إنكسار يشوبها بعض التهكُم:بفكر في ضعفي،وازاي الاقيله علاج.
ضيقت هاله عينيها في تفهُم ومن ثم تابعت بهدوء:وتفتكري الضعف هو اللي بيختارنا ولا إحنا اللي بنختاره؟!
ورد بنظره مُطوله للسيده هاله وقد ادمعت عينيها بشكل ملحوظ: ياريت كان بإيدي اختار يا طنط..بس انا اتفرض عليا كُل حاجه في الدُنيا دي..اتفرض عليا اعيش في بيتي وانا مش حاسه بالأمان..اعيش من غير حُضن ام يحتوينـي ولا أخ يقولي بحُب ،إتسندي عليا انا جنبـك..لو ما كانتش مجبوره علي ضعفي ،ما كنتش هربت لما الخوف هٙد فيا ،كُنت هواجه كُل اللي أذوني ..بس انا ضعيفه اوي..محدش إحترم الضعف دا..وفكر يقويني بيه..تفتكري انا عملت ايه في الدُنيا علشان ربنا يعاقبني بالطريقه دي؟!
سالـت الدموع بغزاره علي وجنتيها بينما أسرعت السيده هاله بإحتضانها ،فـ قامت ورد بضمها هي الأخرى بقوه وكأنها تستمـد بعض القوه من تلك السيده كبيره السِن وبعدها أجهشت في البُكاء مُردده بألم:كُل حاجه مسلوبه مني..حتي روحـي مش لاقياها..أخدوا مني كُل حاجه ،اتعـدوا علي كُل خصوصياتي واحلامي من غير رحمه..بس تعرفي اللي واجعني بجد..أن الناس دي بتكون اهلي.
هاله بحُزن مرير:فضفضـي يا حبيبتي ..ما تشيليش جوي قلبك.
ورد بشهقات عاليه:نفسي اموت اوي..ساعتها هرتاح..العالم دا مش شبهـي..وانا ما اشبهش النفاق دا.
هاله بهدوء:ليه ما بتفكريش..إن ربنا شايلك حاجه كبيره اوي هتفرحك..بعد كُل التعب دا..خليكِ واثقه في ربنا وإنك هتفرحي فيوم يا بنتي مهما وصل حُزنك لاكتر من طاقتك..ربنا ما بيظلمش ولا بينسي حـد.
ورد بتنهيده قويه:ونعم بالله.
هاله بمرح قليلاً كـ خروجاً من علي النص الموضوعـي حيث رددت:هعملك بقا كوبايه شاي باللبن تدفيكِ ونتكلم براحتنا.
ورد بإبتسامه لم تصل إلي ثغرها:مش عاوزه اتعبك معايا.
هاله وهي تُقبل وجنتها: تعبك راحه يا حبيبتي.
وبالفعل إنطلقت هاله خارج الشُرفه لتُصدم به ،حيث وقف بزاويه من الغرفه يستمع لحديثهما وهنا قام هو بوضع إصبعه السبابه علي فمه في مُحاوله لإسكاتها.كي لا تُلاحظ ورد وجوده بينما تابعت هاله حديثها له بعد انا اصطحبته بعيداً عن الشُرفه...
-خضيتني يابني..واقف كدا ليه؟!
يوسف بحُزن: كُنت داخل البلكونه وسمعت كلامكم بالصُدفه.
هاله بتفهم:طيب تحب تشرب شاي باللبن معانا؟!
يوسف بإبتسامه هادئه:اي حاجه من إيدك الحلوه.
غادرت السيده هاله من أمامه بينما قام بوضع يده في جيب بنطاله مُتجهاً صوب الشُرفه ليجدها تستنشق الهواء ثم تزفُره في قوه وهنا ردد بهدوء:مش عارفه تنامي ولا ايه؟!
ورد مُلتفته له:لا حبيت اشم هوي.
يوسف ناظراً لـ اللاشيء:ايه اللي حصل لشعرك؟!
ورد بضيق:انا عارفه إن شكلي وحش واكيد مضايقك يا استاذ يوسف..وحضرتك بتحب كُل حاجه شكلها حلو..علي العموم هم كام يوم ومش هتشوفوني في حياتكم تاني..انا سببتلكم مشاكل كتير..بس غصب عني وربنا يعلم.
يوسف بغيظ:خالد اللي عمل كدا..صح؟!
ورد دون أن تنظر له:مش فارقه.
يوسف بنبرآت عاليه بعض الشيء:ردي عليا يا ورد..عٙمل كدا ليه؟!
ورد بحُزن:شافك في الڤيلا..وهددنـي إنه هيأذيك لو شافني معاك تاني..انا مش عوزاك تتأذي..مش عاوزه اشوف فيك حاجه وحشه..بس خوفت ،اول مره اجرب احساس الموت وهو مقيد ايدي وبيقصلي شعري..خالد مؤذي لدرجه ابعد من خيالك..انا عارفه إن مفيش بينا اي حاجه...
ومن ثم أكملت وهي تنظر للأرض لتجنُب النظر له وبنبرآت مهزوزه:عارفه إني شخصيه عابره في حياتك..علشان كدا ..استسمحـك ،تسامحني..وما تخافش مش هيكون في ضرر علي حد من اهلك بسببي تاني.
رمقها يوسف بنبرآت حانيـه فقد ظهر في تعبيراته شيء من الإشفاق علي حالها،،لا يُنكر أبداً بأن حبها قد نبت داخله ولكنه يشعُر أن هذا الحُب بدايه النهايه ،فلا قدوم في حُب معروف نهايته قبل أن يبدأ..ولكنه بعد سماع حديثها يشعُر بأنه مُكلف بحمايتها..ظهرت براءتها له بوضوح..صغيره في جسد إمراءه..عجوز تتعكز ببُط شديد باحثه عن الأمـان علي بُعد كيلومترات لتموت من شده العطش ولٙم تصل لمُنتصف الطريق حتي..
يوسف بثبات:مين قال إنك مش فارقه معايا؟!
ورد محاوله تكذيب ما سمعته وهنا رددت بتساؤل:وهفرق معاك في ايه بقي؟!!!
يوسف بثبات اكثر:إنتِ دلوقتي في حمايتي وانا بنفسي هقول لاخوكي إن مفيش اي حاجه بيننا..علشان يبعد عـنك شويه.
لم ترغب بسماع هذه الكلمات مُطلقاً..ف ياليتـه أمسك بكفها وهتف بقوه "انا بجانبك وسأحميكِ منهم"..خاب املها ..فظلت تُردد في نفسها بآسي ليته يشعُر بذره واحده من عشقي له..ليته يفهم أن حيويتي بتدب فيّ،بكلمه منه وأنه الأمل المُحتمل ،ولكن أصبح المُستحيل القاسي الآن.
ورد بخيبه امل:شُكراً..مش محتاجه حد يحمينـي.
-------
"علي الجانب الاخر"
-فاكره لما كُنت بكسبك علي طول في سباق الطيارات.
أردف مالك بتلك الكلمات في مـرح بينما تابعت حياء وهي تنظُر له بجانب عينيها:بس انا كسبتك مـره علي فكره.
مالك ضاحكاً:دا بمزاجي يا روحي.
في تلك اللحظة إبتسمت له حياء بهدوء ثم ألقت برأسها بين أحضانه ومن ثم اغمضت عينيها بهدوء وهي تُردد...
-بعشقك يا مالك..مش هنسي اليوم اللي جيت فيه اليكس..ولا هنسي لحظـه ما غيرت عليا،لما احمد وصلني فاكـر؟!
مالك بغيظ:مش عاوزه افتكر..علشان لو افتكرت مش هيكون في صالحك إنتِ واحمد.
حياء بضحكه هادئه:سبحان مُغير الاحوال..احمد اتبدل حرفياً..لما بشوف نظرته لتسنيم بحس بكميه سعاده رهيبه..وكمان صحوبيتكم..جميله اوي..طيب فاكر لما كُنت بتجبرني افطر قبل ما اروح الشغل ولما كُنت بتجيبلي البلالين..خليتني اعشق وانا مش حاسه..ولما سيبنا بعض وسافـرت ،حسيت إن روحي بتتسحـب مني وللحظـه قولت كُل حاجه انتهت..بس كُل حُزني وخيبه أملي منك وقتها يغور قصاد نومـي في حُضنك..بحس إن عاوزه الزمن يقف علي اللحظه دي..لا تروح الشغل ولا تتحرك من جنبي لحظـه واحده...حقيقي حُضنك مفيش حاجه في الدُنيا تعوضه يا مالك...مفيش ،انا واثقه من دا.
إبتسم لها مالك في هُيام ثم قام بطبع قُبله حانيه علي جبينها مُردداً:انتِ اللي ربنا يُرزقه بواحده زيك..ما يتمناش حاجه تاني من بعدها.
أنهي مالك جُملته وظل شارداً لبعض الوقت وهو يجلس بسطح المنزل ضامماً زوجته إلي أحضانه ومن ثم تابع بهدوء:مش ننزل بقا يا حياء؟!
حياء:....
رفع مالك أحد حاجبيه ومن ثم عاود النظر إليها ليجدها قد غطت في سُبات عميق وهنا ردد هو بحنو:دا انا لو المُخدر بتاعك...مش هتنامي كُل ما اخدك في حُضني كدا.
--------
"في صباح اليوم التالي"
-بابي اصحي...بابي تيتا لولو حضرتك الفطار ،يلا علشان ناكل ونروح البحر...بابي طيب هي فين مامي؟!!!!
استفاق أحمد علي صريخ طفله وهو يزفُر في ضيق من صخبه العالي حيث ردد احمد بصرامه:كريم؟!..مش عاوز اسمع صوتك تاني؟!
كريم بحُزن:طيب هي فين مامي؟!
احمد مُنتبها لحديثه ومن ثم نظر بجانبه بإستغراب:ايه دا فين تسنيم!!..هي مش برا ولا ايه يا كريم.
كريم وهو يوميء برأسه سلباً:لا بابي.
إعتدل احمد في نومته ومن ثم ابعد الغطاء عن الفراش ليجدها نائمـه وتتوسط رأسها الفراش وهنا اطلق احمد ضحكه مُفاجئه ما أن رأها علي تلك الحاله بينما فتحت هي عينيها ثم رددت بإستفهام:بتضحك علي ايه!!!
احمد بسخريه ضاحكه:حمدلله علي السلامه..اصلك كُنتِ تايهه مننا.
تسنيم بغيظ:قصدك ايه؟!
احمد بخُبث:قصدي اننا بعد كدا هنجيبلك سرير علي قدك يا اوزعه بدل ما تغرقي في النص كدا.
تسنيم بنبرآت مُغتاظه:دا علي اساس انك ساعتها مش هتنام جنبي.
احمد بعفويه وثقه:لا طبعاً ،هنام.
تسنيم بمكـر:ساعتها بقا الحفله هتكون عليك..لما رجلك تكون مدلدله من السرير يا طويل.
كريم بضحك:بوووووم..شكلك بقا وحش يا بابي.
احمد بغيظ:بره يا جزمه..وإنتِ يا اوزعه بتعرفي تقصفي جبهات.
تسنيم بثقه: طبعاً..ربنا بيعوض.
أحمد وهو يضمها إليه بحُب: فعلاً معوضـك في لسانك.
-------
-اسمعيني كويس يا نيڤين...خروج برا الڤيلا اليومين دول ممنوع..واي حاجه هتحتاجيها البواب موجود.
أردف عبد العزيز بتلك الكلمات في هدوء بينما رددت نيڤين بتفهم:حاضر...ركز إنت في شُغلك وما تقلقش عليا.
عبد العزيز بحنو:ربنا يديمك راحه وسند ليا في حياتي يارب.
نيڤين بسعاده:ويبعد عنكم ،اي مكروه يارب.
----------
-فين اختك يا باشا...هي دي الامانه اللي أمنتك عليها؟!!!
أردف حمدي بتلك الكلمات في غضب عارم في حين تابع خالد بنبرآت مُستشيطـه:هو انا هقعد جنبها احرسها واسيب الشُغل...ما تروح تشوف الهانم نايمه في حُضن مين من امبارح؟!!
قام حمدي بصفعه علي وجهه بقوه ومن ثم ردد والشرر يتطاير من عينيه:احترم نفسك يا كلب..دي تربيتي وانا واثق فيها وعارف هي بتعمل ايه؟!!..وأوعي تنسي إن دي أختك وشرفها من شـرفك..إنت الإنتقام قساك حتي علي اقرب الناس ليك.
خالد بتهكم:ومين زرع فيا الإنتقام.
حمدي بصوتاً جهوريا:انا قولتلك خُد بطار ابوك من آل فهمي وشركائه..مش اقتل كُل يوم روح من غير ذنب..لا ووصلت لأختك كمان ،انا مُتأكد انك عملتلها حاجه وهربت بسببك.
خالد بعصبيه:وهو الطار ايه..غير روح ورا روح بينتهوا في نفس الدوامه..انا هاخد بطار ابويا واي حد هيقف قصادي هموته حتي لو اختي.
------------
إلتف الجميع حول مائده الطعام وظلت هاله تجـوب ببصرها بينهم والإبتسامة تسلُك طريقها إلى شفتيها،،فقد دبت الحياه داخل منزلها من جديد وأخيراً استطاعت أن تُعايش الوقت الذي تري فيه احفادها والسعاده هي العامل المُشترك بينهم...فهي لم تنظُر لمالك سوي ابنها الذي لم تُنجبه..ولكن ما أن أطلق بصرها شُعاعه ناحيه تلك الصغيره المُتقمصه بجسد إمراءه حتي تحولت معالم وجهها للحُزن الشديد وهي تُردد في نفسها...
-"ياريتني اقدر اساعدك يا بنتي..حظك ونصيبك وقعـك مع حمدي وابنـه..محدش هيعرفه قدي...طول عُمره قاسي وشايف إن مفيش حد يقف قصاده..بس إنتِ روحتي فين من قوته مفيش مُقارنه أبدا..يمكن شكلك بيفكرني بيها وبأيام زمان بس إنتِ ملكيش ذنبً..كُل حاجه فيكِ بتبين ضعفك إلا نظرتك..نظرتك..نظره عاشقه بس حتي لمعه العشق مش كامله ،لمعه فيها حُزن وفراق..كان نفسي يوسف يحبك زي ما نظرتك بتناديله ،بس علي حسب الكلام اللي سمعته منه إمبارح..مش هيقدر يحبك للأسف".
استفاقت من شرودها مُجدداً علي هتاف تاليا لها حيث رددت الصغيره بمـرح:تيتا لولو..ممكن تأكلينـي علشان مامي نسيتني وأكلت الأكل كله.
مالك ضاحكاً:انا ملاحظ كدا بردو..تعالي يا حبيبه بابا..انا هأكلك وما تتعبيش تيتا.
هاله بإعتراض:تعب ايه يا مالك..دول الفرحه اللي دخلت حياتي من سنين فاتت.
مالك بحُب:ربنا يخليكِ لينا يا ست الكل.
هاله مُكمله بثبات:ممكن يا يوسف ،تاخد ورد وتنزل تشتريلها لبس..علشان الجو هنا برد وهي مش جايبه معاها اي حاجه.
يوسف دون تفكير:تمام..انا أصلاً كان عندي مُقابله ونازل.
تسنيم بخُبث:مقابله ايه إن شاء الله؟!
احمد ضاحكاً:مُزه ولا ايه؟!
في تلك اللحظة قطع مُزاحهم نهوض حياء عن الطاوله ومن ثم أسرعت الخُطي ناحيه المرحاض وهي تضع يدها علي فمها بألم.
نهضت كلاً من ياسمين وورد بفزع بإتجاه حياء وكذلك تبعتهم السيده هاله بينما انتظـر مالك لحين خروجها وهي قابعه بين احضان تسنيم مُرددا ًبقلق:مالك يا حبيبتي؟!!
يوسف بضحك:اكيد من كُتر الاكل اللي كلته.
حياء بألم:حاسه بدوخه فظيعه..مش قادره اقف يا مالك.
إقترب مالك منها علي الفور ومن ثم قام بحملها بين ذراعيه مُنطلقاً بها داخل الغرفه وما أن اجلسها إلي الفراش حتي رددت هاله بسرعه:انا هكلم الدكتور ييجي حالاً.
مالك مؤيداً إياها:ياريت يا أمي.
وهنا قام مالك بوضع راسها بين كفيه مُتفحصاً بشرتها التي تحولت للإصفرار القاتم ومن ثم ردد وهو يطبع قُبله حانيه علي جبينها:حاسه بأيه؟!
حياء بوهن وهي تُلقي بنفسها بين أحضانه:كويسه.
تسنيم بهدوء:احم احم..طيب نستأذن احنا بقا.
"مـر القليل من الوقت ليدلف الطبيب داخل الحجره ومن ثم يقوم بفحصها في هـدوء وهي مازلت بين أحضان زوجها وما أن انتهي الطبيب حتي تابع بإبتسامه عريضه:مبروك المدام حامل.  

ابن قلبي 2حيث تعيش القصص. اكتشف الآن