16

6.1K 198 3
                                    

الحلقه السادسه عشر"ابن قلبي2".
-----------
إصطف احمد سيارته امام البنايـه بينما قام يوسف بمساعده ورد للترجُل خارج السياره وما أن إنتهي حتي نظر بإتجه احمد من نافذه السياره:تعبتك معايا يا أحمـد.
احمد بلوم:إنت اخويا يا جو ،لو مش هتعبلك..هتعب لمين؟!
يوسف بسعاده:تسلم.
مالك مُتدخلاً:يلا ياسطي..علشان هنقابل الوحش.
يوسف بضحك:ربنا يستر.
وهنـا قاد احمد سيارته مُنطلقاً إلي الڤيلا بينما هٙم الجميع للدلوف داخل البنايه وفي تلك اللحظة أمسكت ورد بكفه ثم رددت بنبرآت مُتعلثمه:يوسف انا خايفه!.
يوسف مُلفتاً إليها بحنو:دا اخر مكان تخافي وإنتِ فيه..يلا تعالي.
تأبطت هي ذراعه وانطلقوا سوياً بصُحبه مالك صاعدين الدرج...
وصلوا حيث شقه السيد عبد السلام وهنا طرق مالك الباب في توجس ليقوم عُمر الشقيق الأصغر بفتح الباب...
مالك بمرح:فين الكبير؟!
عُمر ناظراً بإتجاه ورد: جوا
دلفوا جميعاً للداخل ليهتف عُمر بوالديه:بابا..ماما..يوسف وصل؟!
جـائا معاً نتيجه صراخ ابنهما..بدأت السيده هاله تُلقي عليهما نظرات مُغتاظه بينما إتجه يوسف ناحيه والده ثم قام بإحتضانه مُردداً: متزعلش مني يا عبس..كُنت مُضطر اخلص الموضوع دا بسرعه..وبكرا بإذن الله هحكيلك كُل حاجه.
عبد السلام بتفهم مُربتاً علي ظهر ابنه:ولو إن مش دي الطريقه اللي كُنت عاوز اجوزك بيها..بس مقدرش اقول حاجه..علشان عارف ابني بيفكر ازاي.
إبتسم له يوسف في سعاده ومن ثم أشار لزوجته بالإقتراب ،وبالفعل إقتربت ورد حيث يقف السيد عبد السلام ثم تابعت بهدوء:ازيك يا بابا..دا لو تسمحلي يعني..انا عارفه إن انا دخلت حياتكم من غير إستأذان..بس الموضوع مكانش مترتبله أبداً...وانا ليا الشرف إني اكون بين عيله يوسف.
إبتسم لها السيد عبد السلام ومن ثم تابع بنبرآت حانيه:نورتي العيله يا بنتي.
إلتفت يوسف حيث تقف والدته ومن ثم ردد بنبرآت حانيه:ايه يا دودو،،ما وحشتكيش ولا ايه؟!
هدي بتنهيده ضعيفه وهي تفتح ذراعيها له:وحشتني طبعاً،تعالي يا اخر صبري.
إتجه يوسف ناحيتها ثم قام بإحتضانها بقوه وبعدها طبع قُبله حانيه علي جبينها مُردداً:ايه يا ست الكُل مش هتسلمـي علي مرات ابنك ولا ايه؟!
هدي بحسم:تعالي يا عروسه.
إتجهت ورد ناحيتها في توجس بينما تابع مالك لنفسه بقلق:"هتضرب البونيه،بمغرفه الاكل علي دماغها ولا ايه؟!".
ورد بإبتسامه هادئه:ازيك يا ماما هدي؟!
هدي بثبات:كويسه..بقولك ايه..إنتِ اخدتي اقرب واحد في عيالي لقلبي..واوعي تفتكري..إنك هتاخدي حنيته لوحدك.
ورد وهي تُقبل يدها بحنو:لا ازاي؟!..إنتِ مامته واول ست في حياته..خُدي حنيته كُلها..كفايه إني هعيش معاكم مبسوطه ..وحاسه بالأمان.
عُمر غامزاً لشقيقه بصوتاً خافتاً:بقولك ايه يا جو!!..ملهاش اخوات!!
يوسف بغيظ:لا واتلم..لاعورك.
عُمر بضحك:عيشت وشفت عرق الغيره عندك أخيراً.
عبد السلام مُقاطعاً:يلا يا ولاد الاكل هيبرد.
مالك بحسم:انا الحمدلله أكلت..هروح انام علشان ورايا..شُغل بكرا في الشركه.
هدي بحُزن:ليه يا مالك...تلاقيك يا حبيبي علي لحم بطنك من الصُبح.
مالك بحنو:لا والله ..أكلت يا ست الكل..تصبحوا علي خير.
الجميع وإنت بخير.
هدي بنبرآت هادئه:يلا يا بني خُد مراتك ..وادخلوا اوضتكم زمان الاكل برد.
--------
مع غروب شمس هذا اليوم..تقف هي أمام أحد المقابـر غير عابئه للوقت مُطلقاً فقد إعتادت علي زيارته كلما اشتاقت له وأبداً لا يُفرقهما وقت..فقد عُرفت بشجاعتها..وتقبُل اقدارها بصدراً رحب..
جلست امام تلك المقبره ومن ثٙم نثرت الورود عليها حيث تابعت بنبرآت باكيه:وحشتنـي اوي يا مُعاذ..الايام من غيرك شبه بعضها..مستنيه اليوم اللي هقابلك فيه عند ربنا..عدي علي وفاتك سنين..بس ما قابلتش حد احن عليا منك..عارف يا مُعاذ انا لما بشوف حُب مالك ابني لحياء بفتكر حُبنا..هو بيحبها اوي كدا..وهمه بس أنه يفرحها..كان حلمي اجيب منك طفل..بس ربنا بيعوض..انت اكيد عارف مالك..اللي بكلمك عنه علي طول..وانا مُتأكده إنك حبيته زي ما انا بحبه..هو بردو حنين عليا اوي ..وعُمره ما زعلني وكمان وعدني إنه لو جاب ولد هيسميه مُعاذ..ودلوقتي مستنيينه في السكه..رغم فرحتي اللي رجعت من يوم وفاتك والفضل فيها بعد ربنا هما مالك وحياء..محدش حنين عليا زيك ولا حد هيعوضني عنك..نسيت اقولك النهاردة حولت جُزء من الفلوس لحساب مالك في البنك من غير ما يعرف..علشان لو عرف ما كنش هيقبل بيها..والجزء التاني بعته لدار أيتام..انا عارفه اه انه مسيره هيعرف..بس هكون انا جيت عندك..انا حاسه إني هجيلك قُريب..مش عارفه إنت سامعني ولا لا بس انا مش هيأس من حكياتي معاك..هفضل احكيلك عن كُل دقيقه مريت بيها..حتي لو مش سامعني..كفايه قلبي اللي معاك في مقبرتك..هو اكيد بينبهك لوجودي..كُنت عاوزه اقولك حاجه مهمه حصلت..الماضي بتاعنا رجع برجله لحد عندنا..حمدي اخوك رجع تاني بشره يأذي القريبين مني..مش كفايه أذيته ليا وكسرته لقلبي؟!..
سـالت الدموع علي وجنتيها بغزاره ومن ثم اطبقت علي عينيها في آسي وهي تتذكر ما حدث في سجل ماضيها...
Flash back
تحديداً يوم زفافها،
جلست هي أمام المرآه تُلقي نظرة سعاده علي فستان زفافها المُتأنق ومن ثم نظرت إلي دبله زفافها التي تُزين اصابعها وهي تُردد بسعاده لصديقتها...
-حمدي اتأخر اوي..والمعازيم وصلوا..ماشي يا حمدي؟!!..شكلنا هنتخانق من اول يوم جواز لينا.
صديقتها بحنو:تتخانقي ايه؟!..دا إنتِ بتدوبي من كلمه منه.
هاله بحُب:بحبه اوي يا بنتي.
صديقتها بفرحه لفرحتها:ربنا يهنيكم..امال فاديه اختك فين؟!!..ومش موجوده جنبك يعني؟!!
هاله بحُزن:ما إنتِ عارفاها..عُمرها ما كانت جنبي ولا بتشاركني في أي حاجه..من ساعه ما بابا كتب النسبه الاكبر من ميراثه ليا..وهي كرهاني..الله يرحمك ويسامحك يابابا..والله ما انا عارفه هو عمل كدا ليه؟!
الصديقه بثبات:لا يا هاله عارفه كويس..ابوكِ عمل كدا..علشان فاديه اُختك هوائيه وانانيه..عُمرها ما فكرت بغيرها..ولو الفلوس فضلت معاها..هتتبخر...وكُل حاجه باباكِ أسسها..هتتهد.
في تلك اللحظة قطع حديثهما مجيء الخادمه وهي تضع باقه ورود امامها ثم رددت:باقه الورد دي علشانك يا هاله هانم.
هاله بإبتسامه هادئه:شكراً يا وداد.
قامت هاله بفتح الطرد المُلحق بالباقه في ترقُب ثم بدأت تقرأ سطوره والدموع تسيل علي خديها من شده الصدمه ومن ثم فقدت للوعي علي الفور...
الصديقه بصراخ:الحقوني..هاله..قومي يا هاله ايه اللي حصل؟!
في تلك اللحظة هرول مُعاذ داخل الغرفه ليجدها مُلقاه علي الارض وتتناثر حولها الورود وهنا ردد بفزع:ايه اللي حصل؟!
الصديقه ببكاء:معرفش..قرأت الجواب دا ولقيتها اغم عليها.
قام مُعاذ بإلتقاط الطرد علي الفور ومن ثم بدأ يقرأ ما بداخله في صدمه اكبر حيث ردد بهمس:"انا اسف يا هاله..مش هقدر اوفي بوعدي ليكِ..بس نفس الإنسان ضعيفه..بس الاضعف إن اللي مستني سقوطك يكون اقرب حد ليكِ..انا هربت انا وفاديه أُختك وهنتجوز..مش هنكر إني حبيتك اوي..بس الحُب ولا له لازمه..الفلوس هي اللي بتعيش..لما خليتيني وصي علي ثروتك بعد كتب الكتاب ..لقيت دي اكبر فرصه ليا.. وطبعا ً بمساعده اختك قررنا ناخد الفلوس ونهرب بيها..وبكدا تنتهي لعبه اختك وانا ابني مستقبلي بمبلغ مُحترم".
أطبق مُعاذ بكفه علي تلك الورقه وهو يكز علي اسنانه في إنفعال وبعدها نظر لها في شفقه وحاول بمساعده صديقتها في إفاقه هاله..
نظرت هاله لهما في وهن ومن ثم بادرت بالبكاء بشكل هستيري مُردده:انا أذيتهم في ايه يا مُعاذ؟!!!..دا انا حبيت اخوك اوي..وأمنته علي نفسي وكُل حاجه بملكها..بس هلوم علي أخوك ليه؟!..ما اللي بيقولوا عليها أُختي ..كسرتني هي كمان ومشيت علشان الفلوس..طيب كانوا قالوا انهم طمعانين في فلوسي وانا كُنت اديتهالهم..وماكانوش كسروا قلبي كدا.
مُعاذ وهو يلتقط كفها في مواساه:اهدي يا هاله..انا جنبك.
الصديقه بقلق:طيب والمعازيم اللي برا دي هنعمل فيهم ايه؟!
حاول مُعاذ جاهداً أن يُخفي حبه لها كثيراً..فعندما علم بعشقها لشقيقه إنسحب بصمت مُتمني السعاده لهما..ولكنه لن يتركها في هذه الأثناء..فقد قرر أن ينتهز هذه الفرصه ليبقي بجانبها للابد...
مُعاذ مُتلعثماً قليلاً:مفيش اي حاجه هتتلغي..لو توافقي إني اكون عريسك يا هاله؟!
فغرت هاله فاهه في صدمه والدموع تنهمر علي وجنتيها في آسي ولكنها قررت الموافقه علي طلبه..حتي تحتفظ بماء وجهها...
تمُر الأيام والسنون ويبدأ قلبها في الميل لزوجها،،حتي عشقته حد الجنون..فقد صدق في أفعاله لها وليس أقواله فقط..احبها دون مُقابل وهو يعلم..انها لا تملُك شيئاً..بادلها الإهتمام والأمان..حتي نست ماضيها المـؤلم وقررا مُغادره القاهره والعيش في الاسكندريه..حتي توفي بعد حُب دام طويلاً..حُباً حمل في طياته الكثير،،الحُب ،الإهتمام السعاده والتضحيه ولا شك الغيره،،جميعهم مُتمثلين في رجُلاً واحد وهو زوجها..لذلك مُنذ وفاته لم يملأ عيناها أخر فظلت مُكتفيه به وبعطره وذكرياته داخل منزلهما....
Back
إستفاقت من شرودها علي صوت حارس المقابر الذي هتف بنبرآت هادئه:إنتِ لسه هنا يا ست هاله..دا الليل دخل..مينفعش تكوني موجوده هنا في الوقت دا.
هاله بهدوء وهي تمسح دموعها:انا ماشيه اهو يا عوض..بس سرحت شويه.
عوض بنبرآت مُشفقه:ربنا يريح بالك يا ست هانم..ويجمعكم علي خير في الجنه.
---------
-اه ياني..جسمي كُله مكسر..ما تنسيش يا ماما تصحيني بدري..علشان الشركه.
أردف احمد بتلك الكلمات في إرهاق أثناء إتجاهه ناحيه الدرج بينما تابعت نيڤين بحنو:حاضر يا حبيبي.
عبد العزيز مُقاطعاً:احمد كُنت عاوزك في موضوع قبل ما تنام...تعالي ورايا علي المكتب.
إنصاع أحمد لحديث والده وما أن دلف إلي المكتب حتي تابع عبد العزيز بهدوء:اقفل الباب وراك.
احمد بعد أن اغلق الباب:خير يا زيزو.
عبد العزيز مُكملاً:بص يابني..كُل مشاريع الشركه واقفه..وبقينا متأخرين في الإنتاج..انشغلنا بالخوف وتأمين نفسنا ونسينا حياتنا..الحكايه دي ما عادتش تنفع..لازم نواجههم..إنت من بكرا ترجع مراتك وحياء..خلينا نرجع شُغل الشركه زي ما كان..وافتكر الرسول لما قال "واعلم أن الامه لو اجتمعت علي أن يضروك بشيء..لن يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك"..إحنا نشوف حياتنا وربنا الحافظ.
احمد بتفكير:الصراحه عندك حق..إحنا فعلاً كدا هنخسر شُغلنا لو فضلنا خايفين نواجههم.. هكلم مالك وبكرا ينزل اليكس يجيبهم.
عبد العزيز بتفهم:تمام.
--------
إرتدت ورد قميصاً لزوجها حيث نست تماماً امر إحضار ملابسها إلي المنزل..فلم تكُن هناك فرصه لترتيب ما يتوجب إحضاره معها حيث نظرت إلي جسدها في تأفُف مُردده بهمس:القميص دا قصير اوي ازاي يا ورد تنسي حاجه زي كدا..غبيه يا انا..انا مكسوفه اقف قدامه كدا.
تنهدت ورد في توتر ومن ثم حسمت أمرها ودلفت داخل الشرفه حيث يجلس هو شارد الذهن..
ورد وهي تضع يدها علي عينيه:بتفكر في ايه؟!
إنتبه يوسف لوجودها وما أن نظر إلي ما ترتديه حتي ردد بنبرآت مازحه:تصدقي قميصي حلو عليكِ.
ورد بخجل مطأطأه الرأس:انا اسفه والله..من فرحتي نسيت اشتري لبس وكدا..انا مُحرجه منك بجد.
يوسف وهو يجذبها داخل الغرفه:مكسوفه ومُحرجه من ايه!!!..انا جوزك يا روحي..وبعدين انتِ مش هتشتري لبس..البسي القمصان بتاعتي عادي..انا بحب كدا.
انهي يوسف حديثه ثم غمز لها بعينيه بينما إحتضنته هي في سعاده:ربنا يحفظك ليا.
يوسف بحنو:بس بقي يا روحي..انا ملاحظ إنك دخلتي البلكونه كدا!!..لا وملاحظ أكتر انك مش ندمانه!!
ورد وهي تبتعد عنه قليلاً:يعني ايه؟!
يوسف بغيظ وهو يُمسك ذراعها:يعني هنا مش الڤيلا بتاعتكم وحوليها جنينه وصور..دا حي شعبي والبيوت بتبص علي بعض..وانا عديت المره دي بمزاجي واحمدي ربنا اننا بالليل.
ورد وقد اتسعت حدقتا عينيها:إنت بتتحول؟!!
يوسف عاقداً حاجبيه:سامعه ولا لا؟!!!
ورد بنبرآت عاليه بعض الشيء:حاضر..غصب عني وما أخدتش بالي..لازم تزعقلي يعني.
يوسف مُقرباً فمه من اذنيها:مش ملاحظـه أن صوتك بيعلي عليا!!!!
ورد وهي تضع يدها علي فمها:لاحظت لاحظت..سوري..بس إنت بتخوفني بتغييرك المُفاجيء دا..اكيد انا مقصدش والله.
يوسف بإبتسامه هادئه:طيب يلا ننام..علشان نعست.
رمقته ورد بجانب عينيها بينما قام هو بنزع سُترته في إرهاق..لتضع هي كلتا يديها علي عينيها في خجل ومن ثم رددت بنبرآت مُتعلثمه:إنت بتعمل ايه؟!
يوسف بضحك:ما بعرفش انام غير كدا..وبعدين ،تعالي هنا إنتِ هتتعبيني معاكِ ليه!!.
قام يوسف بجذبها إلي الفراش وسط سعادتها بقُربهما وغاصا في عالمهما الخـــاص....
--------
-بابا عنده حق يا مالك..نركز بقي علي شُغلنا.
أردف احمد بتلك الكلمات في ثبات وهو يُحادث مالك هاتفياً بينما تابع مالك بتفهم:تمام بكرا بإذن الله هروح اجيبهم وبعدها هجيلك علي الشركه.
احمد بإرهاق:تمام..انا هنام بقي.
مالك بهدوء:ماشي سلام
----------
-استأذنكم انا بقي..علشان الحق اجيب حياء والبنات.
أردف مالك بتلك الكلمات في حسم وهو ينهض عن الاريكه بينما تابعت هدي بتساؤل:يابني مش هتفطر!!!
مالك بهدوء:مش جعان والله يا دودو.
في تلك اللحظة ترجل يوسف خارج غرفته بصحبه زوجته التي ارتديت احد العباءات الخاصه بالسيده هاله وهنا تابع عُمر بمرح:جلبيه ماما هتاكل منك حته يا ورد.
مالك بضحك:دا إنتوا مشكله..انا ماشي لمراتي تخنقني.
يوسف مُلتفتاً له:بقولك ايه هات معاك لولو..علشان كلمت احمد وحجزلي في فندق علشان هعزمكم علي العشا تعويضاً عن الفرح.
مالك بإعجاب:تصدق فكره حلوه واهي تقضي معانا كام يوم.
يوسف بهدوء:استني وصلني في طريقك..هجيب شويه طلبات للمدام.
مالك بتفهم:يلا يا برنس.
ورد وهي تتشبث في يده:هتسيبني لوحدي..لااااا
يوسف بضحك:في ايه يا هبله..ساعه كدا وراجع.
إنطلق يوسف بصحبه مالك خارج البنايه بينما هتفت السيده هدي بها مُردده:ورد..تعالي.
انتفض جسدها اثر صوت السيده هدي ومن ثم اتجهت حيث المطبخ وهنا رددت هدي ببرود:انا رايحه السوق اجيب اكل..علشان احفادي هييجوا جعانين..إنتِ خلي بالك من اللحمه اللي علي الشوايه.
ومن ثم أكملت وهي ترفع نبرآت صوتها:بتعرفي تشوي ولا لا .
ورد بخضه ونبرآت أشبه للبكاء: بعرف..حاضر..هخلي بالي.
إتجهت السيده هدي خارج المنزل وتركت ورد في مصيبتها..فهي لا تعلم شيئاً عن امور الطبخ ولكنها خشت أن تُخبرها بذلك حتى لا تثير حنقها وهنا رددت ورد وهي تقضم اظافرها في حُزن:وانا هعرف ازاي انها استوت بقي!!
قطع شرودها مجيء عُمر الذي تابع بمرح:واقفه كدا ليه يا ورد!!
ورد بحُزن:ماما هدي قالتلي اشوي اللحمه دي..وانا الصراحه ما بعرفش.
عُمر بشرود:ولا انا كمان..طيب وهنعمل ايه؟!
ورد بنبرآت أشبه للبكاء:مش عارفه بقي.
مــر الوقت سريعاً..حيث وصل مالك إلي الاسكندريه مُجدداً وما أن دلف داخل المنزل حتي هرولت حياء ناحيته ومن ثم حضنته في إشتياق:وحشتننننننننني.
مالك حاضناً إياها بقوه:وإنتِ يا وردتي.
ورد وهي تبتعد عنه قليلاً:فين الشيكولاته بتاعتي؟!!!
مالك وهو يضرب غُره رأسه بكفه:اووووه..تصدقي نسيت.
حياء بصريخ طفولي:ماااالك.
هاله مُقاطعه بضحك:يابني اديها الشيكولاته لتاكلك إنت.
قامت حياء بالتقليب في جيوب سُترته لتجد ما قصدته بالفعل...
فرحت حياء بحجم قطعه الشيكولاته ومن ثم بدأت في إلتهامها وما زالت تحتضنه..مالك بضحك:سيبي رقبتي بقا عاوز اقعد.
حياء بإعتراض:تؤ..واحشني.
قام مالك بطبع قُبله حانيه علي جبينها ومن ثم جلسا سوياً إليه المقعد وهنا إلتفت مالك ناحيه تسنيم ثم ردد بهدوء:إتفضلي يا تسنيم..العلبه دي من احمد.. قالي اوصلهالك.
إبتسمت تسنيم في سعاده شديد ومن ثم شرعت في فتح العلبه وهي سعيده لأبعد مدي فهو لا ينسي ما تشتهيه هي فقد أخبرته برغبتها في تناول قطع الجاتو المُغطاه بقطع الفراوله وبرغم المسافه بينهما احضرها لها وبكُل حُب.
وهنا وجدته يتصل بها حيث نهضت مُتجهه إلي الغرفه وهي تُتابع:دا احمد..هكلمه وهحضر نفسي.
مالك بلهفه:امال فين البنات؟!!.
نظر مالك لزوجته ليجدها قد غطت في سُبات وهي بين أحضانه بينما تابعت هاله بهدوء:بيلعبوا مع اولاد الجيران.
مالك بإبتسامه هادئه:حياء إنتِ نمتي؟!!
هاله بتفهم:ودا لانها مش بتعرف تنام هنا..انا بكون حاسه بحركتها بالليل..شكلها مش متعوده تنام غير وهي في حُضنك.
مالك بحنو:دا البيت من غيرها..ما يتقعدش فيه..يلا يا لولو قومي البسي..علشان نلحق عشا بالليل.
----------
-اصوت والم الناس عليا؟!!..أيه اللي إنتِ عملتيه دا؟!
اردفت هدي بتلك الكلمات في غيظ  بينما تابعت ورد بنبرآت أشبه للبكاء:هي مش بتتعمل كدا؟!
هدي وهي تنظر إلي الاناء حيث تجد قطع اللحم المحروقه قد غاصت في المياه حتي اكسبتها لونها الاسود وهنا رددت وهي تضع رأسها بين كفيها:انا نفسي اعرف بس إنتِ عملتي ايه؟!!..اشرحيلي يا حبيبتي.. اشرحي.
ورد وهي تفرك كفيها بتوتر:انا سِبت اللحمه علي الشوايه وقعدت جنبها ،وعدي ساعتين و لقيتها لسه نيه زي ما هي.
هدي مُقاطعه بغيظ:قصدك سيبتيها لما اتحرقت..وبعدين يااختي؟!
ورد مُكمله ببلاهه:لما بقي لقيتها مش استوت ،قُلت اسلقها وهي تطيب علي طول..شغلت مخي وكدا.
هدي وهي تربط رأسها بإيشارب وهي تجلس القرفصاء:يا ريتك ما شغلتي مخك ياختاااااي..كان يوم اغبر يوم ما دخلتي بيتنا.
ورد بحُزن :استميحكِ عذراً ..بلاش تكلميني كدا..انا زي بنتك بردو.
هدي بعدم فهم:است.. ايه ياختي؟!!
ورد بثقه:استميحكِ عذراً.
عُمر مقاطعاً بضحك:ما خلاص يا ماما..إنتِ متعوده علي كدا..ما دي حياء التانيه.
هدي مُلتفته لابنها:خُد البت دي واخفي من وشي..إنتوا الإتنين.
"علي الجانب الاخر"
وصل يوسف امام البنايه وقبل أن يدلف للداخل..قام بإجراء إتصالاً هاماً:ازيك يا حمدي بيه؟!
حمدي بتساؤل:مين؟!
يوسف مُكملاً:انا يوسف عبد السلام.
حمدي بتتابع:أهلاً ازيك يا يوسف..وورد اخبارها ايه؟!
يوسف بثبات:ما هوانا بكلمك علشانها.
حمدي بقلق:ورد جرالها حاجه؟!!
يوسف بإبتسامه ساخره:إنت هتخاف علي ورد وهي مع جوزها..اتطمن..انا بس كُنت بتصل اعزمك علي حفله غدا النهارده..تعويضاً عن الفرح واتمني تشرفنا لأنك واحشها.
حمدي بلهفه:وهي كمان وحشاني..علي ميعادنا.
انهي يوسف إتصاله ثم دلف داخل المنزل مُحملاً بكثير من البضائع وما أن رأته هي حتي ارتمت بين أحضانه بينما تابع هو بقلق:مالك يا ورد؟!!
ورد بتلعثم:انا زعلت ماما هدي؟!!
هدي بغيظ:لا معملتش حاجه حرقت الاكل بس.
يوسف بضحك:اكل ايه بس يا ماما..ما قولنا هناكل برا.
يوسف مُلتفتاً لزوجته:يلا تعالي ..علشان اوريكِ اللبس اللي جبتهولك...
دلف يوسف بصحبه زوجته داخل الغرفه وبعدها أفرغ مُحتويات الأكياس وما أن رأت ورد ذاك الفستان الذي أحضره لها لعشاء اليوم حتي تابعت وهي تحتضنه بسعاده...
-حلو اوي يا يوسف الفستان دا...ربنا يخليك ليا.
يوسف بهُيام:ويحفظك ليا يا قرنفلتي.
ورد وهي تلوي شفتيها:قرنفل؟!
يوسف بضحك:هو إنت مش اسمك ورد..انا بقي عاجبني في بستان الورد دا القرنفل.
ورد وهي تُضيق عينيها مُعترضه علي كلامه بغيظ بينما تابع هو بنبرآت خبيثه:الفستان بس اللي عجبك؟!!!!
---------
"حل الليل سريعاً"
غـادر الجميع إلي الفندق حيث رتب احمد لتصاميم المكان والإضاءة الخاصه به وما أن التف الجميع حول مائده الطعام حتي تابعت هاله بهدوء:هروح التواليت وراجعه حالاً.
حياء بسعاده:المكان جميل اوي يا يوسف.
تسنيم بثقه وهي تنظر لزوجها:دا ذوق جوزي طبعاً.
احمد بمُزاح وهو يُقبل كف زوجته:أحبك يا قصير.
أطلق الجميع ضحكات مرحه علي حديث احمد بينما حضر حمدي الي المكان لتهرول ورد إليه ثم تحتضنه في سعاده:جدو وحشتني..ليه ما قولتليش انك جاي.
حمدي بهدوء وهو يصطحبها الي الطاوله:العزومه جت متأخرة شويه.
يوسف بهدوء:منورنا يا حمدي باشا.
مالك مُكملاً:هنبدأ العشا بس لما ضيفتنا تيجي
وهنـا عادت السيده هاله مُجدداً وما أن وصلت الي الطاوله حتي تابعت بإبتسامه هادئه وهي تنظُر بإتجاه حمدي:انا جيت..اتأخرت عليكم؟!
حمدي وهو ينظر لها بصدمه وبنبرآت خافته ردد...
-هاله..!!!!!!!
يتبع
#علياء_شعبان

ابن قلبي 2حيث تعيش القصص. اكتشف الآن