التشابتّر الخامس

2K 146 70
                                    








نشّفت يداي المُبلله بالمِنشفه وألقيتها فوق سريري مُتوجّهه الى خزانتي

اخرجت عُلبه مُغلفه وأنا أزفُر بتقطّع وأتلفّت يُمنه وشِمال , حملتها ووضعتها فوق الطاوله بينما تتسلل يدي لها

لا أعلم مالمفاجأه التي ستكون داخِلها ولكني لا أظنّ خيراً أبداً .. ما إن سحبتُ الشريطه الحمراء وسط اضطراب أنفاسي حتى ارتعشت خوفاً من صليل الجرس المُفاجئ.

اعدتُها لمكانها واغلقت الخزانه بإحكام وانا اتجه للأسفل مُحاولةً ضبط نفسي اللّاهث ، فتحتُ الباب لتُقابلني زوج عيناها الرماديّه التي قالت بإبتسامه وديّه " أهلاً مسز جوانا "

ابتسمت نِصف ابتسامه مُصطنعه قائله " أهلاً مادلين ، تفضّلي " لتقول وانا أشكر الربّ " لا شكراً ، انا فقط اردت ان اخبرك اننا سنُقيم غداً حفله صغيره بالحي وأتمنى قُدومكم "

أومأت وانا لا أزال ابتسم ، و هيَ لازالت تقف امام الباب بغرابه لذا أسرعت بإغلاقه ولم يغِب عني ابتسامتها التي اختفت ليحلّ محلها نظره خبيثه

توقفت خلف الباب المُغلق وانا اشعر بدقات قلبي الغير مُنتظمه ، هرولت للأعلى حيثُ غرفة لوي لأنها الوحيده التي تطلّ على منزل ڤاكروا

أبعدت السِتار قليلاً وشاهدت مادلين تسيرُ ببطء الى ان دخلت منزلها بهُدوء ، جلست على الأرضيّه وصدري يرتفع ويهبِط مُغمضتاً عيناي بتعب

لا أعلم كيف توصّلوا لمكاني أو من ساعدهم على ذلك ، كُل ما أعرفه هو أنهم سيؤذون لوي.



-



" هل أعجبتك المنطِقه؟ " سألت هاري الجالِس بجانبي وهو يقوم بإدخال رقائق البطاطس بفمه " هيَ هادئه ومُريحه للأعصاب ، أنا أفضّلها "

أومأت مُرتشفاً من عصيري وأجول بعيناي بالأشجار الساكِنه " هل تُحب الجلوس وحدك دائماً؟ " قال بهُدوء وهو يتأمّل السيارات الخاطِفه من الشارع المُجاور , لاُجيب " نعم "

التفت لي " لمـا؟ " ابتلعت العصير مُجيباً ببرود " رُبما لأن لا أحد يرغب بالجلوس معي؟ " قهقه بخِفه جاعلني أنظُر له بحاجِب مرفوع " مالمضحك؟ "

" لا شيء ، فقط أتسائل لما لا؟ " أردف وهو يُعاود النظر لي , لأتنهد قائلاً " أنت تسأل كثيراً ولكن ان اردت معرفة ذلك صاحِبني ليومٍ واحد وصدّقني انتَ ستبصُق علي وترحل "

اتسعت عيناه بخِفه " مالذي تفعله بحقّ الجحيم؟ " استنشقتُ الهواء لرئتي قائلاً وانا أغمض عيناي " أنا مُجرد رجلٌ فظّ وقح ، بلا مشاعر " شعرتُ بعيناه التي تكادُ تخترقني رغم اني أغلق عيناي

فتحتها ونظرت له مُباشره ليصرِف انظاره عني بتوتر ، لا أعلم لما أشعر بعدم الأريحيّه معه ، لا أمان معه نهائياً.

حُب بين الشياطين | Larry Stylinson حيث تعيش القصص. اكتشف الآن