استيقظت فزِع إثر كابوس غريب .. كنتُ بغرفه مُظلمه أبدوا كمن يقِف خلفَ الكواليس ، أراقب ذلك الرجل الذي يمشي جيئه وذهاباً يمشط الغُرفه لا أرى ملامحه جيداً .. كان يبدوا عليه التوتر أو رُبما الغضب
فُتح الباب فجأه لتدخل أمي المُقيّده وهي تنتحب ، كان ضوء القمر الآتي من النافذه يُضيء وجهها المُرتعب حيثُ جثت على الأرض امام قدماه التي توقفّت عن الحركه أخيراً ليدفع بقدمه كتفها وتسقط للخلف ، كنت احاول التحرّك أود ضربه أود فعل شيء ولكن كل ماأجيده هُنا هو تحريك عيناي فقط.
انحنى لها ومسك بأنامله فكّها وهو يتحدّث بصوتٍ خافت لا استطيع سماعه ، كنت أراقب رجفة شفتاها وحِدقة عيناها المُرتكزه لخاصّته .. ثُم فجاه التفتت ناحِيتي .. لستُ متيقناً من انها تنظر لي ولكنها بالفعل كانت تُحدق بعيناي ، كان رأس الرجل يستدير ببطء شديد للجهه التي أحدق به , ثُم فجأه سمعت همسه! أعني كلمه قالها قبل ان يجري لي بسُرعه جاعلني أشهق وأستيقظت للواقع..
ولكن ماذا كانت؟! اللعنه لقد نسيت!
نظرتُ لساعة الحائط بغُرفتي والتي كانت تُشير لثانيه ظُهراً
باعدت ذراعاي لتُفرقع طارداً النوم الذي يعتريني بعيداً ، اتجهت للحمام اغتسلت ومن ثُم ذهبت لخزانتي أخرجت منها بِنطالاً ضيق أسود و تيشيرت أسود اللّون ايضاً يعتليه مِعطف رماديّ ذو ياقه مُرتفعه للأعلى.
ألقيتُ به فوق سريري وراحت عيناي خِلسه تتأمّل ذلك القُفل في أعلى الرفّ ، التقطته وابتسمت لا شعورياً قبل أن أقول بهمس " أنتم أقرب مني إليّ ، أنتم هُنا دائماً " وانا أُشير لأيسري.
أعدته مكانه ونزلت للأسفل حيثُ التقيت بوالدتي التي كانت تنتظرني على طاولة الطعام لأجلس بجانبها بهُدوء .. " كيف سارَ يومك بالأمس بُني؟ " سألت. " لا شيء جديد ، كما العاده " تراجعت عن اخبارها بكُل ماكان يحمله الأمس من مُفاجآة ، لسببٍ لا أعرفه ، انا فقط شعرت بأن ليس عليّ اخبارها بكُل شيء! هي تخفي عني الكثير فلا بأس بما أخفيته أنا.
" عائلة كاڤروا سيقيمون حفله صغيره اليوم بمُناسبة انتقالهم " أردفت وهي تمضغ الطعام لأجيبها ببرود " أعلم " لتضع المِلعقه على الصحن وتسألني " كيف علمت؟ "
أطلقت تنهيده عميقه قبل ان اجيب وانا التقط العصير " أخبرني هاري " شعرتُ بنظراتها المُرتبكه وحاجباها المعقودان لتجعل من عروقي تبرز وأشدّ على الكوب بقوه .. انا بالفعلت سئمت من كُل شيء هُنا من كُل شيء يدور حولي لا أعلم به ، أبدوا كالبهيمه التي تأكل فقط دون ان تفهم بأن ما تأكله ليس عُشباً رُبما طحالب مُتعفنه ستجعلها تموت ببُطء.
أنت تقرأ
حُب بين الشياطين | Larry Stylinson
Mystery / Thrillerالعالم ليس كوالِدتك تغضب وتصرخ في وجهها في النّهار ، وفي نهاية اليوم تُناديك للعشاء .. العالم سيجعلكَ تموت جوعاً. " حينما تُرغمك الحياة على الركوع لها .. خلفك شيطان رجيم سيجعل عاليها سافلها ! "