حُب بين الشياطين | Larry Stylinson

التشابتّر التاسع

#Playback: Alan Walker-Alone.

أخذتُ أسير عائداً للمنزِل على مِهل غارقاً في أفكاري , هاري بالفِعل دافِع عني للتّو لسبب غائبٌ عن ذِهني تماماً , أنا أجهل حتى لما قامَ بكُل هذا من أجلي ..أيضاً اليوم , ولا أعلم لما اليوم بالذّات عاد ذاك المُلاحِق المُريب المُتَلَصصّ الذي يستمِر بمُلاحقتي الى أن أدلُف داخل المنزل .. ولكِنه رحل بالفِعل منذُ أن حاولت أن أغيّر مساري المُعتاد

هذا غريب جداً وغير منطقي , أعني .. منذُ متى كُنت منطِقياً على كُل حال؟

سَرت قشعريره بكامِل جسدي حين وجدتُه أمامي بلا ملامِح أو تعابير على وجهِه " لقد أخبرتني والدتُك أن أبحثُ عنك , أينَ كُنت؟ " نَطق بصوتِه العميق الأجَش . وذكّرني ذلكّ بشيءٍ ما ولكن لا أدري ماهو بالضّبط , وكأن هذه الصّوره والوقفَه قد مرّت عليّ يوماً .

نضّفت حُنجرتي مُردفاً " في الجِوار , ومالذي كُنت تفعلُه أنت في المتجر الذي يقبُع في الضِفّه الشماليّه؟ " قُلت بالأخير دون أن أشعُر لأجعّد أنفي وألعَن نفسي في قرارتِها على غبائها.

قطَب جبينه ولم يفُتني إنزِعاجه البادي الذي أزاحَه فوراً ليُعقِب مُجيباً بهدوء " وماذا تعتقد من شَخص قد يفعلُه في متجَر للموادّ الغِذائيه؟ يَلعب مع أحدهُم مثلاً؟ " حدّقت به مُطولاً في مُحاوله فاشِله لإستيعَاب مايقصِده بكلِماتِه المُحيّره التي يختارُها بعِنايَه رُبما . .

رفعتُ حاجباً بتَشتت " أنا لا أفهم ماتنعيه حقيقةً , أنتَ تبدوا كشخص غامِض مُتحفّظ أليسَ كذلك؟ " وضعت يداي حول خِصري بقِلّة حيله مُنتظراً اجابتِه التي كانت أقلّ من المتوقّع " وهل أبدوا كذلك؟ " ثُم سار بعدها عائداً الى حيثُ أتى

ازدردتُ لُعابي بشيءٍ من التوتر قبل أن أهتِف به " لا تذهب , أعني هُناك شيء أرغبُ بقولِه " توقفّ هنيّه ثُم التفتت ناحِيتي بتعابير مُريحه أومأ بعدِها مُشيراً لي لأتحدّث

نظرتُ لأصابعي التي انشغلتُ بها ثُم عاودت النظر إليه مُتردداً .. استنشقتُ الهواء لرئتيّ وأردفت بصوتٍ ينخفِض مع كُل كلِمه " ألن .. تُخبرني سببُ تقبيلك , ثُم قولُك أني في خطَر؟ "

كادَ أن يخترِق عيناي من شِدة تحديقه العمِيق قبل أن يلتفت كُلياً باتجاهي لكنه لا يزالُ يبعُد عني بِضعة أقدام .. ليقول فجأه " هل تعرِف من أنت؟ "

نظرتُ له بِضياع ها أنذا واللّعنه لا أفهمُ شيئاً ممّا يقوله هل هو غارقٌ بالألغاز بشكل مُبالغ به أم أني وحدي الأبلَه هُنا , ولكني أرى في هذا الوقت أن كِلاهُما صحيح.

توجّهت يدي لمُؤخرة رأسي وقُمت بحكّها مُعلناً أني , " لم أفهم شيئاً , ومُجدداً .. "