التشابتّر الثامن

1.6K 126 150
                                    

Comment + Vote

Enjoy 💚




ها أنا ذا أقترب من المنزل ، جسدي يؤلم بشدّه معدتي الخاويه تنقضُّ على أحشائي و رأسي ينبض ويُشعرني بالدوار ، احتظنت نفسي على أمل أن أشعر بالدفئ قليلاً فقد تجمدت أطرافي

أرغب بلقاءٍ مع الرب لأسأله باكياً .. ماذا فعلت من سوء بحياتي لأجازي بمثل هذا العجز النفسي والتعب الجسدي؟ أنا مُجرد كسيح فقير مُتقشّف يعمل مع مجانين صابراً ويملئ هذا العقل تُراهات ويصمت من أجل لُقمة عيشه!

واللعنه أنا لا أستحق! الكاذبين والُمرتشين والمُقامرين والسارقين .. ينعمون بحياتٍ أفضل مني بينما أنا أُرفس على الأرض وانزف وأتحطم ولا أجد جِزيه لصبري.

أشعر أن ناراً اشتعلت بين أضلعي وسئمَت من كل شيء ، لدرجة أني بوسعي قتل أي بشريّ أمامي دون رحمه ..

هاهو ذا ... المُختل هاري يقف أمام منزله بتعجرف ، سِرت على مقربه منه ودون وعي غير مُستجيباً لانذارات جسدي توقفت والتفت له ..

نظر لي بلا تعابير بينما يديه بجيب مِعطفه الطويل وتِلك القُبعه الدائريه قديمة الطراز تُحيط برأسه ، تقدمت له وقُلت بوقاحه رغم رجفة شفتي من البرد " هل ستُوضح لي وجودك في غرفتي ياهذا؟ "

كان يُحدق بعيناي دون رمش مُلزماً بالصمت وهذا ما أغاضني " ألن تُجيب ايها اللعين؟! " قُلت بين صرير أسناني وأنا أقترب من وجهه ، سمعت صوت خشخشة أقدام على الثلج قادمه من خلفي

ومن دون سابق أنذار ولم يعطيني وهله حتى لأعي مافعله ، قبض هاري على ذراعاي ودفعني على جدار منزله الذي كان على يمينه بقوه .. وببساطه وضع شفاه على شفتيّ.

كُنت مصدوماً ومتجمداً .. تناهى الى سمعي صوت ليس بغريب هامساً بتردد " لويس؟ لا لا ليس هو " أنه الجار ديڤيد .. قلبي ينبض بشده من هول ما أنا عليه الآن ، عُدت لوعيي فدفعته بكُل ما أملك ولقّيته لكمه على فكه جعلته يسقط ارضاً

أنا آسف ولكنه اسوأ وقت ليلعب هاري معي ، أنا أشيطُ غضباً الآن ورُبما أقوم بقطع رأسه براحة يدي .. " من تظُن نفسك لتفعل ذلك ها؟! هل تُريد ان تُلقن درساً؟ لقد اكتفيت بكُل افعالك حقاً ايها اللعين! " بصقتُ عليه الحديث بصوتٍ حاد وأنا اقترب منه

لازال يُحدق بعيناي مما جعلني أشعُر بالغرابه ، استقام بينما يمسح بكف يده الدم الذي على طرف شفّته ، وانحنى ليلتقط قُبعته ببرود ويضعها فوق رأسه

عندها مرّ بجانبي كلفحِ الهواء هامساً بصوتٍ جعلني أقشعر " أنتَ في خطر الآن "

حُب بين الشياطين | Larry Stylinson حيث تعيش القصص. اكتشف الآن