التشابتّر الثالث عشر

1.6K 109 117
                                    







كان هذا كُله أقبح من اللازِم , أبشع من اللازم , أكثر واقِعيه ممّا يجب ..

الحفيف الصادِر من تحرُك الأشجار وخشخشتِها ببعض هو سيد المكان , كُنت أحدق بعيناه في مُحاوله فاشله لأجد جواباً مُختلف .. جواباً أقل وقعاً من تِلك الأحرف الثلاث.

" أنتَ مجنون! " كُل ماخرج من بين شفتاي المُرتجفه من البرد بإستنكَار , ويبدوا أنه أدرك ماتفوّه به لتتغير نَظرته ويفتح فاهه ببُطء للحديث

نظرة خيبه اعتلتّ عيناي لا أعرف مالجدير بي فِعله أنا تائهٌ الآن أين المفرّ؟

أنا لا أعرف هاري الا منذُ اسبوع تقريباً أو رُبما أقل لكن لا أدري لما أشعر بتهشّم قلبي ولسع طفيف ينسابُ على صدري!

وكأن قلبي يعرُفه , قبل أن أعرفه أنا.

تقدّم ناحيتي مُسترسلاً بقلة حيله " لوي عليك أن تستمع لي! .. " عُدت للخلف مُبتعداً عنه بحاجبان معقُودان وعينان غاضِبه .. استمرّ بالتقرّب قائلاً " يجب أن تعرف كُل شيء "

هبت رياح بارده هزّت أغصان الشجر لكنها لم تستطع إخماد الحُرقه التي تشتعل بدواخلي , نطقت بخُفوت وخيبه " ماذا كُنت أظن حين وثقت بك وخطوتُ معك لأبعد الأماكن كالأبله؟! "

كُنت أراقب تحرّكات عيناه المُستميته وكل ماوجدته هي نظره مِثل خاصّتي , هه هُو خائبٌ من نفسه أيضاً ولما لا يفعل !

قُلت بتوبيخ , لذاتي " ويحي , فأنتَ لا تزال شيطاناً "
شهقت حين أنقضّ علي ليلتصِق بي وارتطِم بالشجره التي اخترقت ظهري , نظره غاضِبه استقرتّ بخضراويّتيه كانت أنوفُنا تُلامس بعضها , انفاسي احتدمت بأنفاسه الأشدّ حراره لأشعُر باصتدامِها فوق وجنتيّ.

يداه تُمسك بذارعي بشدّه , عيناي تسابقت لتُراقب رقصَات حِدقة عينه التي تهتزّ وجُفنه الثابتّ دون رمش , خرست لشدة هذا القُرب واختفت جميع الأحرف التي بقامُوسي , نظرته لم تتغير انما ظلّت تخترق خاصّتي بشِبه عِتاب.

ليُباغتني صوته العميق الذي خرج من شفتيه القريبه بلَومّ " أنا لستُ وحشاً لوي , لستُ بتلك البشاعه لتنظُر لي بتلك النظره! " ابتلعت لُعابي ولازلِت أحدق به بجُمود أقرا تفاصيل تعابيره.

" هو من يفعل ذلك! هو من يجعلني سفاحاً متى ماشاء , أنا لستُ حُرّ .. بل مُقيّد بروحٍ تحتقِن وترغبُ بالإنتقام! " قال وقد اجتاحت عيناه نظره حزينه مقهُوره إعتصرتّ قلبي , لم أفهمّ مايعنيه أنا حاولت فقط أن أجد تفسيراً بداخل مُقلتيه والتي أبت أن تنظُر لي أيضاً

حينَ ابتعد عني وخطى بعيداً قبل أن يتوقف مُسديني ظهره ويُردف بيأس " أنا لست كما تظن .. " ثُم أكمل خُطاه الى ان اختفى عن ناظريّ تماماً.

لم أشعُر بنفسي سِوا أني أقف الآن أمام عُتبة منزلي بلا تعابير وبلا مشاعر , لا احساس بالحياة البتّه .. أدخل المفتاح بالقُفل ثُم أترجل للداخل لتُقابلني عينا أمي التي قفزت ناحِيتي بقلق هاتِفه " لوي؟ هل أنتَ بخير؟ لم أرك منذُ الصباح هل كُنت مع الجارّ هاري؟! "

حُب بين الشياطين | Larry Stylinson حيث تعيش القصص. اكتشف الآن