🌹 الفصل الثاني 🌹
أحضر له الحليب و ارضعه اياه ، عندما انتها وضعه على السرير فنام الرضيع نام كأنه عند أمه ، لربما لأنه أحس بالأمان في ذلك الكوخ المتواضع ، نام بهناء ربما لأنه لا يدرك معنى ان يتخلى عنك أهلك و تصبح يتيما او بمعنى آخر في مجتمعنا " لقيطا " . كلمة تطلق على طفل لا ذنب له .
قرر العجوز ان يأخذه إلى دار الايتام في الصباح لأنه لا يملك الإمكانيات لتربية طفل صغير فهو كبير و لا صحة له لذلك ، و فقير لا يستطيع أن يوفر له حاجياته لذلك و بعد صراع طويل مع نفسه قرر ان يضعه في دار للايتام .
- سامحني صغيري كنت أود أن أبقيك معي هنا لكن ظروفي لا تسمح بذلك ، لا استطيع ان اهتم بك ، أنظر انا عجوز خرف ، ستكون بخير هناك ستحضى برعاية خاصة ، ستجد أصدقاء و ستكبر معهم سيهتمون بك لا تقلق عزيزي .
أشرقت شمس يوم جديد ، يوم يحمل معه طريق جديد لكل شخص ، محملا معه فرحا للبعض و حزنا للبعض الاخر ، ترى ماذا يحمل لهذا الطفل الصغير و ماذا يخبئ له مستقبله .
جهزه العجوز و أخذه و ذهب إلى المدينة ليضعه في الميتم ، استقل الحافلة و انطلق .
أخذه كما وجده أمام منزله بملابسه و أغراضه التي كانت معه و التي هي عبارة عن صندوق صغير به سوار محفور عليه "ريان" و رسالة كتب فيها " آسفة صغيري سامحني لأني تخليت عنك لكن هذا لمصلحتك ، امك التي تحبك كثيرا . أرجوكم اعتنوا جيدا به ، اسمه ريان . " كان هذا مضمون الرسالة التي كانت بالصندوق .
وصلت الحافلة إلى المحطة نزل و سأل عن ميتم ، دله أحدهم عليه ، أخد الطفل و اتجه إلى الميتم .
وصل و تم استقباله ، سألوه عن الطفل فروى لهم كيف وجده و أنه لا يستطيع الاعتناء به لهذا احضره إلى هنا ، اكمل الإجراءات و تم وضع الطفل في الميتم .
من هنا سيبدأ طريق جديد ، بداية مشوار ، مشوار طفل مجهول النسب في مجتمع لا يرحم و لا يتقبل هذه الفئة من الأطفال ، ترى ما ذنبهم غير أنهم ولدوا في وسط ظروف لا ترحم ، وسط عائلات لا تقدر نعمة الله و لا تحمده عليها ، الاطفال هدية من الله ربما هي هدية للإنسان الخطأ .
هناك من يتشوق لسماع صوت الأطفال يملأ منزله و هناك من يتخلى عن طفله ببساطة ، إما لعدم قدرته على تربية طفل او خوفا من الفضيحة ، بكل بساطة هناك طريقة أفضل لتجنب هذا الظلم بحق هذه البراءة ، الافظل عدم انجابهم إن كنتم لا تستطيعون حمايتهم من هذا المجتمع و رعايتهم في ظل الحنان العائلي و توفير الجو المناسب فلا تنجبوهم لترموا بهم في الطرقات و الشوارع الباردة و الخالية ، و كم كثرت في وقتنا هذا ظاهرة رمي الاطفال في الشوارع ، فمنهم من يعثر عليه حي و منهم من يكون ميت و منهم من والدته تقتله و ترمي به أليس هذا حرام اين هو حنانك ايتها الأم و أين هو عطفك على فلذة كبدك .
يا ترى ماذا يخبئ المستقبل المجهول للطفل ريان هل هو مستقبل مشرق و ناجح أم مظلم ، هل سينتهي به المطاف في طريق السوء كغيره من اليتامى .
ودعه العجوز و عيناه إغرورقت بالدموع ، دموع وداع و فراق ، كأنه يودع قطعة منه ، دموع شفقة عليه و حسرة على حياته التي تنتضره ، بقي ينظر إليه طويلا و يتمعن وجهه الصافي ، إنحنى عليه و قبله على راسه ، قبلة وداع و قبلة دعاء و رضى ، كانت تحمل مشاعر لا يمكن وصفها بالكلام فعلا الوداع صعب .
- وداعا أيها الصغير ، سوف أفتقدك كثيرا ، اتمنى ان يكون مستقبلك زاهرا و جميلا كوجهك الجميل ، اتمنى لك النجاح في حياتك فليحمك الله من كل سوء يا عزيزي و ينير لك حياتك ، وداعا صغيري .
كانت تلك الكلمات هي الكلام الاخير بين العجوز و ريان ، كلمات لم يفهمها ريان لكنه ينظر إليه بابتسامة عريضة ، بنظرة شكر و امتنان ، النظرة الاخيرة التي لن تنسى و ستبقى محفورة في الذاكرة .
----------------------------------------------------------------
انتهى الفصل الثاني ، اتمنى ان ينال اعجابكم
و انا اتشوق لسماع آرائكم و انتقاداتكم و رأيكم في أسلوب الكتابة 💐💐💐
أنت تقرأ
نجاح يتيم
Genç Kurguروايتي الاولى بعنوان نجاح يتيم اتمنى ان تنال اعجابكم و يشرفني أن ارى آرائكم و انتقاداتكم ستكون عبارة عن فصول كل مرة سأقوم بتنزيل فصل بقلمي زكية هي عبارة عن طريق يسلكه يتيم في الحياة و يتلقى عقبات و صعوبات فكيف سيتصدى لها ؟ و كيف سينجح ؟ __________...