The Second Heir |H.S| الوريث الثاني

chapter 25

بقيت طوال اليوم في العمل أفكر بما يحصل معي،حياتي أصبحت معقدة مؤخرا و درامية إلى حد لا يحتمل..من جهة والدي الذي لم أتصور يوما أنني سأقابل شخص بحقده و أنانيته..و من جهة أخرى أخي زين الذي اكتشفت قبل يومين فقط أنه ليس أخي الحقيقي..

لقد حدث ذلك في فترة قصيرة....قصيرة جدا لدرجة أن عقلي إلى الآن يرفض استيعابها.
لم ألاحظ الدموع التي تسيل على وجنتاي،أخرجني من أفكاري صوت لوي القلق..
"بيل..هل أنت على مايرام؟؟'
نظرت إليه و قد أدركت للتو أنني مازلت في العمل،كان هوي و كارولين يحدقان بي بخوف و قلق.
"نع..نعم،أنا فقط سأ---ذهب إلى الحمام"تلعثمت بينما أمسح دموعي بظاهر كف يدي بقوة و أخرج مسرعة باتجاه الحمام لأغسل وجهي بالماء البارد لأخفي آثار البكاء.
نظرت إلى ساعة يدي فوجدت أن الدوام قد انتهى،خرجت من الحمام باتجاه غرفتي لأجد هاري يتحدث مع لوي بنهاية الرواق..أتمنى أن لا يخبره بما حدث منذ قليل،..
تسللت إلى مكتبي بهدوء كي لا أشد انتباه أي منهم، جمعت أغراضي في حقيبتي و خرجت مسرعة باتجاه الباب الرئيسي للشركة..أوقفني صوت هاري يناديني..يا الهي،لقد رآني.
"هاري"التفت ببطئ محاولة أن أكون على طبيعتي قدر المستطاع.
"لقد انتظرتك بجانب المكتب" قال بابتسامة صغيرة بينما أنا أتأمل مدى فوضوية هذا الفتى، شعره المبعثر و قميصه الذي قد قام بفتح أول زرين منه،،، هل أخبرتكم كم أريد و بشدة تعديل ربطة عنقه المتدلية من تحت ياقة قميصه...
"آسفة، لم أكن أعلم" كذبت بينما أعبث بخصلات شعري الأمامية متفادية النظر في عينيه.
"لا عليك..هيا إلى السيارة" وضع يده أسفل ظهري يأخذني باتجاه سيارته.
أبعدت يده عن ظهري و التفت لأقابله.."اممم،لا..لقد أزعجتك..كثيرا..سوف أذهب..مع كارولين" أخبرته بتوتر و أنا أحاول ألا أتلعثم قدر الإمكان فقد كان قريبا مني لدرجة تجعلني غير قادرة على التقاط أنفاسي حتى!

"بيلي،بيلي" همس و هو يحاول إسكاتي بينما يضع يديه على جانبي كتفي مقتربا مني أكثر ليجبرني على النظر إلى عينيه التي كانت قريبة جدا من خاصتي لتبدو خاطفة للأنفاس...لن أستبعد أن يغشى علي في هذه اللحظة..

"هل لك أن تتوقفي عن إزعاجي..و تذهبي للسيارة دون عناد" أخبرني بلكنته البطيئة المثالية و هو يرفع إحدى حاجبيه لي و يمرر أصابعه بين خصلات شعره ليعيده إلى الخلف..
لم أستطع منع الابتسامة من الظهور على وجهي، الهي كيف له أن يغير مزاجي بأقل من ثانية واحدة؟؟
صعدت إلى سيارته و انطلقنا بعد أن وضع هاري موسيقى هادئة تلائم الأجواء في الخارج،أسندت رأسي على النافذة أتأمل قطرات المطر التي بدأت بالهطول منذ قليل..

"لقد أحضر السائق سيارتك و ركنها بجانب منزلي" قطع هاري الصمت..
"حقا!..شكرا لك" ابتسمت له ابتسامة صغيرة مقارنة بخاصته..
"اممم، ألن تخبريني لماذا كنت تبكين منذ قليل" همس بتردد
سوف أقتل لوي أقسم!.

"لا..شيء...فقط...أعني...لقد تذكرت شيء من الماضي...لا أكثر" حاولت اختلاق عذر ملائم.. أعلم أنه لم يقتنع بحديثي لكنه اكتفى بالإيماء لي...