عدت إلي البيت علي الساعة الرابعة عصرا ً بعد مقابلة حلمي مراد...
عندما صعدت إلي البيت كان كل ما يشغل تفكيري هو إقتراح حلمي الذي طرحه علي في المقابلة صباح اليوم... فأنا أعمل في تلك الشركة منذ سبع سنوات لم تخطر على بالي فكرة كهذه علي الاطلاق...
فتحت باب الشقه...
عند دخولي رأيت تليفون الأرضي يضيء...فهمت أنه يوجد من إتصل بي ولكني لم اكترث كثيراً ثم ذهبت لتحضير وجبة خفيفة...
في الأونة الأخيرة أصبحت طاهياً محترفاً بسبب إصراري علي تعلم الطهي عن طريق مشاهده برامج الطهي علي التلفزيون مثل:مثل برنامج "من كل بلد أكلة" الذي يقدمه الإعلامي "شريف مدكور"وأيضاً شراء كتب التي يمكن أن تساعدني في تعلم الطهي بشكل دقيق...
بعد انتهاءي من الأكل قررت فتح حاسوبي البحث عن موردين لخامات collection الأحذية والصنادل ...
بعد مقابلة حلمي مراد كنت قد كلفت مريم بإعطاءي قاءمة بأسماء:موردين الخامات والقوالب والاكسسوارات التي يمكننا التعاقد معهم..
واقترحت عليِ العديد من الموردين الأجانب والمصريين ولذلك كان يجب عليِ البحث عن أسماء تلك الشركات والتأكد من جودة الخامات..
تذكرت ملفاً مهماً كنت قد وضعته في رف من رفوف مكتبة غرفتي....
أخذت افتش عنه حتي وجدت عدة ملفات أخرهم الملف الذي كنت أبحث عنه ...
عندما مددت يدي لأخذه وقعت كل الملفات من فوقه...
ظهرت ورقة مطوية علي السجادة...لم أستطع منع فضولي من فتح هذه الورقة فقمت بفتحها بالفعل...
وجدت أنها قسيمة زواجي بسهير كانت بتاريخ ١٦/٧/١٩٩٣... أخذ ينظر في الصورة بغضب...كم انخدع بوجهها الملائكي هذا...
يعلم أنها كانت تعشقه وتتمني له السعادة دائما ً...ولكنه يعلم أيضا ً أن زواجهما كان بالنسبة له تضحية كبيرة لأجل أسرته التي كانت تعاني آن ذاك....
كان يضحي من أجل أسرته عندما تزوج منها...فهي كانت إبنة صاحب المصنع الذي يعمل فيه...
لا يعلم حتي اليوم لماذا فعلت كل هذا...
أكانت تحترق لأنه أحب نازلي وسوف يتزوجها...
أم كانت تريد الإنتقام منه لأنه لم يحبها أبدا ً...
لا يزال يتذكر أخر مرة قابل فيها نازلي كيف كانت حالتها...
في تلك الليلة كان اتياً للذهاب معها إلي السينما...وعندما دخل وسأل عنها والدتها ...رفضت أن تقابله ولكن بعدها وافقت ثم شرحت له كل شيء...أخبرته أن سهير أتت إليها وحكت لها عن زواجهما منذ سنوات... حكت لها أيضا ً كم كانت تحبه ومع ذلك تركها ورحل...
حاول أن يقدم لها تفسير لكل ما سمعت من سهير ولكنها لم تعطه فرصة...
قالت له أنه كذب عليها ولم يقل لها أنه كان متزوج من قبل...قالت له أيضا ً أن من يترك أحداً يحبه مرة...يمكن أن يفعلها مرة أخرى...
في كل مرة يتذكر فيها ما حدث في هذا اليوم يشعر أنه سيصاب بالجنون بسبب رفضها سماعه وعنادها الذي جعلها تسافر وتترك وراءها كل شيء...
يشعر بالندم لأنه لم يستطع إخبارها بكل شيء منذ بداية علاقتهم...ولكن لم يكن هذا سهلاً عليه...
لم يتوقع هذا التصرف من سهير فهو قد تركها منذ زمن وإنتهي الأمر...
********************************
أنت تقرأ
أقدار مكتوبة...
Short Storyإحنا ضحايا لقرارات خدناها في لحظة تسرع ....كل مادة بندفع ثمن اختياراتنا ...بنكتشف إننا كنا أضعف من إننا نواجه نفسنا .... ممكن نكون كنا مضطرين فقررنا إننا نمشي في الطريق ده مجبورين... أو إننا مكناش في وعينا!!