بدأت حياتها تسوء يوم عن يوم.... أصبحت تعاني من تأنيب الضمير تجاه زوجها الذي كان يحبها من كل قلبه...كان دائما ً صادق معها....جعلها صاحبة الشأن في كل شيء....جعلها تشعر بقوة التحكم ولذة السيطرة علي كل شيء....كان بالنسبة لها الرجل المثالي الذي تحلم به كل إمرأة....ولكن ليس هي!!....فقلبها لم يكن معه ....لم تُحبه يوماً ....رغم كل ما يفعله لإرضاءها...تُأمر فتطاع في الحال....جعلها الآمرة الناهية...
و مع ذلك لم تشعر تجاهه بأي مشاعر....هي كانت تؤمن أن الحب كالسراب يختفي كلما اقتربت منه !...فكمال الشيء يجعلك لا تصدق وجوده!..
ولكن تبدل الوضع تدريجيا ً... إذ بعد مرور عدة سنوات من زواجهما .... أصبحت الحياة بينهما شبه مستحيلة...انعدمت لغة الحديث بينهما إلا عندما يحدث خلافات ....
حلمي لم يعد حلمي الذي كانت تعرفه...
أصبح شخص أخر...
********************************
بدأت تلاحظ التغيير الذي حدث له و كانت تعلم أنها السبب أيضا ً.....
ذات يوم عندما كانا يتحدثان معاً فجأة و بدون سابق إنذار سألها:
_ ممكن أعرف إنتي اتجوزتيني ليه؟
سكتت بعض الوقت و أجابت بدهشة :
_ وايه الفتح السيرة دي دلوقتي هو حصل حاجة؟
ابتسم بسخرية و قال:
_ مش محتاج يحصل يا هانم ... إحنا بقالنا سنين مفيش بنا كلام ..غير في أضيق الحدود عُمرك ما حسستيني مرة واحدة إني جوزك...علي طول سرحانة و شاردة ولا بتتكلمي كإن مفيش حد معاكي في بيت واحد....عُمرك ما شاركتيني همومك و لا مشاكلك ... موفرلك كل حاجة ..مفيش حاجة نقصاكي في إيه بقي!!!!
أجابت بنفس الحدة:
_ إنت اتجوزتيني وإنت عارف ظروفي كويس عارف إني مضغوطة من ساعة موت ماما الله يرحمها...الزاد و غطى ابويا الاتجوز للمرة التالتة واحدة أد بنته......
نظر إليها بلامبالاه قائلا ً:
_ ده مش مبرر....إنني الاختارتي ده....كنتي عايزة تهريبي من كل حاجة زمان بحجة إن كرامتك فوق كل إعتبار.... أنا عارف إنك اتجوزتيني عشان تهربي من الماضي المحاوطك ....عشان تنسي عاصم يا نازلي.... أنا عارف إنك عُمرك ما نسيتيه ولا هتعرفي...و عارف كمان إن عُمرك ما حبيتيني...
توقعت ما قاله فهو ليس أحمق لتلك الدرجة.. فهي بالفعل لا تحبه و هذا واضح و ضوح الشمس .... لم يكن كذلك في البداية و لكنه أصبح واضحاً..
طوال تلك السنوات تحاول أن تتحمل نتيجة زواجها بحلمي الذي إعتبرته خطأً منها و تسرعاً....
_ واضح إن كل الهقولو مش هيغير موقفك ...
إيه الممكن يرضيك؟
_ الطلاق...مسبتليش حل تاني غيره للأسف ...طول السنين دي إستحملت عشان حابيتك بجد....لكن في مرة سألت نفسي سؤال مكنتش واخد بالي منه السنين دي كلها ....
"هي بتحبك ذي ما إنت بتحبها ولا ده وهم؟"
تعرفي لقيته وهم فعلاً.....
قالت بنبرة هادئة لحد البرود غير مبالية بنا قال:
_ أنا ناوية أرجع مصر ...بس هخلص كام حاجة في باريس و بعدين أسافر ...عارفة إنك رايح مصر الاسبوع الجاي عشان عندك شغل هناك...هستني منك ورقة الطلاق علي عنوان الشقة القديمة في عابدين....
نظر لها بحزن وألم ....
"ليه عملتي فيا كدة؟...
ليه قتلني الحب الجوايا؟
ليه كنتي بتخبي عليا إنك لسة بتحبيه"
نظرت له بأسف شديد ثم قالت:
_ أنا عارفة إني غلط معاك... معرفتش أسعدك رغم كل العملتو عشاني...بس دي حاجة مش بأيدي صدقني... أنا آسفة ....
قالتها بنبرة حزينة ثم أغلقت باب الغرفة وراءها.
*********************************
أنت تقرأ
أقدار مكتوبة...
Storie breviإحنا ضحايا لقرارات خدناها في لحظة تسرع ....كل مادة بندفع ثمن اختياراتنا ...بنكتشف إننا كنا أضعف من إننا نواجه نفسنا .... ممكن نكون كنا مضطرين فقررنا إننا نمشي في الطريق ده مجبورين... أو إننا مكناش في وعينا!!