خرج حلمي مراد من عند عاصم ثم ذهب إلي المصنع الذي تعمل فيه سهير...
ثم دخل وسأل عن مساعدتها..
سألته مساعدتها:
_ حضرتك مين؟ أنا محدش سايبلي خبر إن أستاذة سهير عندها معاد مع حد...
أجابها:
_ قوللها الأستاذ حلمي مراد عايزها في موضوع مهم جداً ميستناش...
قالت له:
_ حاضر يا فندم حديها خبر حالاً..
دخلت علي سهير في مكتبها ثم قالت لها:
_ في واحد برة بيقول إن إسمه الأستاذ حلمي مراد وعايز حضرتك في موضوع مهم...كانت سهير جالسة علي كرسي في مكتبها..
يبدو عليها التركيز الشديد فيما تفعل...كانت سيدة في الثلاثينات من عمرها...تملك شعر أسود طويل شديد النعومة،عيون سوداء،بشرة بيضاء ثلجية...
عندما سمعت ما قالته سكيرتيرتها.. أغلقت الأوراق ونظرت إليها بإستغراب وقالت:
_ غريبة أنا معرفش حد بالإسم ده...طب دخليه نشوف عايز إيه..
أدخلت حلمي إلي مكتب سهير...فقامت سهير بخلع النظارة وصافحت حلمي وبدأت الحوار قاءلة:
_ افندم حضرتك قلت إنك عايزني في حاجة مهمة أقدر أعرف إيه هي بسرعة عشان عندي شغل كتير....
جلس حلمي مراد وبدأ يتحدث رافعاً رأسه بثقة ثم قال:
_ سيتك عارفة عاصم سالم؟
ارتبكت ثم قالت:
_ آه عارفاه...بس يهمك في إيه إذا كنت أعرفه أو لا؟
قال:
_ يهمني...يهمني أوي كمان لأن في بيني وبينه حساب قديم...
مراتي...كانت بتحبه زمان وسابته عشان حد جالها وقالها إنه كان متجوز زمان ...والحد ده كان إنتي...نظرت له ثم قالت وهي تتذكر:
_ آه نازلي...دي حكايه قديمة أوي ... أنا ساعتها روحت أنبها وحكيتلها علي كل حاجة كانت بيني وبين عاصم زمان....
بس هو دلوقتي ميخوسنيش... أنا عارفة إنه ساعتها إتجوزني عشان مصلحتو طول عمره بيجري ورا مصلحتو...لعب بقلبي وبمشاعري ومهموش حبي لي... ميعرفش أد إيه اتحايلت علي أبويا عشان يقبل إننا نتجوز...كان رافض الموضوع تماماً....
قاطعها قاءلاً:
_ إنتي مين القالك إن والدك مكنش ليه مصلحة في الجوازة دي... أصل إسمحيلي يعني مفيش مدير مصنع يجوز بنته الوحيده لحتت عامل لا راح ولا جيه إلا لو كان ليه مصلحة....
_ قصدك إيه....بدأ الشك يمليء قلبها...
لما لا يكون كلامه صحيح؟
لماذا يكذب عليها في كل هذا؟
لا هو لايكذب فهو لا يعرفها عليها ....كلامه يتسلل إلي داخلها ويجر معه الشك!!
أكمل قاءلاً:
_ قصدي إن أكيد والدك لي مصلحة في الجوازة دي...نازلي كانت بتحكيلي إن عاصم إترقي تلت مرات في أقل من تلت سنين ودي عمرها ما حصلت....
متأخذينيش أصل أكيد عاصم فضل يغطي عليه والدك جوزهولك عشان ميفضحش أسرار المصنع أو ميعتردتش علي النظام....
في تلك اللحظة كان قلبها يخفق بسرعة البرق كانت تحاول إقناع نفسها بأنه يحتمل أن يكون والدها قد تخلي عن كل شيء في سبيل مصلحته....
_ يعني بابا عمل كل ده بجد... أنا مش قادرة استوعب....
طب ازاي ده حصل؟؟
أجابها بهدوء:
_ والدك الله يرحمه واجه الموضوع بذكاء...ضرب عصفورين بحجر زي ما بيقولوا منها جوزك الراجل الكنتي بتحلمي بيه ومنها عمل الهو عايزه عشان يفضل وضع المصنع زي ما هو....عشان مصلحته الشخصية....
وعاصم برضو هو كمان فكر في نفسه مهو كان مستفيد من الوضع في المصنع و في حياته الشخصية من نحية إتجوز واحدة مكانش يحلم يعدي من قدامها ومن نحية تانية أمن حياته وشعره....
الإتنين لعبوا بيكي أنا جاي أسعدك عشان أنا كمان إتلعب بيا زيك....
وضعت يديها على وجهها وكادت تنهار...
ثم أكمل:
_ عرفت إنك ضحية زي بظبط ويمكن أكتر مني كمان...فخلينا ايد واحده عشان نعرف ننتقم منهم الإتنين...
عاصم...و نازلي...
********************************
أنت تقرأ
أقدار مكتوبة...
Short Storyإحنا ضحايا لقرارات خدناها في لحظة تسرع ....كل مادة بندفع ثمن اختياراتنا ...بنكتشف إننا كنا أضعف من إننا نواجه نفسنا .... ممكن نكون كنا مضطرين فقررنا إننا نمشي في الطريق ده مجبورين... أو إننا مكناش في وعينا!!