نازلي:الجزء العشرون

35 3 0
                                    

عندما انطلقت بالسيارة وقفت في الطريق و نزلت لأشتم بعض الهواء النقي...
لأني لم أكن علي ما يرام بسبب كل تلك المشكلات التي تأتي واحدة تلو الأخرى...

اوقفت السيارة عند "كورنيش النيل" و وقفت قليلاً أفكر في كل ذكرياتي مع عاصم عندما كنا نمشي لساعات متأخرة و نأكل "ice cream" معا ً..
رأيت أم ومعها ابنتيها ووالدهما...
كانت عائلة سعيدة ولكنها ذكرتني بأمي قبل المرض كم كانت ابتسامتها تحميل معاني كثيرة...
كانت تنشر السعادة و البهجة في كل مكان تذهب إليه ...
هذا المكان رائع  لكنه يحمل معه ذكريات تؤلمها...
هذه العائلة سعيدة لكنها تذكرها بأمها ...

ركبت سيارتها و بعد بكاء شديد غادرت المكان متجهة إلي مكتب عاصم لكي تواجهه ....
في الطريق شعرت بإحساس غريب ...
كأن شيء خطير قد حدث و لكنها لا تعرف ما هو ...
عندما وصلت إلي مكتب عاصم طلبت من سكرتيرته مريم أن تخبره بأن شخصاً مميزاً قد جاء لرؤيته...
ولكن تفاجأت أن عاصم لم يصل إلي المكتب بعد و أنه ليس من عادته أن يتأخر فبدأت تقلق كثيراً...

شربت نازلي قهوتها وهي تنتظر مجيئه بفارغ الصبر ...
بعد مرور نصف ساعة ..
قالت مريم:
_ أنا هحاول اتصل بيه يمكن راح مشوار ضروري أصل اليومين دول في شغل و مواعيد كتير...
قالت نازلي:
_ علي راحته بس المهم إنه ميعرفش أنا مين عشان أنا حاسة إنه ممكن يرفض يقابلني لو عرف أنا مين...
سألت مريم:
_ يعني أقوله في شخص مميز جيه و عايز يقابل حضرتك و مستنيك بقاله نص ساعة؟
أجابت نازلي:
_ بالظبط كدة...
خرجت مريم بسرعة يبدو عليها الهلع ثم قالت :
_ كلمت الأستاذ عاصم علي تليفونه فرد عليا حد قالي إنه عمل حادثة وحالته خطر و نقلوه علي المستشفي و هو بين الحياة والموت دلوقتي...

عند سماعي هذا الكلام وقفت من مكاني ثم صرخت بأعلى صوتي:
_ إنتي بتقولي إيه؟؟؟!!!
قالت مريم :
_ زي ما قلت لحضرتك كدة...
حملت حقيبتي و أسرعت أنا و مريم و الخوف يقتلني و رجلي لا تكاد تحملاني ...
دخلت السيارة وباقصي سرعة اتجهت نحو المستشفي التي نقل إليها و أنا أصرخ و أبكي في آن واحد...
كانت سرعة السيارة تكفي لتحطم كل شيء أمامها ...
كان الجنون قد سيطر علي و جعلني اخضع له تماماً...

وأخيراً وصلت إلي المستشفي...
********************************










أقدار مكتوبة...حيث تعيش القصص. اكتشف الآن