عند وصولي إلي المستشفي ...
اندفعت وسألت عن رقم الغرفة التي نقل إليها عاصم...ولكنني اكتشفت أن حالته الخطيرة جعلت الأطباء ينقلونه إلي "العناية المركزة"..اندفعت نحو العناية المركزة وجدته ناءم في ثبات عميق لا حول له و لا قوة...
لم أشعر بنفسي إلا أركد نحو الأطباء أسألهم عن وضعه الصحي وهل هناك أمل لليعيش أم لا..
أخبرني الطبيب أن الحادثة قد أثرت علي دماغه وقد أصيب بجلطة دماغية بالإضافة إلي أنه في غيبوبة منذ ساعة تقريباً...
وليس فوسع أحد ً فعل شيء سوي الدعاء له...جلست وحدي أبكي و أصرخ وفي داخلي ألم لا يمكن تحمله...
ولكن سرعان ما قمت من مكاني و هرولت نحو الغرفة ..
محاولات الطبيب و الممرضات لمنعي من الدخول باقت بالفشل لأنني كنت عنيدة وصممت علي الدخول إليه كنت أريد أن أراه فقط ...
أريد أن أكون بجانبه في تلك الظروف...
أريد أن أقول له أني نادمة علي كل ما فعلت...عند دخولي كنت أشم رائحة الموت داخل تلك الغرفة الكءيبة...
وجدته ناءم علي السرير الطبي ..
اقتربت منه و مسكت يده و أخذت أبكي بشدة..
و أتحدث إليه كأنني أنتظر الجواب...
_ لو تعرف وحشتني أد إيه...
أنا عارفة إني غلط معاك ...وندمانة علي كل لحظة زعلتك فيها ...
صدقني أنا طول السنين الفاتت دي عمري ما بطلط أحبك...
عايزاك تعرف إني بحبك وهفضل أحبك لحد ما اموت ....
بس إنت خليك جنبي ...
متسبنيش زي ما كل الناس سابتني...اقتربت منه أكثر حتي اصبح وجهي يلامس وجهه ...
ثم أكملت:
_ فتح عينيك نفسي اشوفهم أوي....
أنا بجد مش هقدر استحمل لو جرالك حاجة ...
مش هقدر....
عارف كنت لسة النهاردة بتمشي علي كورنيش النيل و افتكرتك...
افتكرتك لما كنت بتقعد تقولي بحبك بصوت عالي قدام كل الناس ...يا تري إنت لسة بتحبني؟...
دي أكتر كلمة محتاجة أسمعها دلوقتي...
خلاص أنا مبقتش عايزة حاجة من الدنيا غيرك...
أنا تعبانة أوي محتجاك..
قوم بقي....بعد مرور ساعة ...
خرجت من غرفة العناية ..
وكنت أبحث في حقيبته فوجدت كتاب بداخله ورقة...
لم أستطع منع فضولي فقمت بفتحها علي التو:" كانت الدنيا قصائد شعرً،
فأصبحت كلماتً،
كانت الدنيا كلمات هذا الحب،
فأصبحت كلماتنا هي حبنا الأبدي،
كنت أنا،وكنت أنت ِ
غريبان في ليلٍ وكان الحب،
أحلامنا الحلوة بقيت معلقة،
جالس وحدي أنا ليلاً،
أفكر فيكِ و العشق قاتلي،
أين أنت الآن،
.........."قرأت تلك القصيدة التي كتبها و بكيت و صرخت بأعلى صوتي....
_ أنا آسفة....
فجأة وجدت الطبيب متجهاً إليِ ...
عندما رآني قال بأسف:
_ شدي حيلك...
*******************************
١/٤/٢٠١٠
مر سنتين علي موته...
وأنا أصبحت شخص أخر...شخص يحب الحياة و لا يفضل الهروب منها...
شخص لا يهرب من مشكلاته...بل يواجها ويتغلب عليها...
صحيح أنني فقدت أكثر شخصاً أحبه ولكنني تعلمت درساً مهماً...
يجب علينا عدم الهروب من المواجهة...
وتحدي الاذمات الصعبة و عدم تركها تقضي علي حياتنا...***تمت***
أنت تقرأ
أقدار مكتوبة...
Short Storyإحنا ضحايا لقرارات خدناها في لحظة تسرع ....كل مادة بندفع ثمن اختياراتنا ...بنكتشف إننا كنا أضعف من إننا نواجه نفسنا .... ممكن نكون كنا مضطرين فقررنا إننا نمشي في الطريق ده مجبورين... أو إننا مكناش في وعينا!!