*١٩٨٨*
عاصم سالم واحد وعشرين عاماً...نشأ في بيت مُتيسر مادياً...كان والده يعمل مدرساً في مدرسة حكومية وكان راتبه يكاد يكفي احتياجاتهم اليومية و أحياناً يكون هناك عجز.... أما والدته فكانت تعمل في مشغل قريب من البيت في مدينة شبين الكوم التي تُعتبر عاصمة محافظة المنوفية... مقسمة إلى قسمين حي شرق,حي غرب.... تأسست كمدينة عام ١٨٢٦و عرفت بشيبين السري قديماً....
عاشت الأسرة في المنوفية منذ مولد الطفل الصغير الذي أحضر معه البهجة و الفرح إلي بيتهم المتواضع حتي بلوغه السابعة عشر عاماً....قرر الأب آن ذاك أن يدخله جامعة المنوفية حتي يتم تعليمه هناك ولكن سرعان ما أقنعه عاصم ووالدته أن يسافرا إلي القاهرة ليدرس في جامعة القاهرة التي تعد من أفضل جامعات مصر و العالم في هذا الوقت....
في البداية كان الأب رافضاً فكرة السفر الي القاهرة لأنه ينبغي عليه ترك أهله و عائلته و المدينة التي ولد وعاش فيها طوال عمره وأيضاً خوفه السفر و ترك العمل الذي فتح بيتهم سنوات طويلة ..لكن بعد إسرار زوجته وإبنه وافق أخيرا ً....عند ظهور نتائج الثانويه العامه حدثت المفاجأة ...قد نجح عاصم و حصل علي مجموع ٩٨.٥٪ مع مرتبة الشرف....
عندما ذهبت الأسرة إلي القاهرة .... استأجروا غرفة مفروشة في عمارة قديمة في الجيزة...و عثر الأب والأم علي عمل....و دخل عاصم كلية الهندسة في جامعة القاهرة كما كان يحلم ولكن بعد مرور ثلاث سنوات تدهورت صحة والده ولم يعد يقوي علي فعل شيء فترك العمل ووقعت الديون فوق رأسه.... حاول عاصم البحث عن وظيفه (لم يكن العثور على وظيفة بتلك السهولة حيث أنه كان طالباً في السنة الثالثة في الجامعة)....بعد كل الجهود التي بُذلت في البحث وجد أخيرا ً عملاً عند رجل أعمال كبير يملك مصنع للاحزية ....كان هذا الرجل فاحش الثراء ومعروف في المنطقة كلها....
بالرغم أن الراتب لم يكن عالياً...لكنه كان أفضل من الجلوس في البيت مكتوف اليدين.....
********************************
أنت تقرأ
أقدار مكتوبة...
Cerita Pendekإحنا ضحايا لقرارات خدناها في لحظة تسرع ....كل مادة بندفع ثمن اختياراتنا ...بنكتشف إننا كنا أضعف من إننا نواجه نفسنا .... ممكن نكون كنا مضطرين فقررنا إننا نمشي في الطريق ده مجبورين... أو إننا مكناش في وعينا!!