لم أتمكن ذلك اليوم من النوم جيدا لقد ظل كابوس الإخفاق في المهمة يراودني ، حتى أني استيقظت باكرا على غير عادتي ، خرجت من غرفتي لأتناول الفطور في المطعم فالتقيت بالمدير كالقدر المستعجل :
- انسة سمر
- نعم سيدي المدير
- أين وصلتي في مهمتك ؟ هل هناك أي خبر؟
- لا سيدي ليس بعد لكني أعمل على ذلك
- حسنا أتمنى أن تنجحي في الأمر
غادرت الفندق لأتمشى قليلا بينما كنت أتحدث إلى نفسي ، تبا لقد أفقدني هذا المدير شهيتي ، إنه لا يكترث سوى لإنجاح المهمة ..
رن هاتفي و كانت أوني هي المتصلة ، هذه المرة حملت لي أخبارا سيئة على غير العادة ، أخبرتني أن جيمين يعتذر مني كثييرا فلم يستطع إقناع بي دي نيم بقبول العرض رغم أنه حاول جاهدا ..
شعرت بالإحباط و الخوف مما سيأتي.. ما الذي علي فعله الان لقد انتهى أمري..
عدت إلى الفندق و دخلت إلى غرفتي بقيت لمدة طويلة جالسة أفكر في طريقة للهروب من المشكلة ، لكني في النهاية فكرت أن الهروب ليس حلا ، حقا عجيب أمرنا .. قد نواجه في حياتنا خيارات مصيرية و نعلم أن فيها مجازفة و نقرر بملء إرادتنا التجربة لكن ما إن ينتهي بنا الطريق إلى الفشل حتى نبحث عن أعذار أو عن مفر من تحمل مسؤولية القرار ، لقد وافقت في البداية على خوض هذه المغامرة و أنا أعلم أنها يمكن ألا تنجح ، ما باليد حيلة سوى الإستسلام لأمر الواقع و تحمل مسؤولية الإخفاق ..
خرجت من غرفتي لأقابل المدير و أخبره أني أخفقت في إنجاز المهمة ، لكنه لم يكن موجودا في الفندق يبدو أنه خرج .. قررت انتظاره في المطعم ، على أي حال المهمة فشلت لهذا سأستمتع على الأقل بتناول فطوري أو بالأحرى غذائي..
فجأة رن هاتفي كانت أوني هي المتصلة لابد أنها قلقة علي
- نعم أوني
- لن تصدقي أبدا ما سأخبرك به
- ماذا هناك أوني
- لقد وافق بانغ شي بي دي نيم على العرض و يريد مقابلتكم غدا على الساعة العاشرة صباحا في مقر الشركة لمناقشة الموضوع
لم أصدق حقا ما قالته ، لقد غمرتني الفرحة، لم أتوقع أن ينجح طلب جيمين في النهاية ، شكرت المنسقة أوني كثيرا على الخبر الجميل و طلبت منها أن تبلغ شكري الخالص لجيمين ، فأخبرتني أن الأعضاء أيضا سعداء لأجلي..
ما إن أقفلت الهاتف حتى حضر المدير و قال لي :
- انسة سمر سمعت أنك كنت تبحثين عني ، هل هناك أي جديد في المهمة
قلت و الفرحة تعلو وجهي :
- نعم سيدي المدير ، لقد وافق رئيس شركة بيغ هيت على العرض و لدينا موعد معه غدا الساعة العاشرة لمناقشة التفاصيل
كان المدير مندهشا و بدى و كأنه لم يصدق الأمر ، لكن في النهاية قام بشكري و أثنى علي
- سيدي هل يعني هذا أني نجحت في مهمتي و أني لن أضطر إلى دفع التعويضات؟
- حسنا ، انسة سمر ما إن نوقع العقد مع الشركة غدا ستكونين حرة من التعويضات حتى و إن فشل المشروع لاحقا.
و أخييرا أستطيع النوم بسلام ، لقد كان أمر التعويض يسبب لي عقدة في كل لحظة من يومي و يثقل كاهلي.. حتى أنه أفقدني شهيتي..
استيقظت في الصباح الباكر لأجد أن الثلوج تهطل، كان منظرا جميلا و يوما مفعما بالنشاط بالنسبة لي ..
ركبنا السيارة الخاصة بنا و انطلقنا إلى شركة بيغ شيت أقصد بيغ هيت ، بعض العادات لا تتغير ههه
حين وصلنا وجدنا مدير أعمال الفرقة في انتظارنا رحب بنا ترحيبا حارا ، وقبل أن أدخل تذكرت أني نسيت حقيبتي في السيارة عدت لأخذها ، و اتجهت إلى مدخل الشركة الذي كان زلقا بسبب الثلوج ، ثم هووووووب .. سقطت أرضا أنا و حقيبتي ، حاولت النهوض لكني سقطت مرة و مرة.. لم أستطع التوازن بسبب المعطف الثقيل الذي أرتديه ، كما أن لدي ذكريات سيئة مع الثلوج ، فقد سبق أن سافرت في بلدي إلى مدينة جبلية لأرى الثلج لأول مرة لكن انتهى بي الأمر أضحوكة الجميع بسبب سقوطي المتكرر
فجأة سمعت ضحكات عالية ، رفعت رأسي لأجد الشبان السبعة يخرجون من سيارتهم واحدا تلو الاخر و يضحكون ، لطالما توقعت أني حين أسقط أمام أي واحد منهم سوف يسرع لمساعدتي لكن يبدو أنهم يستمتعون برؤيتي أسقط ..
في النهاية استسلمت و بقيت جالسة مكاني أنظر إليهم نظرة غضب ، فسكتوا فجأة و قال لهم شوغا أوبا بتعبير صارم :
ااااه لما تضحكون على فتاة سقطت أرضا تحاول الوقوف ؟؟
علما أنه هو الاخر كان يبكي من الضحك قبل لحظات ، لم أره مستمعا بالضحك هكذا من قبل ..
ثم أسرع رابمون و جيمين و قاموا بمساعدتي على النهوض
رابمون : وااو أصبحت ثقيلة جدا
أجبته بصوت عال: لست أنا !! بل المعطف هو الثقيل
جيمين : لما ترتدين معطفا ثقيلا هكذا نونا سيصعب عليك التحرك
التفت إليه و قلت بصوت هادئ :
البرد شديد في كوريا و أنا لم أتعود عليه بعد ..
دخلنا إلي الشركة و التحقت بفريق العمل ، تم استقبالنا في قاعة الاجتماعات ، جلسنا في أماكننا ثم دخل بانغ بي دي نيم رفقة الأعضاء ، جلسوا في الجهة المقابلة لي و لفريق عملي ، ما إن راني البي دي نيم حتى ابتسم ، يبدو أنه يتذكرني و فهم الان لما استمر الإلحاح على قبول العرض .
بدأ الاجتماع و كان من المفروض أن أقوم بالترجمة لكن أغلب الحديث كان بالإنجليزية أكثر من الكورية و الشكر يعود إلى رابمون الذي كان يناقش مع بي دي نيم و مع مديري، لا عجب أنه قائد الفرقة ..
انتهى الاجتماع و وقع المديران على العقد ، لقد تقرر عمل جلسات التصوير و الإعلانات في جزيرة جيجو لأن بها مناظر طبيعية جميلة ، خلفية كورية و ماركة عربية الصنع ، أظنه مزيج رااائع..
Y
أنت تقرأ
الضائعة و الفرسان السبعة - الموسم الثاني
Fanfictionبعد مرور سنتين على سفرها إلى كوريا ، تحصل سمر على وظيفة كمترجمة في شركة عربية و تسافر مع طاقم العمل إلى كوريا ، لتصوير إعلانات مع فرقة كورية لتكتشف أن تلك الفرقة هي بانقتان .. كيف سيكون لقائها بهم هذه المرة ؟ و هل لا يزالون يتذكرونها؟