دخلت أنا إلى المنتجع بينما اتجه الأعضاء إلى غرفهم في الجناح المجاور لجناحنا ، ما إن دخلت حتى التقيت بنائب المدير ، انتبه إلى الضمادة في يدي فسألني :
- انسة سمر ما الذي حصل ؟ هل تأذيت ؟
- لا لاشيء .. انزلقت فقط و سقطت و يبدو أني أذيت يدي قليلا
- أوه عليك توخي الحذر أكثر .. يبدو أن الحظ يقف إلى جانبك ، فقد تحدثت إلى المصور و فريق عمل الفرقة ، سنكمل التصوير بعد غد بسبب تساقط الثلوج ..
- ااه حسنا .. و لكن سيدي ألم يجدوا عارضة بديلة ؟
- للأسف لا ، يبدو أنه عليك الاستمرار في الأمر انسة سمر
- و لكن سيدي التصوير هذه المرة سيكون إعلانا أنا حقا حقا حقا سيئة في التمثيل
ضحك النائب و قال :
- لكن أنت حقا حقا حقا تليقين بالدور ، فلديك ملامحة عربية مميزة و لديك روح المنافسة و الإصرار ، أنا متأكد أنك ستنجحين في الأمر
أخجلني مديح النائب الوسيم المفاجئ ، فاكتفيت بالأبتسام و قلت :
- حسنا سيدي كما تريد
صحيح أني كنت سعيدة لتأجيل التصوير لكن ما إن علمت أني لا زلت البديلة للعارضة حتى أحسست بالتوتر ، أنا متيقنة من نفسي أن الشئ الوحيد الذي أبرع فيه هو الوقوع في المواقف المحرجة .. اوووف نامجون أيها الشرير !!
غادرت إلى غرفتي و جلست لأرتاح بعد عناء النزهة أحسست بالألم في جميع أنحاء جسدي بسبب سقوطي ، ثم بدأت أتمعن يدي المضمضة و أنا أتذكر ملامح جيمين الجادة و القريبة و هو يقوم بلف الضمادة ، شعرت بالفرحة فبدأت أبتسم و أتدحرج على سريري
بقيت مستلقية على السرير و مددت يدي إلى الأعلى أنظر إليها ثم رأيت السقف إنه عال جدا ، فجأة تذكرت قول رابمون "الأشياء التي لا تستحق العناء لا تكون في الأماكن العالية " تذكرت نظراته التي لا زلت إلى الان لا أعلم ماهيتها ، أو ربما شيء يمنعني من التعمق في الأمر ، فكرت أن الأمر لا يستحق عناء التفكير و نهضت بسرعة ، اتجهت إلى الحمام للاستحمام لكن لم أستطع نزع الضمادة ، لا يمكن أن أنزعها حتى و إن شفي الجرح ، أعلم أن القيام بذلك أمر غبي لكن حقا أخذت كيسا بلاستيكيا و لففته على يدي و ذهبت للاستحمام ..
لم أتمكن تلك الليلة من النوم بسبب القيلولة التي أخذتها بعد استحمامي ، بقيت أتقلب على سريري لساعة دون أن أتمكن من الخلود إلى النوم ، فكرت أنه علي الخروج للمشي قليلا ربما إذا تعبت قد أغط في النوم بسهولة ، كان المنتجع هادئا بسبب تأخر الوقت لكن موظفي المنتجع كانوا لا يزالون يعملون .. خرجت إلى الشرفة الكبيرة في المنتجع فوجدت شخصا جالسا وحده في كرسي ، استدرت ببطئ لأعود أدراجي لكن بدى شخصا مألوفا ، حين دققت فيه النظر كان رابمون هو الجالس في الشرفة لوحده يضع سماعات الأذن و نظارات طبية ، كان منهمكا في كتابة شيئ على مذكرة ، أتتني فكرة و ابتسمت ابتسامة شريرة ، مشيت على أطراف أصابعي اختبأت وراء الكرسي و نزعت له سماعة الأذن و حين التفت قفزت و فاجئته "بوووووووووو" ، طننت أنه سيقفز من مكانه من الهلع لكنه كان فقط مصدوما و ينظر إلي و كأنه يتساءل من أين خرجت ..
- what .. what're u doing here giirl
- ااااه أنت حقا ممل كان عليك على الأقل أن تتظاهر بالخوف
سحبت كرسيا و جلست بجانبه ، حينها وضع المذكرة على الطاولة و نزع السماعات و أخذ كوب قهوة كان يتناوله ..
- لقد كنت مركزا جدا .. ما الذي كنت تكتبه؟ من الواضح أنه شيء مهم .
- إنها كلمات أغنية فقط
- ااه حقا هل أستطيع قراءتها؟
- لا
- اااه تشينتشا .. أنت حقا لئيم
ضحك رابمون و صمت قليلا ثم سألني :
- ما الذي تفعليه خارج غرفتك في هذا الوقت المتأخر من الليل ؟
- لقد أصابني الأرق لم أستطع النوم ، يبدو أن السبب هو القيلولة التي أخذتها في المساء حين عدنا من الجبل
- قيلولة ؟ لا أظن أنها سبب الأرق .. كم نمت من دقيقة ؟
- امممم أظن أني نمت لأربع ساعات
- مااذا ؟؟ إنه سبات و ليس قيلولة
نظرت إلى السماء المليئة بالنجوم المتلألئة ، و قلت :
- لا عجب أنك جالس لوحدك هنا ، المنظر جميل جدا .. النجوم تشع بقوة هنا
- هذا بسبب الظلام .. النجوم لا تشع إلا حين يكون العالم مظلما .. فتشع لتنيره
بقيت لمدة أتمعن في السماء و أحسست بالأمل و التفاؤل ، تمنيت أن أكون كتلك النجوم ، أن أبقى لامعة حتى و إن أصبح العالم مظلما و مخيفا كالليل لعلني أنير طريق الأخرين و أكون ذات نفع .. حينها التفت إلى يدي و قال :
- كيف حال يدك هل هي بخير ؟
- أظن أنها بخير أتشعر بتحسن
- لن تحتاجي إلى وضع الضمادة أيام كثيرة فالمطهر سيجعل الجرح يلتئم بسرعة
أمسكت بيدي و ضممتها إلى صدري و قلت :
- لا .. لا يمكن أن أنزعها
ضحك رابمون و قال :
- هل هذا لأن جيمين من وضعها
لم أجبه على سؤاله لكني اكتفيت بالابتسام ، ثم قال :
- لا بد أن مشاعرك صادقة نحوه فكلما ذكرت اسم جيمين تبتسمين ابتسامة مشرقة ..
التفت إلي و قال :
- لدي حقا فضول أن أعرف ما الذي يعجبك فيه بالضبط ؟
بدأت أفكر بتمعن و قلت :
- اممم .. حسنا لأنه وسيم و لديه ابتسامة جميلة لطيفة و عينان ساحرتان و رقصه راااائع لا داعي لأن أتحدث عن صوته ..
- حتى و إن كان قصيرا ؟
- يااا لا تقل عنه قصير ! طوله معتدل أنتم فقط تجعلونه يعاني بسبب مسألة الطول هاته .
بدأ يضحك و قال :
- حسنا حسنا فهمت فقط لا تغضبي
ساد الصمت للحظات بينما كنا نتأمل السماء الجميلة قال رابمون:
- ماذا لو .. كنت أملك نفس مواصفات جيمين .. هل كنت ستعجبين بي؟
Zw
أنت تقرأ
الضائعة و الفرسان السبعة - الموسم الثاني
Fanfictionبعد مرور سنتين على سفرها إلى كوريا ، تحصل سمر على وظيفة كمترجمة في شركة عربية و تسافر مع طاقم العمل إلى كوريا ، لتصوير إعلانات مع فرقة كورية لتكتشف أن تلك الفرقة هي بانقتان .. كيف سيكون لقائها بهم هذه المرة ؟ و هل لا يزالون يتذكرونها؟