الجزء العاشر

5.7K 500 83
                                    


دخلت أنا إلى المنتجع بينما اتجه الأعضاء إلى غرفهم في الجناح المجاور لجناحنا ، ما إن دخلت حتى التقيت بنائب المدير ، انتبه إلى الضمادة في يدي فسألني :

- انسة سمر ما الذي حصل ؟ هل تأذيت ؟

- لا لاشيء .. انزلقت فقط و سقطت و يبدو أني أذيت يدي قليلا

- أوه عليك توخي الحذر أكثر .. يبدو أن الحظ يقف إلى جانبك ، فقد تحدثت إلى المصور و فريق عمل الفرقة ، سنكمل التصوير بعد غد بسبب تساقط الثلوج ..

- ااه حسنا .. و لكن سيدي ألم يجدوا عارضة بديلة ؟

- للأسف لا ، يبدو أنه عليك الاستمرار في الأمر انسة سمر

- و لكن سيدي التصوير هذه المرة سيكون إعلانا أنا حقا حقا حقا سيئة في التمثيل

ضحك النائب و قال :

- لكن أنت حقا حقا حقا تليقين بالدور ، فلديك ملامحة عربية مميزة و لديك روح المنافسة و الإصرار ، أنا متأكد أنك ستنجحين في الأمر

أخجلني مديح النائب الوسيم المفاجئ ، فاكتفيت بالأبتسام و قلت :

- حسنا سيدي كما تريد

صحيح أني كنت سعيدة لتأجيل التصوير لكن ما إن علمت أني لا زلت البديلة للعارضة حتى أحسست بالتوتر ، أنا متيقنة من نفسي أن الشئ الوحيد الذي أبرع فيه هو الوقوع في المواقف المحرجة .. اوووف نامجون أيها الشرير !!

غادرت إلى غرفتي و جلست لأرتاح بعد عناء النزهة أحسست بالألم في جميع أنحاء جسدي بسبب سقوطي ، ثم بدأت أتمعن يدي المضمضة و أنا أتذكر ملامح جيمين الجادة و القريبة و هو يقوم بلف الضمادة ، شعرت بالفرحة فبدأت أبتسم و أتدحرج على سريري

بقيت مستلقية على السرير و مددت يدي إلى الأعلى أنظر إليها ثم رأيت السقف إنه عال جدا ، فجأة تذكرت قول رابمون "الأشياء التي لا تستحق العناء لا تكون في الأماكن العالية " تذكرت نظراته التي لا زلت إلى الان لا أعلم ماهيتها ، أو ربما شيء يمنعني من التعمق في الأمر ، فكرت أن الأمر لا يستحق عناء التفكير و نهضت بسرعة ، اتجهت إلى الحمام للاستحمام لكن لم أستطع نزع الضمادة ، لا يمكن أن أنزعها حتى و إن شفي الجرح ، أعلم أن القيام بذلك أمر غبي لكن حقا أخذت كيسا بلاستيكيا و لففته على يدي و ذهبت للاستحمام ..

لم أتمكن تلك الليلة من النوم بسبب القيلولة التي أخذتها بعد استحمامي ، بقيت أتقلب على سريري لساعة دون أن أتمكن من الخلود إلى النوم ، فكرت أنه علي الخروج للمشي قليلا ربما إذا تعبت قد أغط في النوم بسهولة ، كان المنتجع هادئا بسبب تأخر الوقت لكن موظفي المنتجع كانوا لا يزالون يعملون .. خرجت إلى الشرفة الكبيرة في المنتجع فوجدت شخصا جالسا وحده في كرسي ، استدرت ببطئ لأعود أدراجي لكن بدى شخصا مألوفا ، حين دققت فيه النظر كان رابمون هو الجالس في الشرفة لوحده يضع سماعات الأذن و نظارات طبية ، كان منهمكا في كتابة شيئ على مذكرة ، أتتني فكرة و ابتسمت ابتسامة شريرة ، مشيت على أطراف أصابعي اختبأت وراء الكرسي و نزعت له سماعة الأذن و حين التفت قفزت و فاجئته "بوووووووووو" ، طننت أنه سيقفز من مكانه من الهلع لكنه كان فقط مصدوما و ينظر إلي و كأنه يتساءل من أين خرجت ..

- what .. what're u doing here giirl

- ااااه أنت حقا ممل كان عليك على الأقل أن تتظاهر بالخوف

سحبت كرسيا و جلست بجانبه ، حينها وضع المذكرة على الطاولة و نزع السماعات و أخذ كوب قهوة كان يتناوله ..

- لقد كنت مركزا جدا .. ما الذي كنت تكتبه؟ من الواضح أنه شيء مهم .

- إنها كلمات أغنية فقط

- ااه حقا هل أستطيع قراءتها؟

- لا

- اااه تشينتشا .. أنت حقا لئيم

ضحك رابمون و صمت قليلا ثم سألني :

- ما الذي تفعليه خارج غرفتك في هذا الوقت المتأخر من الليل ؟

- لقد أصابني الأرق لم أستطع النوم ، يبدو أن السبب هو القيلولة التي أخذتها في المساء حين عدنا من الجبل

- قيلولة ؟ لا أظن أنها سبب الأرق .. كم نمت من دقيقة ؟

- امممم أظن أني نمت لأربع ساعات

- مااذا ؟؟ إنه سبات و ليس قيلولة

نظرت إلى السماء المليئة بالنجوم المتلألئة ، و قلت :

- لا عجب أنك جالس لوحدك هنا ، المنظر جميل جدا .. النجوم تشع بقوة هنا

- هذا بسبب الظلام .. النجوم لا تشع إلا حين يكون العالم مظلما .. فتشع لتنيره

بقيت لمدة أتمعن في السماء و أحسست بالأمل و التفاؤل ، تمنيت أن أكون كتلك النجوم ، أن أبقى لامعة حتى و إن أصبح العالم مظلما و مخيفا كالليل لعلني أنير طريق الأخرين و أكون ذات نفع .. حينها التفت إلى يدي و قال :

- كيف حال يدك هل هي بخير ؟

- أظن أنها بخير أتشعر بتحسن

- لن تحتاجي إلى وضع الضمادة أيام كثيرة فالمطهر سيجعل الجرح يلتئم بسرعة

أمسكت بيدي و ضممتها إلى صدري و قلت :

- لا .. لا يمكن أن أنزعها

ضحك رابمون و قال :

- هل هذا لأن جيمين من وضعها

لم أجبه على سؤاله لكني اكتفيت بالابتسام ، ثم قال :

- لا بد أن مشاعرك صادقة نحوه فكلما ذكرت اسم جيمين تبتسمين ابتسامة مشرقة ..

التفت إلي و قال :

- لدي حقا فضول أن أعرف ما الذي يعجبك فيه بالضبط ؟

بدأت أفكر بتمعن و قلت :

- اممم .. حسنا لأنه وسيم و لديه ابتسامة جميلة لطيفة و عينان ساحرتان و رقصه راااائع لا داعي لأن أتحدث عن صوته ..

- حتى و إن كان قصيرا ؟

- يااا لا تقل عنه قصير ! طوله معتدل أنتم فقط تجعلونه يعاني بسبب مسألة الطول هاته .

بدأ يضحك و قال :

- حسنا حسنا فهمت فقط لا تغضبي

ساد الصمت للحظات بينما كنا نتأمل السماء الجميلة قال رابمون:

- ماذا لو .. كنت أملك نفس مواصفات جيمين .. هل كنت ستعجبين بي؟

Zw

الضائعة و الفرسان السبعة - الموسم الثانيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن