الضائعة و الفرسان السبعة - الموسم الثاني

الجزء الرابع و العشرون

عم الجو الهدوء بينما كنا نجمع أنا و جيمين الصحون اللزجة ، ساعدني على حمل عدد أكبر من الصحون و أخذناها إلى المطبخ ، أخذت المأزر و قلت :

- إذا كنت متعبا اذهب للنوم سأقوم أنا بغسلها

لكنه سحب المأزر من يدي و قام بارتدائه و قال :

- كيف يمكنني تركك تغسلينها .. ستتجمد يداك من الجو البارد.. سأقوم أنا بذلك

- إذن سأمدها لك .

كنت أعطي الأواني لجيمين ثم يقوم بغسلها ، كان بفركها بقوة و بطريقة مضحكة ، فقلت له :

- لا أظنها تحتاج إلى هذه القوة كلها

- ههه فعلت ذلك فقط لإضحاكك ، فأنا عادة شخص ممل ..

- لا لست مملا أبدا .. بالعكس أنت شخص مرح

- ااه حقا ؟؟

صمت جيمين بينما ظل يبتسم ، ثم جسلنا على الطاولة نمسح الصحون ، صمت قليلا ثم قال :

- أنا حقا أشعر بالندم

- امم؟ على ماذا؟

- لأنني لم أقضي معك وقتا أطول ..ااه حقا لماذا أصبح شجاعا فجأة فقط حين تريدين الرحيل ؟؟ .. حقا سأجن..

بدأت دقات قلبي تتسارع و الجو يصبح حارا ، عندها استدرك قائلا :

- في الحقيقة لقد شعرت بالسوء حين رأيت ذلك الشخص يفتح علبة و يطلب منك الزواج .. رغم أني عاجز عن فعل ما فعله .. أنا حقا أشعر بالإحباط بسبب ذلك ..

كان جيمين ينظر إلى الأرض و يخفي عجزه بابتسامته الخافتة ، ثم نظر إلي و قال :

- لكن على أي حال .. قبل أن ترحلي .. أريدك أن تعلمي أنك.. أنت لم تعودي مجرد معجبة بالنسبة لي ..

ثم بدأ ينظر إلى السقف و هو يبتسم بلطافة و يتحدث و كأنه يحدث نفسه :

- ماذا يسمون ذلك ؟؟ اااه ... ربما .. الحب الأول ؟

- هااا؟؟

- اممم ربما ليس الحب الأول .. لكن أفضل أن أسميه كذلك ..

كان ينظر إلى هنا و هناك و يبتسم ابتسامته الملائكية ، حينها كنت خارج التغطية ، كنت أسبح في عالم اخر ، عالم هادئ تسمع فيه موسيقى موزارت فقط و لا شيء فيه عدا وجه جيمين ، الكثير من وجوه جيمين ، ثم طراااااااخ .. سقط الصحن من يدي دون أن أشعر حتى أني لا أزال أمسكه .. تكسر الصحن إلى أجزاء صغيرة .. تبا لماذا أستمر بإفساد اللحظات الجميلة !!! انحنيت لأجمع الصحن المكسر و قلت :

- أنا .. أنا اسفة.. لقد انزلق من يدي ..

- لا نونا لا تلمسيه سيجرحك ، دعيه عنك سأجمعه .. يبدو أني فاجأتك ..