بدأ الأعضاء يتصلون بي واحدا تلو الاخر بينما كنت أبكي بحرقة ، من شدة غضبي أقفلت هاتفي و ألقيت به بعيدا ، بل حتى أني نزعت الضمادة عن يدي بقوة و ألقيت بها على الأرض ، سمعت طرقا على باب غرفتي لكني تجاهلته ، فجأة سمعت نائب المدير يناديني من وراء الباب :
- انسة سمر ! انسة سمر ! هل أنت هنا ؟
وقفت بسرعة و مسحت دموعي و حاولت أن أبدو طبيعية قدر الإمكان ، ما دام نائب المدير أتى إلى هنا بنفسه فلا بد أن هناك أمرا مهما ، فتحت الباب فقال :
- أعتذر إن كنت أزعجتك ، كنت أتصل بك كن هاتفك مقفل
- ااه لقد نسيت أن أشحنه .. هل حدث أمر ما؟
- لقد أردت أن أناقش معك ..
ثم سكت فجأة و ركز نظره علي ثم قال :
- انسة سمر هل أنت بخير؟ هل تمرين بمشكلة ما ؟
علمت حينها أنه لاحظ انتفاخ عيني من البكاء لكني أنكرت و ابتسمت و قلت أنني بخير ..
- انسة سمر سأنتظرك في المطعم لا تتأخري
- أعتذر سيدي لكن ..
- لا أعذار .. هذا أمر من رئيسك و عليك أن تتبعيه ! مفهوم ؟ لا تتأخري
كان يبدو جادا و صارما في كلامه لهذا لم أجد مفرا سوى أن أتبع أمره ، على أي حال العمل قد ينسيني في الصدمة التي تلقيتها اليوم .
نزلت إلى المطعم حيث كان السيد يوسف ينتظرني ، حين جلست تفاجأت بصحني كعك بالكريما على الطاولة ، يبدو أنه طلب فبالفعل ، ما إن جلست حتى تناول الشوكة في يده و قال :
- هل تنتظرين شيئا ما ؟ هيا تناولي طبقك .. لا تعرفين كم هو صعب انتظارك بينما كنت أشاهد كعكا شهيا أمامي .
لم أعلم ما الذي علي قوله ، كان قد بدأ يلتهم الكعكة ، ثم أخذت الشوكة و بدأت أتناول ببطئ و بقضمات صغيرة ، لم يكن لدي أي شهية للأكل ، فعلت ذلك فقط لأجل السيد يوسف الذي كان ينتظرني ، ثم قال فجأة :
- الأشياء الحلوة هي أفضل شيء يمكن للإنسان أن يتناوله حين يكون حزينا.
بقيت صامتة و شعرت بالخجل منه ، لم أكن أريد أن يرى أحد جانبي الحزين هذا ، حتى أني لا أعلم بما سأجيبه حين يسألني عن سبب بكائي، لكني و بشكل غير متوقع أحسست بالراحة لتناول الكعك الحلو ، و من العجيب أني تناولته مع شخص لا يعلم أنه عيد ميلادي .
بينما كنت أتناول بتردد الكعك رأيت الأعضاء متجمعين أمام زجاج المطعم الخاص بجناحنا ، ما إن رأيتهم حتى تذكرت الحديث الذي دار بينهم و الذي كان مجرد تمثيل ، تذكرت ذلك الشعور الذي أحسست به عندما تظاهروا بالعراك ، تذكرت كيف بدأوا يضحكون و يقفزون من الفرح حين وقعت في الفخ .. ثم أحسست مجددا بالغضب الشديد ، التفت السيد يوسف ليكتشف ما الذي رأيته و كان السبب في تغيير تعابير وجهي ، فالتفت الأعضاء بسرعة و أداروا ظهورهم لنا و كأنهم واقفين فقط ، أردت أن أتهرب من رؤيتهم إلى أن يهدأ غضبي ، فوقفت فجأة و قلت للنائب :
أنت تقرأ
الضائعة و الفرسان السبعة - الموسم الثاني
Fanficبعد مرور سنتين على سفرها إلى كوريا ، تحصل سمر على وظيفة كمترجمة في شركة عربية و تسافر مع طاقم العمل إلى كوريا ، لتصوير إعلانات مع فرقة كورية لتكتشف أن تلك الفرقة هي بانقتان .. كيف سيكون لقائها بهم هذه المرة ؟ و هل لا يزالون يتذكرونها؟