الجزء الثالث عشر

5.3K 487 28
                                    

بدأ الأعضاء يتصلون بي واحدا تلو الاخر بينما كنت أبكي بحرقة ، من شدة غضبي أقفلت هاتفي و ألقيت به بعيدا ، بل حتى أني نزعت الضمادة عن يدي بقوة و ألقيت بها على الأرض ، سمعت طرقا على باب غرفتي لكني تجاهلته ، فجأة سمعت نائب المدير يناديني من وراء الباب :

- انسة سمر ! انسة سمر ! هل أنت هنا ؟

وقفت بسرعة و مسحت دموعي و حاولت أن أبدو طبيعية قدر الإمكان ، ما دام نائب المدير أتى إلى هنا بنفسه فلا بد أن هناك أمرا مهما ، فتحت الباب فقال :

- أعتذر إن كنت أزعجتك ، كنت أتصل بك كن هاتفك مقفل

- ااه لقد نسيت أن أشحنه .. هل حدث أمر ما؟

- لقد أردت أن أناقش معك ..

ثم سكت فجأة و ركز نظره علي ثم قال :

- انسة سمر هل أنت بخير؟ هل تمرين بمشكلة ما ؟

علمت حينها أنه لاحظ انتفاخ عيني من البكاء لكني أنكرت و ابتسمت و قلت أنني بخير ..

- انسة سمر سأنتظرك في المطعم لا تتأخري

- أعتذر سيدي لكن ..

- لا أعذار .. هذا أمر من رئيسك و عليك أن تتبعيه ! مفهوم ؟ لا تتأخري

كان يبدو جادا و صارما في كلامه لهذا لم أجد مفرا سوى أن أتبع أمره ، على أي حال العمل قد ينسيني في الصدمة التي تلقيتها اليوم .

نزلت إلى المطعم حيث كان السيد يوسف ينتظرني ، حين جلست تفاجأت بصحني كعك بالكريما على الطاولة ، يبدو أنه طلب فبالفعل ، ما إن جلست حتى تناول الشوكة في يده و قال :

- هل تنتظرين شيئا ما ؟ هيا تناولي طبقك .. لا تعرفين كم هو صعب انتظارك بينما كنت أشاهد كعكا شهيا أمامي .

لم أعلم ما الذي علي قوله ، كان قد بدأ يلتهم الكعكة ، ثم أخذت الشوكة و بدأت أتناول ببطئ و بقضمات صغيرة ، لم يكن لدي أي شهية للأكل ، فعلت ذلك فقط لأجل السيد يوسف الذي كان ينتظرني ، ثم قال فجأة :

- الأشياء الحلوة هي أفضل شيء يمكن للإنسان أن يتناوله حين يكون حزينا.

بقيت صامتة و شعرت بالخجل منه ، لم أكن أريد أن يرى أحد جانبي الحزين هذا ، حتى أني لا أعلم بما سأجيبه حين يسألني عن سبب بكائي، لكني و بشكل غير متوقع أحسست بالراحة لتناول الكعك الحلو ، و من العجيب أني تناولته مع شخص لا يعلم أنه عيد ميلادي .

بينما كنت أتناول بتردد الكعك رأيت الأعضاء متجمعين أمام زجاج المطعم الخاص بجناحنا ، ما إن رأيتهم حتى تذكرت الحديث الذي دار بينهم و الذي كان مجرد تمثيل ، تذكرت ذلك الشعور الذي أحسست به عندما تظاهروا بالعراك ، تذكرت كيف بدأوا يضحكون و يقفزون من الفرح حين وقعت في الفخ .. ثم أحسست مجددا بالغضب الشديد ، التفت السيد يوسف ليكتشف ما الذي رأيته و كان السبب في تغيير تعابير وجهي ، فالتفت الأعضاء بسرعة و أداروا ظهورهم لنا و كأنهم واقفين فقط ، أردت أن أتهرب من رؤيتهم إلى أن يهدأ غضبي ، فوقفت فجأة و قلت للنائب :

الضائعة و الفرسان السبعة - الموسم الثانيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن