بقيت صامتة أعاني من الطريق الصعبة و كل ما أفكر فيه هو متى سنصل إلى القمة ثم كسر جيمين الصمت و قال:
- هل أنت متعبة ؟
- لا لا لا بأس
- إذا كنت متعبة سنتوقف إلى أن ترتاحي
- لا داعي لذلك ، حين أصل إلى القمة سأرتاح ، أشكرك
صمت قليلا ثم قال:
- الفستان الذي ارتديته البارحة كان جميلا .. أقصد كان جميلا عليك .. أقصد .. كنت تبدين جميلة نونا
شعرت بالخجل من إطرائه ، لقد كانت طريقة حديثه هادئة و لطيفة ، كانت ضربات قلبي تتسارع و نسيت فجأة تعب الطريق ، حين كنت في الطائرة كنت أفكر في لقائي بجيمين ، كنت أتخيل حديثي معه و حضرت الكثييير من الأحاديث لهذا اللقاء ، لكني الان نسيت كل ما علي قوله و أصبحت عاجزة عن الكلام ..
ابتسمت و قلت :
- كوماوو
- هل قدماك بخير لاحظت أن الحذاء لم يكن مريحا
- اااه لقد المني حقا ، لأن كعبه كان عاليا
- ألست معتادة على الكعب العالي ؟
- هه لا
عاد الصمت ليسود الصمت الجو مما يجعله أكثر إرباكا ، ثم قال :
- أنا حقا خجل من نفسي ، لقد أخبرتك في الرسالة أني سأتعلم الانجليزية لأتحدث معك حين نلتقي مجددا لكني لم أتقنها بعد ، على عكسك تعلمت الكورية ببراعة..
- مع ذلك لازلت أجد صعوبة في التحدث بطلاقة
- يمكنك الإعتماد علي إذا احتجت أية مساعدة سأكون كالأوبا الخاص بك
ثم التفت إليه بسرعة و قلت :
- إذا هل يمكنني مناداتك أوبا ؟؟
ابتسم جيمين ابتسامة عريضة بينما كان يضع يده على رقبته من الخجل و قال:
- اااه كيوبتااا
شعرت بالخجل و الارتباك ، لقد سؤالا تلقائيا عفويا ، يبدو أني تحمست كثييرا ، لكني كنت سعيدة لأنه قال أني كيوت
عندها وصلنا إلى قمة الجبل كان هناك بعض السياح يلتقطون الصور ، و كان كوكي و تاي يلتقطان السيلفي ، بينما كان رابمون واقفا وحده يتمعن في المنظر و يستمع للموسيقى ، لقد كان حقا كان منظرا طبيعيا خلابا و كأنها لوحة فنية رسمت بيد فنان بارع جعلني أنسى تعب الطريق .
انضم جيمين لتاي و كوكي للالتقاط الصور بينما وقفت بجانب رابمون فالتفت إلي و قال :
- تبدين سعيدة ، هل حدث شيء؟
أجبته و أنا أبتسم بحماس:
- نعم
- هل قال لك جيمين شيئا؟
- نعم
- هل فعل شيئا؟
- نعم .. ماذا ؟؟ شيء مثل ماذا؟؟ يااااا .. ما الذي تفكر فيه ؟؟
ضحك رابمون و قال :
- لاشيء لاشيء
نظرت إليه بنظرات شك ، ثم قلت :
- حقا لم أتصور أن المكان جمييل هكذا ، بما أني أفكر الان في تعب الطريق أظن أن الأمر كان يستحق .
صمت رابمون قليلا ثم قال و هو مركز على المنظر :
- هذا المكان يلهمني ، فهو يشبه الحلم الذي تسعى لتحقيقه ، قد يكون الطريق شاقا و قد تفكر في الاستسلام و العودة ، لكن حين تصل إلى القمة تكتشف أن الأمر يستحق العناء ، حتى و إن لزم الأمر أن تستريح في الطريق لكن لا يجب أبدا أن تعود إلى الخلف.
ركزت على المنظر و بدأت أفكر فيما قاله رابمون ، ثم سألته:
- و لكن ماذا لو وصلت للقمة و لم أجد شيئا يستحق التعب
نظر إلي و قال :
- الأشياء التي لا تستحق العناء لا تكون في الأماكن العالية
يا إلهي ! إنها نفس النظرات التي نظر إلي بها عندما كنا في جلسة التصوير ، هذه النظرات الغريبة تجعلني أجهل من هو ، و كأنه شخص اخر غير صديقي رابمون..
فقطع ذلك الجو المربك صوت تايهيونغ و هو ينادينا لإلتقاط الصور معهم ، انضممنا إليهم و قمنا بالكثييير من صور السيلكا بوضعيات مختلفة مع الخلفية الطبيعية ، جلسنا و تناولنا الشكولاطة التي أحضرها رابمون ثم غادرنا .
كنا متجهين إلى أسفل الجبل حين وقف رابمون فجأة و قال :
- ايييش .. لقد نسيت حقيبتي في الأعلى حتى أن هاتفي موجود فيها
قرر الأعضاء مرافقته لأنهم أحبوا المنظر و يريدون العودة ، لكني كنت متعبة فأخبرتهم أني سأنتظرهم إلى أن يعودوا ، وعدوني ألا يتأخروا ثم ركضوا مسرعين في اتجاه القمة.
كان على جانب الطريق كرسي عمومي يجلس عليه المارة إذا تعبوا ، جلست عليه بجانب زوجين يحملان طفلا.. لكن تفاجأت بالزوجة تبتعد عني و كأنها تنفر مني ، كان الزوجان ينظران إلي بنظرات ازدراء رغم أني لم أعلم السبب ، ثم قالت الزوجة لزوجها :
- ااه حقا هؤلاء العرب المتوحشون لما يستمرون في القدوم إلى بلدنا
شعرت بالغضب من تعليقها هذا ، حتى أني أردت أن أقوم بشتمها و جعلها تندم على ما قالته ، لكني فكرت أن ذلك سيؤكد لها نظرتها إلى العرب و المسلمين بصفة خاصة ، لهذا بقيت صامتة هادئة ..
وضعت السيدة طفلها على الأرض ، كان طفلا جميلا قد يكون في عامه الأول ، نظر إلي فابتسمت له و ابتسم لي لكن والدته سحبته إلى جانب والده .. تعجبت لأمر الطفل الصغير البريء الذي نظر إلي كإنسان بغض النظر عن ديانتي و عرقي ..
بينما كان الزوجان يتحدثان رأيت الطفل يركض باتجاه الطريق ، في تلك اللحظة كانت دراجة نارية قادمة بسرعة عالية ...
pt;ms2
أنت تقرأ
الضائعة و الفرسان السبعة - الموسم الثاني
أدب الهواةبعد مرور سنتين على سفرها إلى كوريا ، تحصل سمر على وظيفة كمترجمة في شركة عربية و تسافر مع طاقم العمل إلى كوريا ، لتصوير إعلانات مع فرقة كورية لتكتشف أن تلك الفرقة هي بانقتان .. كيف سيكون لقائها بهم هذه المرة ؟ و هل لا يزالون يتذكرونها؟