الجزء الثامن

5.5K 485 35
                                    

بقيت صامتة أعاني من الطريق الصعبة و كل ما أفكر فيه هو متى سنصل إلى القمة ثم كسر جيمين الصمت و قال:

- هل أنت متعبة ؟

- لا لا لا بأس

- إذا كنت متعبة سنتوقف إلى أن ترتاحي

- لا داعي لذلك ، حين أصل إلى القمة سأرتاح ، أشكرك

صمت قليلا ثم قال:

- الفستان الذي ارتديته البارحة كان جميلا .. أقصد كان جميلا عليك .. أقصد .. كنت تبدين جميلة نونا

شعرت بالخجل من إطرائه ، لقد كانت طريقة حديثه هادئة و لطيفة ، كانت ضربات قلبي تتسارع و نسيت فجأة تعب الطريق ، حين كنت في الطائرة كنت أفكر في لقائي بجيمين ، كنت أتخيل حديثي معه و حضرت الكثييير من الأحاديث لهذا اللقاء ، لكني الان نسيت كل ما علي قوله و أصبحت عاجزة عن الكلام ..

ابتسمت و قلت :

- كوماوو

- هل قدماك بخير لاحظت أن الحذاء لم يكن مريحا

- اااه لقد المني حقا ، لأن كعبه كان عاليا

- ألست معتادة على الكعب العالي ؟

- هه لا

عاد الصمت ليسود الصمت الجو مما يجعله أكثر إرباكا ، ثم قال :

- أنا حقا خجل من نفسي ، لقد أخبرتك في الرسالة أني سأتعلم الانجليزية لأتحدث معك حين نلتقي مجددا لكني لم أتقنها بعد ، على عكسك تعلمت الكورية ببراعة..

- مع ذلك لازلت أجد صعوبة في التحدث بطلاقة

- يمكنك الإعتماد علي إذا احتجت أية مساعدة سأكون كالأوبا الخاص بك

ثم التفت إليه بسرعة و قلت :

- إذا هل يمكنني مناداتك أوبا ؟؟

ابتسم جيمين ابتسامة عريضة بينما كان يضع يده على رقبته من الخجل و قال:

- اااه كيوبتااا

شعرت بالخجل و الارتباك ، لقد سؤالا تلقائيا عفويا ، يبدو أني تحمست كثييرا ، لكني كنت سعيدة لأنه قال أني كيوت

عندها وصلنا إلى قمة الجبل كان هناك بعض السياح يلتقطون الصور ، و كان كوكي و تاي يلتقطان السيلفي ، بينما كان رابمون واقفا وحده يتمعن في المنظر و يستمع للموسيقى ، لقد كان حقا كان منظرا طبيعيا خلابا و كأنها لوحة فنية رسمت بيد فنان بارع جعلني أنسى تعب الطريق .

انضم جيمين لتاي و كوكي للالتقاط الصور بينما وقفت بجانب رابمون فالتفت إلي و قال :

- تبدين سعيدة ، هل حدث شيء؟

أجبته و أنا أبتسم بحماس:

- نعم

- هل قال لك جيمين شيئا؟

- نعم

- هل فعل شيئا؟

- نعم .. ماذا ؟؟ شيء مثل ماذا؟؟ يااااا .. ما الذي تفكر فيه ؟؟

ضحك رابمون و قال :

- لاشيء لاشيء

نظرت إليه بنظرات شك ، ثم قلت :

- حقا لم أتصور أن المكان جمييل هكذا ، بما أني أفكر الان في تعب الطريق أظن أن الأمر كان يستحق .

صمت رابمون قليلا ثم قال و هو مركز على المنظر :

- هذا المكان يلهمني ، فهو يشبه الحلم الذي تسعى لتحقيقه ، قد يكون الطريق شاقا و قد تفكر في الاستسلام و العودة ، لكن حين تصل إلى القمة تكتشف أن الأمر يستحق العناء ، حتى و إن لزم الأمر أن تستريح في الطريق لكن لا يجب أبدا أن تعود إلى الخلف.

ركزت على المنظر و بدأت أفكر فيما قاله رابمون ، ثم سألته:

- و لكن ماذا لو وصلت للقمة و لم أجد شيئا يستحق التعب

نظر إلي و قال :

- الأشياء التي لا تستحق العناء لا تكون في الأماكن العالية

يا إلهي ! إنها نفس النظرات التي نظر إلي بها عندما كنا في جلسة التصوير ، هذه النظرات الغريبة تجعلني أجهل من هو ، و كأنه شخص اخر غير صديقي رابمون..

فقطع ذلك الجو المربك صوت تايهيونغ و هو ينادينا لإلتقاط الصور معهم ، انضممنا إليهم و قمنا بالكثييير من صور السيلكا بوضعيات مختلفة مع الخلفية الطبيعية ، جلسنا و تناولنا الشكولاطة التي أحضرها رابمون ثم غادرنا .

كنا متجهين إلى أسفل الجبل حين وقف رابمون فجأة و قال :

- ايييش .. لقد نسيت حقيبتي في الأعلى حتى أن هاتفي موجود فيها

قرر الأعضاء مرافقته لأنهم أحبوا المنظر و يريدون العودة ، لكني كنت متعبة فأخبرتهم أني سأنتظرهم إلى أن يعودوا ، وعدوني ألا يتأخروا ثم ركضوا مسرعين في اتجاه القمة.

كان على جانب الطريق كرسي عمومي يجلس عليه المارة إذا تعبوا ، جلست عليه بجانب زوجين يحملان طفلا.. لكن تفاجأت بالزوجة تبتعد عني و كأنها تنفر مني ، كان الزوجان ينظران إلي بنظرات ازدراء رغم أني لم أعلم السبب ، ثم قالت الزوجة لزوجها :

- ااه حقا هؤلاء العرب المتوحشون لما يستمرون في القدوم إلى بلدنا

شعرت بالغضب من تعليقها هذا ، حتى أني أردت أن أقوم بشتمها و جعلها تندم على ما قالته ، لكني فكرت أن ذلك سيؤكد لها نظرتها إلى العرب و المسلمين بصفة خاصة ، لهذا بقيت صامتة هادئة ..

وضعت السيدة طفلها على الأرض ، كان طفلا جميلا قد يكون في عامه الأول ، نظر إلي فابتسمت له و ابتسم لي لكن والدته سحبته إلى جانب والده .. تعجبت لأمر الطفل الصغير البريء الذي نظر إلي كإنسان بغض النظر عن ديانتي و عرقي ..

بينما كان الزوجان يتحدثان رأيت الطفل يركض باتجاه الطريق ، في تلك اللحظة كانت دراجة نارية قادمة بسرعة عالية ...

pt;ms2

الضائعة و الفرسان السبعة - الموسم الثانيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن