الحلقة الثامنة عشر

15.7K 412 33
                                    

السلام عليكم
بِسْم الله نبدأ  :

ظهرت نتيجة التنسيق وبالفعل تم قبول ولاء في كلية الهندسه كمان كانت تحلم ، شعر كل من في المنزل بالسعاده ولكن سعادة سلمي كانت ظاهرية فقط ، فقد كانت تعاني في تلك الفتره بـ فتور في قلبها ، ككل إنسان يأتي عليه وقت ويشعر أن إيمانه قل وأنه لن يستطيع مواصلة مسيرته وخصوصا لو كان وحده ، حاولت إخفاء هذه الحالة عن الجميع وكــانت تنام طوال اليوم وتستيقظ فقط لأد...اء الصلاة وتنام مره آخري ، من سوء حظها أن هذه الحالة أتت إليها في نفس توقيت تنسيق الاء ، في البداية لم يلحظ أحد الأمر ولكن مع مرور الوقت أخذت اختها تلاحظ هذا التغيير وتخبر به والديها .

مر حوالي إسبوع ونصف علي هذه الحالة حتي جاءت إليها أختها ذات يوم لتخبرها ان والدها يستدعيها للحضور ، نهضت ووقفت أمام باب غرفته وطرقت الباب للحظات وسرعان ما سمعت صوته من وراء الباب يأذن لها بالدخول ، نظرت له بإبتسامتها المعتاده وقالت :

- حضرتك كنت عاوزني في حاجه يا بابا ؟

أجلسها بجواره وقال بإبتسامه :

- مالك اليومين دول يا سلمي ؟

إبتسمت له بحنان وقالت :

- مفيش يا بابا انا كويسه الحمد لله

إختفت الإبتسامه من علي وجهه وقال بجديه :

- بس من ساعة ما ظهرت نتيجة التنسيق بتاع اختك وانتي مش مبسوطه ؟ خير في حاجه ولا إيه ؟!!

نظرت له بتعجب وقالت :

- طيب وإيه دخل ولاء في الموضوع يا بابا ؟

ثم انتبهت فجأة وقالت بصوت مختنق :

- بابا هو معقول حضرتك تكون لسه متخيل إني بغير منها !!!

عقد ذراعيه أمام صدره وقال بضيق :

- يمكن !

إنتفضت من مكانها بذهول وقالت :

- إزاااي حضرتك تظن فيا كده !! طيب ما أنا كنت متأكده أصلا إنها هتتقبل في هندسه لأن مجموعها الحمد لله كويس ، وبعدين أنا إيه اللي هيخليني أغير منها مش فاهمه !! أنا مقتنعه بكليتي جــدا والحمد لله جددت نيتي وبقيت بحبها وحبيت إني أبقي مدرسة ، هغير منها ليه بقي ؟!!

نظر لها بوجه خالي من أي تعبير وقال :

- طيب وإيه تفسيرك إنك من ساعة ما نتيجة اختك بانت وانتي نايمه في السرير ومش طايقه تعملي أي حاجه ؟

حاولت كتم غضبها بداخلها لانها تحدث والدها وقالت :

- يعني حضرتك عاوز تعرف أنا متضايقه ليه بابا ؟ لو عرفت مش هتظلمني تاني يعني !!

أومأ برأسه إيجابــا ، فقالت بتعب :

- علشان حاسه ان قلبي مات يا بابا ، لا بقيت عارفه أقرأ قران ولا أصلي زي زمان ، مبقيتش عارفه أضحك وحاسه إني مخنوقه علطول ، مبقيتش حاسه إني سعيده في حياتي زي الاول ، مبقيتش قادره أستحمل كمية التريقه اللي باخدها دي ومحدش حاسس بيــا ، بقيت حاسه إن الدنيا سوده قدامي وإن ربنا مش متقبل مني العباده ، من الآخر مبقيتش حاسه بروحي !!

رواية|| فى الحلالحيث تعيش القصص. اكتشف الآن