7

75 4 9
                                    

قالت رزان بهدوء حزين :" لا أستطيع الحضور.."

جائها صوت الفتيات بصراخ :" مااذااا؟ "
أجابت بنفس الجملة وقد مسكت بهاتفها بيديها الأثنتين :" لا أستطيع الحض.."
قاطعتها ألحان :" إن كنتُي تقصدين التذاكر فلقد حصلت عليها لا تقلقي.."
ردّت رزان بهمس :" لا..لم أك.." قاطعتها جلنار هذهِ المرة :" الطريق؟ سمح لي والدي بأخذ سيارته.."

نزلت دمعة صغيرة من عيني رزان ثمّ همست :" المسابقة.."
سألت جلنار :" أية مسابقة هذهِ؟ أقول لكي هااري هااري هل تسمعينني أم حصل خللاً بالشبكة أم بأذنك أم بالهاتف؟؟"
تنهدت رزان قائلةً :" لا أستطيع عدم الذهاب للمسابقة..ماثيوس ينتظرني ويثق في..لا أريد خذله.."

جائها صوت ألحان وقد كسرها :" وماذا عن هاري؟"
صمتت رزان والدموع تهبط رويداً رويدا..

هاري أم المسابقة؟؟

هي تحتضر لرؤية هاري يغني أمامها..هي معجبة به منذُ سنة علىٰ الأقل، وطربت أذني الفتاتين به حتّى أحبتاه أيضاً، لا يعقل أن تفوت هذهِ الفرصة الذهبية لأجل مسابقة!!

المسابقة؟ حلم حياتها، شغفها اللا متناهي في زخرفة وصنع الفخار..مهارتها العالية به..والمسابقة هي للفوز بمعدات صنعه الفاخرة والمتطورة..هي تريد أن تكبر من عملها..لديها طموح يهز الجبال! لن تترك هذهِ الفرصة لتذهب لرؤية هاري من علىٰ بعد أمتار وهو لن يلاحظها حتّى! !

قالت رزان بثقة وثبات بعدما قررت :" لن أذهب، آسفة لكن المسابقة أهم بكثير.."

تفهمت الفتيات موقفها، وأخبراها بإنهما سيصوران أكبر عدداً ممكناً من الصور والفيديوهات معه، ولن يفوتن أية موقف يحصة له..

هما حتماً خير الأصدقاء.

حملت رزان المزهرية بتأني بعدما غلفتها..
وسارت ناحية الشارع لتستأجر تكسي تذهب به للمسابقة..

وصلت بسلام ودخلت لتسلم علىٰ الجميع وتضع مزهريتها مع بقية الفخار الذي جلبوه زملائها للمسابقة..
جلست رزان معهم تنتظر قدوم ماثيوس ليلقي التحية ويبدأ بالمسابقة..

هي لم ترى ماذا حصل لمزهريتها !

جاء ماثيوس وألقى التحية وبدأ بنداء أسامي الطلاب بالترتيب ويرى عملهم واحداً واحداً..
لقد كان هنالك مبدعين بالفعل..وكانوا رسامين زخارف محترفين..
لقد بدأت تقلق رزان من فوزها..لكنها مؤمنة بالله وتعلم جيداً بإنها إن خسرت فستتعلم شيئاً ما من الفائز ولن تحزن..بالعكس ستفرح لفوزه..

نادى ماثيوس :" رزان..دوركي"
نهضت رزان بسرور سائرة نحو مزهريتها..بحثت كثيراً عنها لكنها لم تجدها..
أنتظر الطلاب وماثيوس كثيراً..

بدأ القلق يجتاح قلب رزان، وبدأت تبحث بكل مكان ولا يوجد شيءٌ، قرر ماثيوس وبضع طلاب مساعدتها..
إلىٰ أن جائها صوت يقول :" أهذه هي؟"

نظرت للذي يؤشر عليه..فوجدت شيئاً محطم لأجزاء صغيرة ومركون في زاوية المكان..
شهقت رزان بخوف وركضت ناحيتها لتجدها بالفعل هي مزهريتها..
مزهريتها التي مضى أسبوع كامل وهي تعمل بها..
كادت تنفجر من البكاء لكنها لم تفعل..فقط بكت بهدوء واضعة يدها علىٰ وجهها لتغطيه..هي لا تحب لأحد غريب رؤيتها وهي تبكي..

شعرت بيد تضع علىٰ كتفها..دافئة وكبيرة نوعاً ما وصوت حنون يدخل لمسامعها :" رزان عزيزتي..لا بأس..كفى بكاء"
زاد هذا الطين بله..هي بذلت قصارى جهدها بهذه المزهرية وأحبتها كثيراً.
إن لم تكن تبكي لخسارتها بالمسابقة فهي تبكي لأنها صنعتها بشغف وقلب سليم..

جائها صوت ماثيوس مجدداً :" ألا يوجد لديكي صورة لها؟ يكفي فقط أن أراها ويمكنكي صنع واحدة أخرى..لاحقاً "
هدأت رزان قليلاً ومسحت دموعها وحاولت جاهدة أن لا يظهر البكاء علىٰ وجهها..لكن أنفها المحمر ووجهها الذي يشبه الطماطم قد فضحها..

أخرجت هاتفها وأرته الصورة وهي مطأطأة رأسها لا تريد رؤية ردة فعله، فربما يقول لها ' جميلة لكن هنالك أجمل وسيفوز هو' أو ربما ' نعم جيدة لكنها قد حطمت ولا نستطيع وضعها بالمعرض '

فاجأها صوته قائلاً :" مدهشة..لم أرى مثل هذا الأتقان بحياتي!! رزان..لقد فزتي!!"

غصن التوت🍃حيث تعيش القصص. اكتشف الآن