3

81 5 0
                                    

غادت جلنار..
ذهبت بعيداً بعدما ألقت كلماتها الغاضبة علىٰ صديقتها التي كانت فقط تريد نصحها..
هي وقعت بتجربة أليمة وتعلمت..تعلمت شيئاً واحداً.
وهو ليس كل الرجال يشبهون بعضهم، لكن الذكور اللذين يبقون صامتين لا يفعلون شيئاً يمثل حبهم هؤلاء ليسو صادقين!

عادت ألحان مع رزان لمنازلهن..كانت ألحان صامتة طوال الطريق لم تتكلم، لم تنطق ببنت شفة وهذا أقلق رزان..
هذهِ ليست عادتها..عادتها أن تصرخ أن تزعج الجيران بصوتها العالي وتكون متحمسة وتبتسم طوال الوقتِ.
لكن هذهِ المرة كانت هادئة..ساكنة ولا تنبس بحرف..

ودعتها عندما وصلت لمنزلي قائلةً :" الحان..لا تأخذي كلمات جلنار علىٰ محمل الجد، هي فقط لا تزال بريئة ولا تعلم شيءٌ " ليس وكأنني أعلم، لكنني قلتُ ذلك فقط لأواسي صديقتي..
لم تنطق الحان وودعتني بهز يدها فقط ثمّ سارت نحو منزلها القريب من منزلي بيدين مخفيتين في جيب بنطالها..

حزنت كثيراً لمنظرها، وقلقت أكثر علىٰ جلنار..
ماذا تفعل الآن يا ترى؟

مرت ساعات كثيرة..لا أتصال من جلنار وقلقت كثيراً وأكثر.
هي عادةً عندما تصل للمنزل تتصل علينا حتّى لو كنا معها!
فما بالها الآن لم تتصل؟

طرقت باب محلي الصغير بقوة..نعم أنا أبيت بمحلي الصغير فهذا أفضل لي..
خفت كثيراً لأنهض وأفتحه..ماذا لو كان سارق؟ أو مجرم هارب؟

سمعت صوت الحان يصدر مع طرق الباب فنهضت سريعاً وفتحته لتظهر خلفه ألحان وهي تريد سحب نفسها الضائع..
قالت بنفس مقطوع :" جلنار..حلن..ار.."
قلتُ بقلق :" ماذا ماذا مابها جلنار؟؟"
قالت أخيراً :" أتصلت بي تطلب العون..تقول أن الوغد أعتدى عليها وهي في خطر ومختبأه في مكان ما.."

هلعت من هذا الخبر الصادم..سحبت يد الحان وهرعنا لمركز الشرطة للتبليغ عن هذهِ الحادثة الفضيعة..
دخلنا للقسم فصرخت الحان :" أين الشرطي المسؤول عن حالات الأختطاف؟ صديقتي خطفت ونريد العثور عليها فوراً! "
خرج شرطي شاب ووسيم يفرك عيناه قائلاً :" ماهذه الضجة؟ مالذي يحدث هنا؟"

هرعت الحان له وهي تصرخ :" صديقتي خطفت يا حضرة الشرطي هذا ما حدث! والذي سيحدث قريباً هو إيجادها فوراً! "
نظر الشرطي لها بإستغراب ثم أبتسم وقال لنا :" ألحقوني.." دخل لغرفة ما فلحقنا به سريعاً.

قال لألحان :" هلا أتصلتي بها لنعلم مكانها "
فعلت الحان ما قاله واتصلت عليها وعندما لم تجب كاد يغمى عليها لولا رزان التي امسكتها..
أخذت رزان الهاتف وأتصلت بها وعندما أجابت قالت بسرعة :" جلنار، جلنار عزيزتي اين انتي؟ هل انتي بخير؟"

جائها صوت جلنار الباكي وهو يقول :" لا لا، لستُ بخير، هنالك مجنون يطاردني وأنا خائفة كثيراً، أنا مختبأه الآن لكن من يقول بإنني سأختبأ للأبد!!"
ذرفت رزان بعض الدموع قائلةً :" عزيزتي، لا تستسلمي نحنُ قادمون بإذن الله فقط إنتظري.."
قالت جلنار ببكاء لكن بهدوء :" إن حصل شيءٌ ولم أعد..أرجوكي أخبري الحان بإني أحبها وإنني آسفة كثيراً، وأحبكي انتي أيضاً واسفة لكي أيضاً "

إنقطع الخط ولم تستطع رزان الرد عليها..
كانت تريد إخبارها بإنها تحبها كذلك، بإنه لا داعي للتأسف فليس هنالك كلمة آسف أو شكراً بين الأصدقاء.
لكنها لم تستطع، قطع الأتصال وقطعت كلماتها..

نهضت الحان تبكي لكنها لا تزال قوية صرخت بوجه الشرطي :" ماذا حدث؟ ألم تجدوها بعد؟ ماهذا القسم المغفل!!"
صرخ الشرطي بوجهها كذلك :" لا تصرخي علىّ يا فتاة! لستُ عبدا لديك أفهمتي! ثمّ صديقتك هذهِ سنعثر عليها لا تقلقي.."

عانقت رزان الحان بدفء..هما قلقتان وحسب..

.
" عثرنا عليها..!"

غصن التوت🍃حيث تعيش القصص. اكتشف الآن