هتفت جلنار فور عودتها للمنزل :" لقد عدت!!"
جائها صوتاً كانت قد نسيته وكرهته منذُ أمد بعيد.
قال بسخرية :" اووه، أهذه أنتي بطريق؟ كم أشتقت لكي..هاتي عناق"تقدم لها لكنها تراجعت بهدوء قائلةً له :" دعني وشأني، ولا تقترب مجدداً"
سألها بسخرية :" لماذا؟ هل ستقتلينني؟ اووه ياالهي أنا خائف من الانسة بطريق! "
أرادت الرد لكن صوت والدها جاء من غرفة الضيوف قائلاً :" جلنار عزيزتي، فلتأتي لتسلمي علىٰ عمك وعائلته هيا!"
تنهدت جلنار بملل ثمّ صرخت لوالدها قائلةً ببرود :" حسناً أبي، فقط أغتسل وأتي"
قال هو بسخرية :" اوه بالطبع رائحتك نتنه الآن، حمداً للرب إنني لم أعانقك..يبدو بإ.." لم يكمل كلامه فجلنار قد دخلت لغرفتها وصفقت الباب بوجهه بقوة..
صرخ لها خلف الباب لتسمعه :" لا تغضبي لا يليق بكي يا بطريقي العزيز" ثمّ تعالت ضحكاته حتّى أختفت.تمنت جلنار أن تختفي للأبد كي ترتاح منه ومن تصرفاته المزعجة!
والآن؟ كيف ستخرج وتسلم علىٰ أناس تكرههم؟
هذا أصعب شيءٍ ممكن أن يمرّ بها أي شخص!!أغتسلت وغيرت ملابسها لملابس مريحة غير آبهه لما ستقوله والدتها أو أختها الكبيرة عنها، فهذه الملابس غير لائقة لرؤيتهم..
دخلت للغرفة وذهبت لعمها أولاً وسلمت عليه ثمّ لزوجته ولم تكلف نفسها حتى للنهوض! ثمّ للفتاتين وهما فعلا كما فعلت أمهن..
كم هن مغرورات!! هذا ما قالته جلنار بقلبها..
وصلت له فلم تسلم، فقط جلست بجانب أختها عاقدة ذراعيها وتبتسم رغماً عنها.همست لها أختها :" ما هذهِ الملابس؟ ألا يوجد لديكي أفضع منهن!"
همست لها هي أيضاً :" لدي، هل تريدين مني تغيرهم؟"
نظرت لها أختها من طرف عينها بملل ثمّ نظرت لهم بإبتسامة، بينما جلنار تنهدت بملل.قالت زوجة عمها بغرور :" ماذا بكي جلنار؟ وكأنكي لم تحبي تواجدنا لديكم!!"
أرادت جلنار قول :" نعم أكيد يا حبذا لو طردتم أنفسكم خارجاً! "
لكنها قالت بهدوء وتلك الأبتسامة الكاذبة علىٰ وجهها :" لا، بالطبع لا، من قال هذا؟ وجودكم يشرفنا!"ردّت بغرور :" نعم بالطبع يشرفكم..اههههاها "
ركزت جلنار علىٰ ضحكتها المعوقة، فحمدت ربها بداخلها علىٰ أكتمال العقل.
قال عمها بهدوء :" جلنار عزيزتي، هل تعلمين عما كنا نتحدث قبل مجيئك؟"
ردّت جلنار بهدوء كذلك :"لا" قال لها عمها ليصدمها :" كنا نتكلم عن كيف ستصبح غرفتكي غرفة جيدة ل جوناثان، فهو سيأخذها لفترة حتّى ينهي من دراسته هنا ويعود للوس أنجلوس "صدمت جلنار من ذلك الخبر..أيهذي هذا العجوز؟ ماذا يعني بإنه سيكون بغرفتها؟ ولمدة طويلة أيضاً؟ هذا يعني بإنها سترى وجهه كل صباح ومساء؟؟ ياالهي الرحمة!
سألها عمها بعدما رآها صافنة :" هل يضرك هذا بشيء؟"
أجابت زوجته بدلاً عنها :" بالطبع لا، ومن تجيء فرصة رؤية أبني كل صباح ولا يعجبه ذلك؟ هي محظوظة لذلك! "
من المحظوظة يا وجه السبانخ؟ اللعنة عليكي وعلى ابنك صاحب وجه الشمبانزي هذا!نهض الجميع بعد فترة حديث طويل شعرت خلاله جلنار بالغثيان والتعب، هي لم تأكل،لم تسترح،لم تقرأ ولم تكتب!!
وبسبب من؟؟
أشخاص أغبياء مغرورين لا يستحقون ذرة من وقتها!!!
هذا كثير عليها في يوم واحد!!ودع جوناثان عائلته بدراما مقززة للغاية بالنسبة لجلنار بينما البقية فكان مؤثر..
أغلق هو الباب بنفسه وكأنه أصبح مالك البيت أو شيئاً كهذا!قال بحماس :" إذاً؟ هل سنذهب لترتيب غرفتي الجديدة؟ " كان يريد إغاضة جلنار..وقد فعل فهي رحلت لغرفتها وأقفلت الباب إغاضة له لكنها سمعته يقول خلف الباب :" هل ستأخذين أغراضك؟ حسناً، لقد وفرتي عليه الكثير!!"
هي حتماً ستكره حياتها بوجوده!
أنت تقرأ
غصن التوت🍃
Fanfictionلا أبحثُ عن أصدقاء عاديين.. ولكني أبحثُ عن أصدقاء لا أسقط منهم سهوا، في زحمة حياتهم ولا يغيبون عن ذاكرة قلبي في زحمة أيامي.. هذهِ الرواية كتبتها مع صديقتي الغالية والمبدعة.. نفس الأسم..لكن بأختلاف طفيف في القصة.. أتمنى أن تعجبكم قصتي وقصةُ صديقتي @...