23

49 3 5
                                    

جاء يمشي بهدوء وجلس أمامها بينما هي كانت تركز نظرها علىٰ الكتاب الذي أمامها، ستبدأ الأمتحانات قريباً!

قال بهدوء :" السا.." فزعت جلنار وتراجعت للخلف وهي تصرخ عليه :" لقد أرعبتني يا هذا! " ثمّ وضعت يدها علىٰ قلبها وتنفست بعمق.

إنفجر ضحكاً عليها وتراجع للخلف ثمّ عاد لها قائلاً :" لم أكن أقصد..آسف، لكن أريد أن أخبركي شيئاً "
قالت جلنار وهي تنظر للكتاب :" ماذا؟"
قال بتردد :"اا..تعلمين جيداً بإن الأمس لم نستطع الخروج معاً، فما رأيك بالخروج اليوم؟"
نظرت جلنار له ببرود ثمّ سألته بسخرية :" هل تعرضت لحادث في رأسك؟"

أجاب وهو يرمش بعدم فهم :" ماذا؟ لا، لم يحدث"
أكملت بسخرية :" بالطبع حصل..وإلا لما طلبت ذلك وأنت تراني أدرس!"
عادت تنظر للكتاب متجاهلته تماماً.

حدق فيها مطولاً..
شعرها الفحمي المجعد..نظاراتها للدراسة تغطي معظم وجهها لتبدو لطيفة للغاية..
أما عيناها فهي كارثية..كيفية أختلاط البندق مع العسل سوياً أصابت عقل جوناثان بعاصفة تسمى..الحب.
أما عن شفتيها..فهي عاصفة أطبقت لحظة علىٰ ثغره لتشعره بإن الحياة لا تزال جميلة،لذيذة، ودافئة.

قال لها في لحظة شرد بها بجمالها :" أحبك.."

رفعت عيناها بدهشة له، فحدق بعجلتيها بتمعن وعندما زاد خفقان قلبه لم يسيطر ونهض ليقبلها..

توسعت عيناها بقوة..ساكنة،منصدمة..
لكنها قبلته..نعم، هي كانت تريد تلك القبلة، وتتلهف لها..هي تحبه لكنها تقاوم..منذُ كانت طفلة كانت تحبه، لكنه دائماً ما يتكلم عليها ومع ذلك هي تحبه..
كانت تراه بقلبه لا بلسانه وأقواله..كانت تراه بأفعاله.

أبتعد ونظر لعيناها عن قرب بينما هي أنزلت رأسها خجلا..
همس لها لتلفح أنفاسه بوجهها :" أحببتك منذُ الصغر، كنتُي كالحلم لي ويا ليتك أصبحتي حقيقة.."
رفعت عجلتيها لعينيه لتهمس هي الأخرى :" أصبحتُ حقيقة..أحبك.."
قبلته مجدداً وهذه المرة هو من أنصدم وتوسعت عيناه لكن بعدها قبلها بشغف وقوة..

أخيراً أصبحا سوياً..

كانا يكرهان بعضهما..
دائماً ما يسخران علىٰ بعض..
ودائماً ما يتشاجران..

لكنّ الآن، هما يعشقان بعضهم..

____

كانت تشتعل غضباً ولا تعلم ما السبب..
تنظر لها وتريد أن تقطع جسدها قطعاً قطعاً، كيف لها أن تتغزل به أمامها؟؟ كيف؟؟

هتف إندراوس عالياً :" ألحان..دوركي هيا!"
نظر إلياس نحوها فرآها تحدق به بغضب..رمش عدة مرات لها..
نهضت ألحان وهي لا تزال تنظر له بغضب ثمّ وقفت أمام زميلها للقتال.

تنفست بعمق ريثما يأذن إندراوس لهما في القتال..
قال لها زميلها بسخرية :" الأفضل أن تنسحبي، فقد فزت بكل الجولات ولا أعتقد شخصاً ضعيفاً مثلكي سيهزمني.."
نظرت له ألحان ببرود تام ولم تقل شيءٌ.
حاول معها مرةً ثانية بسخرية :" هياا، ستتعذبين ولاشيء آخر، أتريدين الأنضمام لأصدقائكي بالمشفى؟"

هنا أعلن القائد بدأ القتال فهجم الفتى علىٰ ألحان فأبتعدت عنه ألحان بكل سهولة وخفة وأنبهر الجميع بذلك. حتى زميلها.
أبتسمت بسخرية وألتفتت له قائلةً ببرود :" أهذا كل مالديك؟"
غضب الفتى وهجم مرة أخرى قائلاً :" بالطبع لا.."

وما أن وصل لها حتّى أردته طريحا..كان يستحق هذا.
الجميع نظرو لها بدهشة..كان الفتى مليئاً بالعضلات وقوي البنية، كيف القته أرضاً بهذه السهولة؟

كانت أعينه تراقبها بفخر قائلاً بهمس :" هذهِ هي حبيبتي! "
وفي نفس هذهِ اللحظة نظرت له ببرود قاتل، وكأنها تريد قتله فوراً!

سارت نحو الحمامات بهدوء ودخلت لها لتجد الفتاة المغرورة التي كانت تتغزل به منذُ قليل..
نظرت لها ببرود ووقفت بجانبها تغسل وجهها..
قالت الفتاة وهي تنظر لألحان عبر المرآة :" أنتي ألحان صحيح؟"
لم تهتم ألحان لها وجففت يداها بهدوء وأرادت الخروج لولا إمساك الفتاة لها من معصمها قائلةً بغرور وغضب :" إسمعيني جيداً! أنا من سيحصل علىٰ إلياس وليس حثالة مثلك!"

غصن التوت🍃حيث تعيش القصص. اكتشف الآن