برسيمة خضراء

1.5K 172 95
                                    


.
.
.

ثوب نوم فاتح ومريح كشف عن ساقين تضعهما هالا فوق بعضها فيما تحدق متزمتة بالفراغ

ومضَ هاتفها ، رمقت الاسم الظاهرة على الشاشة لتلقي بالهاتف على الطاولة مصدرًا صوت إرتطام يوضح مدى حنقها ..

أخفضت النظارة، تدلك جسر أنفها متمنية أن يحترق جرس الباب أو تضرب أسلاكه وتصعق الواقف عنده حتى الموت، بصراحة سيكون ذلك أفضل .

نهضت من الأريكة بإنفعال، إن استمر جرس البابِ بالرنينِ سيستيقظ إبنها من نومه..

لذا ، خطفت الهاتف تتوجه نحو الردهة بخطى سريعة

"من على الباب؟.."
فوجئت بصوت نعس ضئيل يتحدث من ورائها..
تجمدت لوهلة ،

" هل هو والدي؟...لقد حلمت به"
أمسك تايهيونغ بطرف قميص والدته ذات الوجه الفارغ

"لا أدري..عزيزي.."
همست مجعدة حاحبيها تحدق بالباب السميك

استلت نفسًا
ثم بخطوات وئيدة توجهت إلى مالا مفر منه..

"أبي! "
قفز تايهيونغ إلى والده الذي بادر بإلتقاطه والدوران بجسده بين جلبة وضحكات عالية

ظلت الأم من عندها تحدق بالمشهد في صمت

أنزلَ هيوك الصغيرَ وخطفها إليه يحتضنها

" على الأقل تخلص من رائحة العطر.."
همست تحت أنفاسها ..
فَرق عنها يتلاشى عرض ابتسامته وتلبدت تعابيره بشيئ من الإرتباكِ لما رأى النظرة في عينيها

كانت تحدق خلاله لا بهِ
بعينين واسعة وحدقتين داكنة تبنت لونَ عمق المحيطِ ومهابته

"أوه لم يعجبك أنت أيضا؟!! ولاحتى أنا ! كان يجب أن أتخلص من معطر السيارة هذا منذ مدة.. إنه مزعج .."
قهقه قائلا ، يمثل شم أنحاء معطفه سكري اللون

لم يسبق أن رأى عيني هالا خامدة و منطفأة كليل أطبق على غابة متفحمة ، مما جعل شبح الخوف يباغت سريرته

"لست غبية هيوك.."
لم تزعج نفسها بالنظر إليه حتى

فكت تكتيفة يديها وسحبت حقيبته ذات العجالات لداخل ، أقفلت الباب ثم إبتعدت بخطوات وئيدة

مزامنة مع تواري جسدها نهاية الردهة زفر أنفاسه المحبوسة يفرك مؤخرة رأسه ..

"أبي أبي أبي هل أحضرت لي شيئا؟؟"
سأل تايهيونغ بإلحاح وإصرار يتمسك بوالده ،
"بالطبع فعلت!! هيا لندخل أولا ! .."

لَوز وسُكرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن