غرقت في جحيمه (متوقف حالياً)

19 مخلوق متوحش

قراءة ممتعة جميليني 💗

اخر ما سمعته هو صوت هيرو يُخبرني بأن اكون حذرة ، انه يبالغ جداً في القلق عليّ ويبدو انه قد تقمس دور مربيتي فعلاً
خرجت بعدها حاملة حقيبتي المليئة بكنزي الثمين وتوجهت للغابة ،
فالحقيقة أُحب اكتشاف الاماكن الغير مأهولة التي لم تدسها قدم بشر ،
ولكنني افضل فعل ذلك وحيدة لذلك لم اسمح لهيرو بمرافقتي

قفزت فوق السور المنخفض متجاهلة جميع التحذيرات التي بحّ صوت المشرف و هو يتلوها علينا ،
فالواقع انا لا اذكر شيئاً من تلك التحذيرات فقط ان لا نتخطى السور
لكنني تخطيته و لم يحدث شيء ، انهم حقاً يبالغون في حمايتنا هذا ممل
مشيت بخطوات ثابته و كلما ابتعدت اكثر كلما انعدمت رؤيتي للمخيم الخاص بنا ،
في حالة الشخص الطبيعي كان سيشعر بالقلق او الخوف لكنني كنت اشعر بالراحة لإبتعادي عنهم
لأنني اخيرا سأحصل على بعض الخصوصية وقليلاً من الهدوء بعد كل تلك الاحداث التي مرت علي في الآونه الاخيرة

اخذت احدق بكل صغيرة وكبيرة و كل شيء كان يثير اعجابي من حشرات الى نباتات الى حيوانات ،
استمررت بالمشي لساعة ونصف وانا احاول حفظ الطريق بذاكرتي
و كنتُ متأكدة مليون بالمئة بأنني لن اتوه لأن ذاكرتي قوية فيما يتعلق بالاتجاهات
وانا امشي سمعت صوت ماء .. انا متأكدة بأنه صوت شلال
فلطالما كانت والدتي تصطحبنا للشلالات و كنت وقتها اتمنى لو انني املك شلالاً خاصاً بي
اغمضت عيناي واخذت انصت جيداً محاولة معرفة أي اتجاه سأسلك ، ولأنه لم يكن هناك سوى الهدوء وصوت الطيور استطعت ان احدد اتجاه الشلال بكل سهولة ،
فمشيت لدقائق بين الاشجار الكثيفة محاولة تجنب الاعشاب المتشابكة حتى اخذ يتضح لي المكان شيئاً فشيئاً

" لــــــقـــد وجــــدته "

لقد كان كبيييييييراً جداً ينحدر من اعلى جبل صغير ويصب في بحيرة صغيرة ،

" يااااااه انه حقاً منظر رائع "

رذاذ الماء المتناثر من الشلال وسطوع الشمس في كبد السماء ادى الى تكون قوس المطر ، اردت الاحتفاظ بهذا المنظر في ذاكرتي للأبد المؤبد فأدخلت يدي في جيب بنطالي أخرج هاتفي لألتقط صورة

" لكن لكن لكن ايييييين هاتفي !!! ااااه يالغبائي لقد نسيته في غرفتي يالي من غبية غبية حقاً غبية "

لم ارد ان يتعكر مزاجي اكثر فتجاهلت الامر و وضعت حقيبتي على الارض
وجلست على صخرة متوسطة الحجم تستضل في ظل شجرة كبيرة تمتد فروعها في كل مكان
حدقت للحظات في المكان ثم اعدت نظري للشلال .. حاولت إغتنام فرصة أنني في مكان جميل كهذا لأفكر بهدوء في ماضيي و حاضري و مستقبلي
و حاولت معرفة ماهي مشاعري الآن نحو الجميع ، لكن هيهات فالشيء الوحيد الدي شعرت به هو الجوع
أيدتني معدتي عندما اصدرت صوتً يطالب بالطعام ،
فلم ارد ان ارفض طلب حبيبتي لذلك فتحت الحقيبة واخذت أحدق بكل مافيها
تحولت عيناي لقلوباً تتطاير في السماء ..