لعنة رضوان

24K 839 308
                                    


- قالب حلوى بنكهة الفانيلا و قِطع الفراولة والشُوكولا الذائبة، وحلوى السُكّر الغامِق خاصّتنا؛ تُريدين ان يكون القالب على شكل راقِصة باليه ترتدي ثوباً زهريّ، هل هُنالك ايّةَ إضافات؟
رفعت جوان عيناها الزرقاء تُلقي بسؤالها على السيّدة الخمسينيّة التي تحتفل بتأهُل إبنتها في مُسابقة رقص الباليه المحلّية المشهورة، إبتسمت السيّدة برضا وهتفت بسعادة:
- فقط اودّ ان يكون القالب كما تمنّيت، واُريدُ منكم توصيلهُ بموعده.
إبتسمت جوان هامِسة برسميّة:
- سنحرصُ على ان ينال إعجابكِ سيدتي الجميلة، اتمنى ان تفوز إبنتكِ بالمُسابقة.

غادرت المرأة بعد ان دفعت جُزء من الحِساب لتدلِف جوان الى الغُرفة -التي يفصِلها عن معرض المحلّ باب خشبيّ عتيق- لتجِد كُلّ من ريفال وفاتن والسيّدة نور يصنعن الحلوى بنشاطٍ لا يخلو من أحاديث فاتن التي لا تنتهي. هتفت جوان بمرح:
- هُناك طلبيّة جديدة، يجب ان نبدأ بالتجهيز لها منذ الآن فالقالب مُعقّد.
هتفت فاتِن -ذات الثلاث وعشرون عاماً- قائلة بزهو:
- لا شيء يصعُب على النِساء حبيبتي، سنصنعهُ كما صنعنا غيره المُهم ان نرى ما سيتطلّبهُ مِن مواد.

أنهت ريفال تزيين القالب الذي امامها واخذتهُ للثلاجة الموجودة برُكن الغرفة الصغيرة واخذت ورقة وقلم لتكتُب ما يحتاجهُ القالب الجديد، ونهضت بعد ان اخذت بعضاً من المال مِن الخزنة، هتفت وهي تتجه للخارج:
- سأذهب لمصنع السُكّر وسأشترى بقيّة المواد من السوق.

نظرت الى جوان قائلة بتحذير:
- ساعدي الخالة نور في صُنع الحلوى، و فاتن ستعمل بالخارج الى ان أعود، إياكِ وإلتِهام الكعك.
اومأت جوان بإبتسامة خبيثة وقد رسمت بخيالها الجامِح اشهى الصور لتذوّق حلوى السُكّر التي تعشقها بينما اخذت ريفال حقيبتها الجِلديّة الصغيرة وغادرت.

امام باب متجر "سُكّر غامِق" للحلويّات وقفت ريفال مُستقبِلة نسيم الصباح البارِد بيدان مُشرعتان قبل ان تتحرّك للسيّارة الصغيرة التي تستخدِمها لتوصيل الطلبيّات لتتجوّل بها بين الشوارِع الضيّقة حيثُ احد المناطِق المأهولة بلافِتات مُختِلفة للكثير من المحلات والمطاعِم بما يشبه السوق.

وصلت الى المصنع لتأتي بالعديد من انواع السُكّر ومرّت بطريقها لإنتِقاء صبغات الألوان الخاصة بالحلوى وبعض الفواكه، استمرّ تسوقها لمُدّة ثلاث ساعات وعادت بعدها مُحمِلة السيارة ذات الحافِظة المُبرّدة بكُلّ ما تحتاج.

أسندت رأسها على المِقود وزفرت بتعب قبل ان تستقيم وتقفِز بحركة واحِدة من السيّارة وتبدأ بإدخال مُشترياتها بينما هُناك عينان غريبتان بعيدتان تلتهِمان ملامِحها بحنينٍ حارِق.

بِنطال الجينز المُهترئ الباهِت تناسب مع قميصها المُتسِع ذي اللون الاسود ليجعلا من منظرها رجوليّاً برغم انوثته المُفرِطة التي لا يراها سواه بينما قُبّعتها الشبابيّة الزرقاء موضوعة بشكل عكسيّ وخُصلات عسليّة مُجعّدة تنفِرُ من جانبيها مُكمِلة لوحة لأُنثى تُماثِلُ اللبوة شراسةً و جمال.

سُكّر غامِقحيث تعيش القصص. اكتشف الآن